انطلقت بكل عفوية شرارة ثورة شبابية تحت عنوان تغيير الواقع السياسي الذي جثم على صدر العراقيين ما يقارب 17 سنة وفي الأزمات تعرف معادن الناس كما يقال لتكشف لنا هذه الثورة وسائل إعلامنا المحلية كيف تعاملت مع ثورة أبناء الوطن ولنبدأ بقناة كانت رأس الرمح و يشار لها بالبنان من قبل المحتجين ، وقفت مع التظاهر ونشرت مراسليها في ساحة التظاهر بكل قوة وكانت نشراتها وضيوفها يصدحون بالحراك الشعبي معبرين عن تأييدهم للثورة، وتعرض مكتبهم في بغداد للحرق في العاشر من أكتوبر وأصدرت القناة حينها بيانا اتهمت فيه مليشيات لم تسمها ، لكن عموما كانت إيجابية مع الثورة بكل تفاصيلها على الرغم من وجود مصادر مقربة كشفت أن جمال الكربولي مالك قناة دجلة على خلاف مع رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ولذلك لا يملك أي منفذ غير الوقف مع المتظاهرين كأسلوب للضغط على الفريق السياسي الذي ترك الكربولي وحيدا بحسب المقربين منه ، الشرقية في بدايات الاحتجاجات كانت باردة جدا مع الحراك الشعبي لكن فعلا نجح الأخير بفرض نفسه وبقوة على الجميع وحتى من تجاهله أُجبر لاحقا أن يكون معه ، فبدأت قناة الشرقية تدخل خط التظاهر وتغطي الأحداث في الساحات بل أعطت مساحات للناشطين بالمشاركة بحصادها المليوني كما تسميه لكن غاب المراسلين الميدانين عن تغطيتها بشكل واضح رغم وجود أخبار تتحدث عن استهدافهم لذلك لم يسجلوا حضروهم في ساحات التظاهر.
قناة السومرية سجلت موقفها منذ البداية في سجل الغائبين عن المشهد وإن غطت حدثا فهو باهت لا لون ولا طعم ولا رائحة ،لكن مراسلها الميداني هشام وسيم أصيب في اليوم الأول من التظاهر بعد توثيقه للمظاهرات رغم أنها لم تعطي مساحات في تغطياتها الإخبارية للتحرير وتظاهرته، أمام قنوات الأحزاب فلم تتباين حجم تغطيتها للمشهد بل كانت متفقة كلها بشكل عام بأنها ضد الحراك مع وجود تغير بسيط في النصف الثاني من الاحتجاجات دفع بعضها ان تذكر أخبار التحرير في نشراتها الحزبية وكانت اضطرارا كاضطرار أكل لحم المحرمات، ومن منطلق الإنصاف كانت قناة الفرات مختلفة بعض الشيء في بدايات الحراك ووقفت مع المحتجين وتم استهدافها بطائرة من دون طيار بسبب تغطياتها أما قناة آفاق اكتفت بخبرها الرنان : تسجيل أول حالة تحرش في ساحات التظاهر، وبذلك نستطيع القول إن ثورة أكتوبر نجحت بإسقاط أقنعة الإعلام المحلي.