13 أبريل، 2024 3:41 م
Search
Close this search box.

ثورة الجنوب ثورة العراقيين

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم تبدأ ثورة أهلنا وعشائرنا في جنوب العراق الثائر ، قبل إسبوع من الآن،وإنما بدأت منذ أن خرجت محافظات الغربية بأجمعها في ساحات العز والكرامة ( قبل أن تستوّلي عليها عصابات داعش وتستثمرها وتجيرّها لها بعد رفض نوري المالكي تلبية مطاليب المتظاهرين وحقوقهم الشرعية،))، فعندما خرجت في ساحات الاعتصام لمدة سنة كاملة، كانت شعاراتها ومطاليبها إنهاء الإقصاء والتهميش، وإعادة التوازن وإطلاق سراح الابرياء المعتقلين ، وتوفير الخدمات الاساسية كالماء والكهرباء والتربية والصحة ،وتهيئة فرص عمل للخريجين هي التي ولدّت داعش الارهابي ، وإلغاء قرارات بريمروتعديل الدستور الطائفي، الذي كرس الطائفية ،وجرى بعدها اقتحام الساحات وقتل المتظاهرين السلميين ، في الحويجة والفلوجة والموصل وسامراء والانباروديالى ،ووصف المظاهرات بأبشع الأوصاف الطائفية نوري المالكي رئيس الوزراء انذاك، اليوم يتكرّر نفس المشهد في الجنوب، بل أراه إمتداداً له ، ألم تشارك عشائر الجنوب في جميع المظاهرات ،في المحافظات الغربية بوفود كبيرة دعماً لها، فَمن يتابع التظاهرات الآن في شوارع المحافظات الجنوبية الثائرة ، يرى الشعارات نفسها، مع إندساس جهات لتشويه الثورة ،حينما دخلها الرُّعاع ،وإندست وجهات تابعة لإيران ،لتدمير وحرق ممتلكات الدولة في المؤسسات النفطية والدوائر الرسمية ، لإرسال رسالة مسيئة للثوار ،على أنهم غوغاء ومتمردّين. وتحميلهم مسئولية حرق المؤسسات وإسقاطهم في نظر الشعب والعالم ،وهذا ما إنتبه له الثائرون وتوجهوا الى مقار الاحزاب وحرقها ، وإتهم البعض من أعضاء الاحزاب الحاكمة ،بوصف المتظاهرين بأنهم ( دواعش وبعثية وارهابيين) ، حينما داهموا مقرات أحزاب السلطة وأحرقوها ،بإشارة على ان الثورة نقية ولا تتبع للاحزاب الطائفية ،وتستهدف عملاء إيران ومريديها وتوابعها وأذرعها فقط، وهذا ميزة كبرى ،أفصحت عن هدف الجماهيرالغاضبة والحانقة ،على الأحزاب الحاكمة الفاسدة الطائفية، التي سبّبت خراب العراق، ونهب ثروته وثرواته وتدميرها، وتحويله الى ولاية تابعة لولي الفقيه ، ولذلك خرجت لتغييرها وطردها من السلطة والعراق،ولكي نتابع اهداف الثورة ومابعد الثورة ونتائجها ،وإنعكاساتها على نتائج الانتخابات ،وتشكيل الحكومة ،فهل يستطيع رئيس الوزراء وحكومته واحزابها ،تنفيذ مطاليب الشعب في محافظات جنوب العراق، التي تعاني الامرّين في سوء الخدمات في الماء وشحة الكهرباء والبطالة المرعبة للخريجين وتوقف التنمية والاعمار، والمطاليب التي هي دستورية وشرعية ، كانت لحظة إنطلاق الثورة،وسببا رئيسيا لها ،ولكن كيف تحافظ الثورة على منسوب تصاعدها لتحقيق جميع أهدافها في التغيير الذي ينتظره جميع العراقيين، أعتقد ان من أولى أسباب ديمومة الثورة ،هو دعمها عراقيا ودوليا، وإعلان قيادة واضحة لها، تحظى بقبول الشعب ومكوناته ، وأرى ان خروج المحافظات الغربية لدعم الثورة بمظاهرات سلمية كما خرجت سابقا ، لايخدم الثورة ، لان الاوضاع الامنية القلقة وتربص تنظيم داعش الارهابي المتخفي في انفاق ومغارات في اطراف المافظات وصحراء الموصل والانبار، وخلاياه النائمة في المحافظات المحررة ،وعدم عودة النازحين، والتدمير في البنى التحتية في المحافظات ،تجعل من خروجها أمرأ محفوفاً بالخطر، ولكنْ عليها إعلان دعم الثورة إعلامياً وسياسياً، وبكل الطرق المتاحة ، هو الطريق الأمثل لبلوغ الثورة أهدافها، وإعطائها الشرعية الدستورية ، وهو التغيير السلمي بالتظاهرات والاعتصامات ، وهناك الدعم الاقليمي والدولي ، الذي يعطي شرعية عربية ودولية للثورة ، الثورة مازالت في بداياتها ، وقد حققت نتائجها في صفحتها الاولى ، الأمر الذي أجبر حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء ،على تنفيذ قرارات فورّية لإصلاحات ترقيعية، لإيقاف الثورة ، ولكن هذا أثبت أن الثورة، لم تكن (ثورة جياع). كما سمّاها السيد مقتدى الصدر، وإنما ثورة تغييرلشعب يرفض الأحزاب الطائفية ،المتنفّذة والتابعة لإيران. والتي سببّت خراب وتدمير العراق، وتصرّ على تبعيتّها لولي الفقيه وتنفّذ المشروع الإيراني في التوّسع والهيمنة على المنطقة،وترسيخ البعد الطائفي للسلطة، وتهميش الاقليات والمكونات والمذاهب والاستفراد بالسلطة ، وكذلك بسبب الفساد الكبير الذي نتج عنه ،إفلاس الحكومة ، وتعطيل التنمية بكل انواعها ،وظهور ظاهرة العنف الطائفي وانفلات ميليشيات تابعة لايران، وانتشار تنظيم داعش كرد فعل لهذه الميليشيات ، دفع ثمنه العراقيون جميعاً ،من سوء الخدمات ،وإنتشارفساد لم يسبق له مثيل في التاريخ ، وسوء في الخدمات،فلماذا في هذا التوقيت إنطلقت الثورة، ومن يدعمها ويقودها، وللإجابة على هذه الاسئلة نقول، أن الثورة إنطلقت عفوية ،ورداً على فشل حكومي واضح ،في تقديم الخدمات الأساسية للشعب، وعدم إكتراث الحكومة بمعاناة أهلنا في الجنوب التي لاتطاق ، وهيمنة الاحزاب والميليشيات على دوائر الدولة ، والتعيينات وعوائد النفط وتهريبّه لحساب الميليشيات والاحزاب، وتمويلهامن عوائده، لذلك كانت الجماهير تأمل في التغيير في الإنتخابات الأخيرة ، ولكّنها إنصدمت بنتائج الانتخابات والتزوّير الكبير، الذي مارسته الأحزاب والميليشيات بالترهيب والترغيب، فكانت النتيجة فوز الاحزاب الموالية لإيران ،وأدرك الشعب أن لاتغيير على أرض الواقع ،إلاّ بالثورة على هذه الاحزاب الحاكمة ،وطردها وحرق مقراتها ،التي تعدّ مقراتِ لمخابرات دول الجوار ، وحينما نزلت حشود الشباب البصري والميساني والكربلائبي والنجفي والذيقاري، كان الدعم ذاتيا وعفويا ، وأجزم أنْ لايوجد من يوجّه ويدّعم ويقود الثورة، إلاّ أهلها فقط من عشائر وابناء وشباب الجنوب، ثم توالى الدعم الشعبي العراقي ، ولكن هل من مصلحة الحكومة وأحزابها، قمع الثورة والعشائر التي ساندتها ودعمتها وهم أبناؤها ، الجواب ليس من مصلحة أحد تكرار خطأ نوري المالكي القاتل. عندما قتل مئات المتظاهرين في الحويجة والانبار والموصل وديالى وإستعدى أهلها ،وأوجد لنا تنظيم داعش الارهابي، وبعدها سلّم المدن بأكملها له ، فهل يريد العبادي أنْ يكرّر نفس الخطأ ، أعتقد العبادي لن يكرر خطأ المالكي، بالرغم من ان الميليشيات وبعض اجهزة الشرطة والجيش ومقوات مكافحة الارهاب مارست القوة المفرطة واستشهد مواطنين شباب ، ولكنْ أدرك العبادي أن هذا سيفتح عليه أبواب جهنّم ،وستنتفّض المدن كلّها بوجهه ، وسيستثمر داعش المترّبص في أطراف المحافظات المحررة الوضع والانفلات الامني ، ويعود الى الهجوم على هذه المدن، التي لفظته وطردته شرّ طردة، نقول إن الثورة يجب أن تحقق أهدافها ،ولكن بدعم أممي وإقليمي ودولي وشعبيّ ، وذلك بتنفيذ مطاليبها وشروطها الشرعية، في إحالة من سبب سقوط المدن ،وظهور داعش ،وإحالة السراق والفاسدين من حيتان الأحزاب المتنفذة الى القضاء ومحاكمتم امام العالم بوصفهم مجرمي حرب سبّبوا هلاك وتهجير الملايين من العراقين وسرقوا خزينة العراق، وإلغاء الدستور المسخ الطائفي، والغاء المحاصصة ، وإلغاء الإقصاء والتهميش ، وطرد مزدوجي الجنسية الفاسدين، والعملاء المزدوجين ،الثورة مستمرة رغم محاولة قمعها ، واستخدام القوة المفرطة في ايقافها، ومن أهم ما أفرزته الثورة أنها أحرقت جميع مقرات الأحزاب التابعة لإيران وكسرت هيبتها وحاجز الخوف من سطوتها ، ومقرات الميليشيات وإستهدفت مقرات التيار الصدري ورفضت وساطة وفده، وهذا يؤكد ان الثورة تنتمي للشعب وليست تابعة لأية جهة أو حزب أو دولة ، وهذا ما يجعل قبولها ودعمها ضرورياً، لكافة أبناء الشعب ،لأنها تمثّل كلّ أبناء الشعب وطوائفه وقومياته، ولانعجب صمت وسكوت الادارة الامريكية ، لأنها كما ذكرنا سابقاً تنتظر اللحظة لإعلان حكومة الطوارىء والانقاذ الوطني ،الذي أصبح مطلباً عراقياً ملحاً بعد فشل الإنتخابات ،وفضيحة التزوّير الواسع من قبل أحزاب السلطة لها، إن ثورة أهلنا عشائر الجنوب أبطال ثورة العشرين هي ثورة جميع العراقيين …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب