للنايمين للضحى نقول .. كبت الحريات .. ذلك من أهم عوامل صناعة التطرف .. وكبت الحريات تمارسه بايغال الأنظمة الراديكالية أو الثيوقراطية أو حتى الأنظمة الدكتاتورية (دكتاتورية الفرد أو الطائفة او الحزب) التي تتلون بلون الليبرالية بشكل ظاهري وليس بالتطبيق .. على ان ذلك الكبت لن يؤدي بالتاكيد الى امراض نفسية مزمنة حصرا وانما سيؤدي الى انغلاق المجتمعات على نفسها وتراجع تطورها الحضاري والعلمي والثقافي وحتى الأقتصادي .
قرار برلماننا العتيد في منع الخمور يأتي ليصب النار على نار الكبت ونار عذابات هذا الشعب المغلوب على أمره بعد أن تكالبت عليه كل قوى الظلام والنور مجتمعة من أجل تركيعه ، لكن والحمد لله ما زال فيه بعض الواقفين المؤمنين بقدرات شعب العراق عندما يزئر وتهتز لزئيره عروش وحكومات واجندات .. وضمن تاريخنا الحديث معظمنا يدرك أن البداية الحقيقية لنهاية النظام السابق بدأت منذ أول يوم صدر فيه قرار الحملة الأيمانية .. والجميع يعرف ويتذكر اسبابها وقراراتها ونتائجها على المجتمع .
ولأن جماعتنا الجدد ليس لهم بالحلم وبسعة الأفق وبالتخطيط المجتمعي لا علم ولا فهم ، فاننا نشيرهم الى نتائج تلك الحملة الأيمانية لقربها عليهم وعلينا تاريخيا .. على الأقل لكي يدركوا أن مثل هذه القرارات الخطيرة لم تجرؤ على اتخاذها انظمة عريقة مستقرة قوية لها تاريخ سياسي وحضاري كبيران .. ثم ان الجميع في طيفنا السياسي والبرلماني سواء كانوا دلالات أم جرخجيه ، يصيحون باصواتهم النكرة ليل نهار ، ان العراق بلد الأقليات وفيه المسيحي والصابئي والمسلم والتركماني والأزيدي والشبكي .. وكل لون من هذه الألوان لها اسلوب حياة وتربية يختلف عن الآخر .. فهل قراركم ذاك يتوافق مع ما شنفتم به اسماعنا ومداركنا .
أعرف شخصا من العارفين ببواطن الأمور كان قد استعجل وغير اسمه رسميا الى صليوه جرجيس الموسوي .. قلت له شلون رهمت الأسم .. قال القرار الجديد له ملحق وسيستثني الأقليات منه كالمسيحيين مثلا وفق هويات وباجات رسمية تسمح لهم بمداولة الخمور .. قلت له وشجاب الموسوي على صليوة .. قال على مود السيطرات لا تصير غشيم .
تلك مهزلة ما بعدها مهزلة .. ويوما بعد يوم نرى التأثير (الأيراني) الذي تمارسه قواها الضاغطة على الداخل العراقي وفي كل مؤسساته والذي وصل حدا لا يطاق بحيث أصبح يتدخل حتى في موائدنا وفي طريقة عيشنا .. ورغم أن الجميع يعلم أن الدين هو أكثر شيء شخصي بين الفرد وربه ، إلا ان سياسة التركيع تستوجب التدخل حتى بين العبد وربه .. نستغرب أن تكون سياسة العراق هي تقليد ايران بكل شيء .. ونستغرب أن يسمح لمجتمعنا بتكاثر (اللطامة) حصرا .. فلماذا لا نقلد اليابان مثلا أو سويسرا أو حتى ماليزيا .. تلك تساؤلات تؤكد لنا ايرانية هذا اللوبي (العراقي) أكثر من الأيرانيين أنفسهم .. ومن المؤكد اننا نعتقد أن معظمهم ( فرخجيـــّــ..) بسبب هذا التأثير ، لأنه من المحتم عليهم أن يلتزموا بفتوى الأمام الخميني بالسماح بايتاء الدبر .
دعوة مستعجلة لمنظمات المجتمع المدني وللعقلاء من بعض سياسيونا الفطاحل رغم قلة من له عقل وحلم فيهم .. أن يخصصوا يوم الجمعة القادم الى ثورة جاجيكية عارمة ، لكي تعيد لأولائك اللاعبين بالنار بعض من حصافة وحسن تدبير .. ولكي يعلموا ان قطاعات كبيرة في شعبنا ليست بحاجة الى ان نزيد من كبتها وأمراضها النفسية ونحولهم الى قنابل موقوته أو على أقل تخدير لتحويلهم الى مدمني مخدرات ومن المؤكد انها غاية تلك القرار .. فالذي عانيناه من هؤلاء الدجالين السفلة سيستمر حتما لأجيال .. على أننا نناشد اصحاب علوات الخضار المناضلين الأبطال أن لا يزيدوا من أسعار الخيار في الآتي من الأيام فالمظاهرة المليونية الجاجيكية المنتظرة ستحتم على كل متظاهر ان يحمل بيده ولو خيارة واحدة .. ودعوة مباركة كريمة نقيه زاهية ايضا لخزن الخيار من الحجم الكبير الى توقيت معلوم لكي يتم اهدائه الى اولائك الذين يريدون ان يربونا وفق اهوائهم النتنه ، ومن المؤكد ان اهدائنا لخياراتنا الكبيرة لهم لن يكون عن طريق الفم .