9 أبريل، 2024 6:52 ص
Search
Close this search box.

ثورة التغيير والدعوة الى اقامة نظام سياسي يقوم على مبدأ المواطنة والكفاءة وهزيمة الفساد

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا يبدو ان الازمة الحادة بين الشعب العراقي والحكومة قد تصل الى نهاية مرضية بين الطرفين على الرغم من تواصل رئيس الوزراء حيدر العبادي مع المواطنين والعشائر والاستماع إلى مطالبهم ومتابعة اللجان الوزارية، وأصدر عدد من القرارات الاقتصادية التي يعتبرها الثوار والمحتجين ترقعيه غرضها وقف التظاهرات التي اجتاحت البصرة ومن ثم انتقلت للمحافظات المجاورة. إن هذه الاحتجاجات نابعة من صميم الشعب، وليس لديها قيادة أو أي جهة تقودها، فهي جماهيرية شعبية جاءت نتيجة الفشل الكبير الذي تعاني منه الحكومة في توفير الخدمات والأمن والاستقرار لهذه المدن وتوفير فرص العمل.

لقد انطلقت هذه التظاهرات في ذروة حرارة الصيف المرتفعة، والتي زادت هذه السنة عن معدلاتها حيث بلغت في معظم المناطق أكثر من خمسين درجة مئوية في ظل غياب شبه تام للطاقة الكهربائية، وانعدام المياه الصالحة للشرب. فلهيب الشمس الحارق، لم يمنع المتظاهرين من الخروج الى الشوارع متحملين أقسى ظرفٍ مناخي. ولعل ذلك يؤشر عمق المعاناة التي يعيشها المواطن العراقي. لقد وصلت الحالة الى درجة ان المواطن يجد ان حياته وحياة اسرته باتت مهدّدة في اي لحظة جرّاء انعدام ابسط مستلزمات البقاء على قيد الحياة. فانعدام الرعاية الصحيّة، وانعدام الكهرباء وانعدام اي مصدر رزق كلّها عوامل تتظافر لتجعل العيش مستحيلاً، ولذلك فأن المهدّد هنا هو الحقّ الأساسي في الحياة وليس شيء اخر .

رغم تشابه المطالب بين تظاهرات أعوام 2011 2012 -2015والتظاهرات الجارية حاليا (2018)، إلاّ ان عمق المرارة وحجم المعاناة التي يعبّر عنها المتظاهرون تختلف تماماً هذه المرّة. ففي السنوات السابقة كان يحدوهم الأمل في ان تؤدّي تظاهراتهم الى تحقيق ما يصبون اليه. كانت لديهم تطلعات بأن الحكومة ستلتفت الى شؤونهم، وأنها ستحسّن اوضاعهم، وستحارب هذا القدر الهائل من الفساد المستشري. اما في هذه المرّة فأنهم يؤكدون انهم لم يعدوا يثقون بوعود الحكومة ولا باي من السياسيين. ويقول المتظاهرون ان الحكومة والسياسيين سبق وان عدونا مراراً بتحسين المياه والكهرباء والخدمات العامة ولكن جميعهم “كاذبون“.

ولذلك فان ما لمسناه، في معظم هذه التظاهرات، هو فقدان الثقة بقدرة الحكومة على الاستجابة للمطالب او مجرد سعيها للقيام بشيء إيجابي بل ترقيعي. فهم يقولون لقد كان امام الحكومة الكثير من الوقت، وأكثر من 800 مليار من الثروة، ودعم سياسي دولي، ودعم من الأمم المتحدّة لكنها بدلاً ان توظف ذلك لتحقيق شيء ايجابي لشعبها فأنها اختارت طريق الفساد وتبديد المال العام وحرمان المواطن من ابسط مستلزمات عيشه، وارتكاب أفظع الانتهاكات لحقوقه. المواطنون حانقون لأن ثروت العراق الهائلة تقاسمتها ايادي المسؤولين واستمرتها عوائلهم في قصور وفلل وفنادق فخمة تنتشر من بغداد حتى لندن وباريس وسدني، ولذلك توسع المتظاهرون في مطالبهم بالمطالبة بإلغاء الدستور والغاء نظام المحاصصة الطائفية واجراء تغييرات جذرية في كل البنية السياسية القائمة لأنها لم تعدّ قابلة للإصلاح مطلقاً الا بلغائها التام واقامة بنية سياسية جديدة تقوم على مبدأ المواطنة والكفاءة وليس المحاصصة الطائفية التي كانت اساس الخراب والفساد.

أن الأمور وصلت إلى حد لا يطاق من قبل أبناء العراق، الذين خرجوا بتظاهرات تندد بضياع مستقبل بلدهم، وتعطيل مسيرة البناء والتنمية ، لذلك ثار الجنوب ثورة كبرى نتيجة الوضع المأساوي الذي تمر به مدن الجنوب الغنية بالنفط وربما انها تمثل ميزانية العراق الغنية بالأموال التي تذهب معظمها لجيوب السراق والفاسدين من قادة الأحزاب الدينية الفاشلة، ان تجويع المواطنين العراقيين، ورفع نسبة الملوحة في شط العرب، وتلويث بيئة جنوب العراق، وإغلاق العشرات من المعامل، وتدمير البنية التحتية، ونشر الفتن بين العشائر، هي أبرز الوسائل التي تستخدمها تدخلات الدول المجاورة وميلشياتها وقواها الاستخبارية ضد مواطني جنوب العراق منذ أعوام وقدحاولت هذه المليشيات، وبحسب مصادر في القوات الأمنية العراقية، تغيير مسار التظاهرات السلمية الأخيرة إلى أعمال عنف وشغب، حيث نفذ عدد من عناصرها الذين اندسوا في صفوف المتظاهرين عمليات تخريب في مطار النجف، وعدد من مباني الدوائر الحكومية، لكن سرعان ما تدارك المتظاهرون الموقف وطردوهم وأعادوا تنظيف المكان أن “المواطن العراقي فهم جيدا أنه ليس بيد أيادٍ عراقية أمينة توصله إلى بر الأمان”، مشيرا إلى أن المعطيات السياسية والدولية انعكست على الواقع الخدمي في العراق، ولم يحدث أي تغيير بعد إجراء الانتخابات.

اما زعماء الاحزاب السنية او المافيا السنية يبكون ليلا ونهارا على مظلومية اهل السنة وفي نفس الوقت أصبحوا من اثرياء العراق واستثماراتهم وصلت الى كل العالم بسب متاجرتهم بمظلومية اهلهم واغلب مقاولاتهم مع الفاسدين الشيعة، اما الاكراد فلا داعي للتعليق لأنهم يعملون بالسر والعلن لكل ما يسيء ويدمر دوله العراق. لذلك إن أغلب الأسماء الكبيرة في البلاد مسؤولة عن سرقة كل ثروة العراق تقريبا، أشخاص في قمة هرم السلطة، سيقتلون كل من يلاحقهم. وعندما يسرقون يسرقون علنا، إنهم يفتخرون بذلك، إنه الفساد، لا أمل بإصلاح الوضع العراقي برمته طالما الفاسدون يتربعون على حكم العراق

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب