الحديث عن ثورة اكتوبر واجب وطني على كل عراقي شريف لأنها ثورة الحق وصرخة شباب ثائر لاجتثاث كل أنواع الفساد والظلم والقهر الذي تعرض له الشعب طوال ستة عشرة عاماً وهي دعوة للتغيير وانصاف الفقير والمظلوم والمهمش, واعادة تقسيم ثروات البلاد بشكل عادل بين كل المواطنين بعد أن استأثر بها نفرٌ قليل من الطبقة السياسية ومن لفّ لفهم من بطانة السوء من الفاسدين والمطبلين , وانها دعوة واصرار لمحاسبة كل الفاسدين الذين سرقوا ثروات البلد واقامة القصاص العادل عليهم مهما كانت مناصبهم وانتمائاتهم والتأكيد على اعادة جميع الأموال المسروقة والمهربة خارج البلاد.
انها ثورة حقيقية مستقلة بكل ماتحمل الكلمة من معنى برغم كل الاتهامات التي يطلقها المتضررون منها, عبّرت عن مايجول في خاطر كل عراقي تحمّل كل أنواع المعاناة من قهر وظلم ونقص في الخدمات وانخفاض في القدرة الشرائية وارتفاع في معدلات البطالة والفقر والأمية وانعدام الأمن الحقيقي في البلد بسبب تواجد السلاح خارج سيطرة الدولة والقانون, ولذلك تعاطف معها معظم الشعب العراقي لأنها تعبر عنهم وجاءت من أجل تغيير واقعهم المر, فكان التلاحم بين العراقيين الحقيقيين الأصلاء جميلاً ورائعاً حيث تم وأد الطائفية والمذهبية والقومية وكل المسميات التي جاء بها السياسيون ليفرقوا بها بين أبناء البلد الواحد فكانت لوحة عز وفخر وكرامة وسيسطرها التأريخ بأحرف من نور.
أتحدث عن ثورة اكتوبر وهي تدخل اسبوعها الخامس وعزيمة الأبطال وهمّتهم لم تفتر بل تزداد يوماً بعد يوم في اصرار رائع على استعادة الوطن الذي سُلب منهم بالرغم من كل الوسائل العنيفة التي تستخدم يومياً لانهاء الثورة, ولكن صمود شبابنا وثباتهم على سلمية ثورتهم وعدالة قضيتهم واصرارهم على تحقيق مطالب الشعب المشروعة يجعلهم محط احترام وفخر لكل العراقيين وللعالم الذي يراقب باهتمام موقفهم البطولي والوطني الرائع.
دعوتي لقواتنا الأمنية ان لايستخدموا العنف مع اخوانهم المتظاهرين وليعملوا على حمايتهم لأنهم يطالبون بمطالب الشعب بأكمله وأنتم جزء أساس من هذا الشعب, ودعوتي لأبنائنا الأحبة وفلذات أكبادنا المتظاهرين أن يحافظوا على نهجهم الرائع في السلمية والابتعاد عن أي مظهر من مظاهر العنف ضد القوات الأمنية لأنهم أخوانهم وأبناء بلدهم ولاذنب لهم في ماوصل اليه البلد, وأدعوهم أن يحافظوا على الممتلكات العامة لأنها ملكهم وليست ملك للسياسيين وأن يشخصوا كل العناصر المدسوسة التي تحاول أن تخترق صفوفهم وافشال ثورتهم ويفضحوهم على الملأ ويثبتوا للجميع وخاصة للأصوات النشاز التي تحاول أن تقلل من شأن هذه الثورة العظيمة بأنهم أبناء هذا الوطن وأنهم حريصون أكثر من غيرهم على أمنه وسلامته ومستقبله وأنهم خرجوا للمطالبة بحقوق مشروعة لشعب مظلوم وقد كفلت هذه الحقوق كل الدساتير الدينية والدولية وأنا على يقين بأن جهودهم لن تذهب سدىً ولن يعودوا خائبين وأن دماء الشهداء الزكية لن تذهب أدراج الرياح وأنما سنرسم بها طريق المستقبل المشرق للعراق الحبيب.