18 ديسمبر، 2024 8:58 م

ثورة اكتوبر-دروس مقدسة

ثورة اكتوبر-دروس مقدسة

تكمن أهمية ثورة اكتوبر ,,بانها عابرة لكل الوان الطائفية المقيتة التي فرضتها القوى السياسية الغاشمة التي جاءت مع المحتل الامريكي,,وكرس وجودها التدخل الايراني المشين,,فكانت جميع شعاراتها وخطاباتها الحماسية ترمز الى التوحد تحت خندق الوطنية وحسب,,فلا جهوية ولاقومية ولاطائفية ولامذهبية ولاعرقية ,,وهذا ينم عن وعي ثاقب يشار اليه بالقداسة والاحترام ,,

وقد سعى الثوار,,طوال تواجدهم في ساحات التظاهر ,,الى الخلاص من ربقة الحواجز المجتمعية والثقافية والطبقية ,,فكان الجميع ياكلون في مائدة واحدة,,ويشربون من نفس المنبع ,,ويرفعون العلم العراقي حصرا ,,وكأنهم عائلة واحدة ,,,خرجوا من رحم أم واحدة,,وأب واحد,,

وهذا بحد ذاته ,,,يعد انتصارا عظيما للثورة,,حتى وان لم تتحق جميع اهدافها المنشودة لحين كتابة هذا المقال,,

ولعل التجسيد الحي للمتعة الثورية الوطنية الاكتوبرية ,,يتمثل في مشاركة “الماجدة العراقية”,,بابهى صور السحر والجمال والعفة ,,,ليس مرددات للشعارات ورافعات للاعلام وحسب,,بل مشاركات في تضميد جراح المتظاهرين ,,ورفدهم بالخبز “خبز العباس”وقناني الماء,,والعصائر ,,والمناديل التي تحمل رائحة النهرين دجلة والفرات,,في كرنفال جماهيري اشادت به جميع وسائل الاعلام المرئية والسمعية في المشرق والمغرب على حد سواء,,

ولاننسى ,,وهذا واجب اخلاقي رصين ,,خروج حملة الشهادات العليا من الاساتذة والمحاضرين ,,مع نقابات المعلمين والمحامين والاطباء والمهندسين والفنانين والعمال وطلاب المدارس والمعاهد والجامعات وشيوخ العشائر في بغداد وجميع المحافظات,, الثائرة في تلاحم تاريخي ,,لايمكن الا ان نقول عنه انه “تلاحم مقدس”,,يستحق ان يدرس في كتب التاريخ الحديث,,,

ولايمكن لاي صاحب ضمير حي ,,,ان يتجاهل الوقفة المشرفة لتجار ورجال اعمال من بغداد وجميع المدن والمحافظات في تقديمهم الدعم المالي ,,واللوجستي,,للمتظاهرين ,,في صورة مهيبة تعكس الكرم الرافديني الذي تضرب به الامثال ,,,

ومن المعيب ان لانذكر الوقفات المشرفة لكتاب وشعراء ومطربين ومطربات,,كانوا ومازالوا يرفدون الثوار باجمل واحلى المقالات والقصائد والاغاني الوطنية الحماسية,,التي تلهم الثوار العزم والثبات ,,في ساحات الثورة والاعتصام ,,,

واخيرا,,,فان أقدس ما قدمته ثورة اكتوبر,,,تلك الدماء الطاهرة التي سالت في ساحات التحرير ,,في بغداد والبصرة والسماوة والنجف والديوانية وبابل والسماوة وكربلاء والكوت ,,في ملحمة وطنية كبرى ,,سطرت اعظم دروس الحرية والكرامة,,في تاريخ بلاد الرافدين ,,

تلك الدماء,,حتما ستسقط عرش الطغاة في القريب العاجل ,,,

خارج النص-

مازال يحدونا أمل كبير,,,بقواتنا الامنية الباسلة ,,أن تسجل موقفا وطنيا مشرفا ,,,بالاصطفاف مع المتظاهرين ,,في جميع محافظات ومدن العراق,,,مطالبين باسقاط النظام السياسي الفاسد ,,,وطرد “قاسم سليماني”,,وجميع مطاياه وخيوله وزبانيته ,,من ارض الرافدين المقدسة ,,,

وطاح حظك جبار ابو العرك,,,