23 ديسمبر، 2024 11:34 م

ثورة ألامام الحسين والشوائب ؟

ثورة ألامام الحسين والشوائب ؟

الشوائب التي أريد الحديث عنها هي ليست في ثورة ألامام الحسين وأنما هي في مراسيم ألاحياء التي تلت بعدها من قبل المحبين للآمام الحسين ؟
ولابد لي أن أؤكد هنا كأمانة تاريخية في الكتابة التي سنسأل ونحاسب عليها أن ثورة ألامام الحسين فيها من ألاصالة ماجعلتها أم الثورات في التاريخ , والذين يحبون ألاصالة والنقاء عليهم أن يتعرفوا على هذه الثورة من خلال أصالتها لا من خلال الشوائب التي علقت بمراسيم أحيائها وهي كثيرة وسأتحدث عنها بالتفصيل ؟
وأخشى من الحديث عن أصالة ثورة العشرين أن تتحرك حمية
الخشية أسجلها للمعتدلين من القراء وللباحثين عن الحقيقة , أما الذين في قلوبهم مرض فسيظلون يعمهون لآنهم لايرون ضوء الشمس ولا يتذوقون طعم الحقيقة , وكيف يتذوق طعم الحقيقة ويعرف الصراط المستقيم من أنحرف عن ألاسلام وأصبح مرتدا وجاهر بذلك وكتب لي معلنا أرتداده عن ألاسلام واليوم يحشر نفسه مع أصحاب التعليقات ولا يكتب أسمه كاملا بل يكتب أسمه ألاول فقط حتى لايعرف وهو من كتب بأسم ” ليث ” وقد عرفته من خلال العبارات التهكمية ألالحادية التي أستعملها بالتشكيك بكل مبادئ ألاسلام على طريقة تكلموا تعرفوا والمرء مخبوء تحت لسانه ؟
والذين هربوا من أصالة ثورة ألامام الحسين عندما كتبت ” عاشوراء والسلطة الزمنية ” وراحوا يرموننا بالطائفية وبعبارات تنم عن سقم في الرأي وجهالة لاحدود لها فهؤلاء يقينا كانوا يوما عونا للظالم وصوتا للرذيلة والفساد الذي تفشى فأظلمت منه فضاءات المجتمع العراقي ولازالت تعاني من ذلك الصدأ الذي أصاب النفوس والذي ظهر على الشكل ألاتي :-
1-  أرهاب تقوده جماعات أرهابية تقتل على الهوية وتستبيح كل المحرمات والمقدسات بمباركة رجال الفتوى الوهابية صانعة التكفير والكراهية عبر تاريخ المسلمين وبمساندة ورعاية من ألاحتلال ألامريكي والبريطاني وبتمويل مالي من أصحاب السمو والجلالة الذين يختزنون حقدا طائفيا يحملوه كما تحمل الحمير أسفارا ويفرون من ثورة ألامام الحسين كما تفر الحمر المستنفرة من قسورة ؟
2-  أفراد تعطلت لديهم قابلية الفكر والنظر السليم لآنهم أشربوا أفكارا سامة وعقائد باطلة ولم تعد لديهم القدرة على المراجعة فراحوا ضحية موات ألافكار ويريدون لغيرهم أن يكون كذلك فهم شر ما في البلاد وهؤلاء تجمعهم ألاحزاب التي عرف العراقيون ظلمها وفسادها وذاقوا مرارتها وكشفوا زيف مدعياتها ؟
3-  جماعات ظهرت بعد 2003 من الذين ألتمسوا رضا المحتل وأغتنموا فرصة الوصول للحكم فشغلتهم ألامتيازات وأغرتهم المناصب فشرعوا المحاصصة التي كانت بؤرة للفساد المتمثل بالتزوير والرشا وفوضى ألادارة الذي شل الدولة ولايزال من خلال تسلط المحدودين وعديمي الكفاءة ؟
4-  ظهور موجات النفاق والتزلف والتملق التي زحفت على كل شيئ في ألاجتماع والسياسة والدين وما الشوائب التي تعرضت لها مناسبات أحياء ثورة ألامام الحسين هذه ألايام ألا واحدة من تلك الموجات التي تعطل ألاحكام وتشوة معالم ألاصالة مؤقتا في نظر البعض فيتخذونها ذريعة للتهجم وأفراغ الثورة من محتواها وهو سعي ينم عن السطحية وقلة المعرفة قبل كل شيئ يمكن أن يكتشف في نفوس البعض من هؤلاء ؟
فأصالة ثورة ألامام الحسين تمثلت فيما يلي :-
1-  أنطلاقها من مفهوم ” قولوا لا أله ألا الله تفلحوا ” و ” ياأيها الذين أمنوا لم تقولون مالاتفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالاتفعلون ” و ” ومالكم أذا قيل لكم أنفروا في سبيل الله أثاقلتم الى ألارض أرضيتم بالحياة الدنيا ” و ” جاهدوا في الله حق جهاده ” و ” أتقوا الله حق تقاته ”
2-  رفضها لظاهرة ألانحراف التي مثلها يزيد بن معاوية
3-  أشتمالها على أفق أنساني جمع العربي والرومي والفارسي , والمسلم والمسيحي .
4-  أشتمالها على كل المراحل العمرية فكان فيها :-
أ‌-     الشيوخ
ب‌- الكهول
ت‌-  الشباب
5-  جمعت كل من :-
أ‌-     الرجال
ب‌-  النساء
ت‌- ألاطفال
6-  قدرتها على فتح باب الحوار والتوبة في ساحة المعركة فكان الحر الرياحي نموذجا
7-  أخلاص وتفاني من كان في الثورة فعندما خيرهم ألامام الحسين ليلة العاشر من محرم قائلا لهم : أن القوم يطلبونني : فهذا الليل فأتخذوه جملا ؟ ردوا جميعا وبصوت واحد : لا والله لانتركك حتى نستشهد في سبيل الله بين يديك ؟
8-  قوة عزيمة قائد الثورة ألامام الحسين حيث لم تثنه كل المخاطبات التي صدرت من شخصيات معروفة مثل : عبد الله بن عباس , وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما لآن الذي كان يراه ألامام الحسين مستمدا من فهم قرأني مترابط هو حجة على ألاخرين لآنه البرهان , ومن فهم لسنة رسول الله “ص” لآنها نور الطريق الذي يبدد ظلمة ألاشياء ؟
ومن الشوائب التي تعكر أجواء أحياء ذكرى ثورة ألامام الحسين هي التالي :-
1-  أستعمال كلام لدى بعض خطباء المنبر الحسيني فيه المبالغات التي تصل الى حد الخرافة وهي مرفوضة لذلك نرى البعض يتشبث بتلك الخرافات ناسيا صحة وأصالة ثورة ألامام الحسين ؟
2-  أصرار البعض على التطبير وضرب الزنجيل وهي عادات طرأت على هذه المناسبة الكريمة يرفضها الشرع والعقل السليم وتتبرأ منها مدرسة أهل البيت عليهم السلام فلا مجال للمزايدة على أصالة الثورة بهذه الشوائب الطارئة ؟
3-  وجود مظاهر أسفاف وتدني لبعض من يشاركون أو يحضرون مراسم أحياء الذكرى ويحسبون عليها وهم ليسوا كذلك , والذين يتذرعون بأنتقاد أحياء المناسبة من خلال تلك المظاهر السلبية نسوا أن عدد المسلمين اليوم يربو على المليار مسلم ولكن كم منهم من يلتزم بألاسلام منهجا في الحياة ؟ فهل ننتقد ألاسلام ونخاصمه بسبب هؤلاء أم ننتقد هؤلاء المتخلفين عن تطبيق ألاسلام ؟ كذلك الحال مع ثورة ألامام الحسين : العقل يقول والمنطق وقبلهما الدين : أن ننتقد من يسيئ للمناسبة لا أن ننتقد أصل المناسبة ومنطلقها الصحيح ؟