في جلسةمسائيه قصيرة مع أحد الاصدقاء ..وهو من رفاق النظام السابق (هكذا يطلق على من ينتمي لحزب البعث الذي حكم العراق طيلة اكثر من ٣٠ سنه لقب رفيق ) دار الحديث حول مسألة كثيراََ ما أثرتها منذ ٢٠٠٣ الى اليوم وهي مسألة غياب النقد والتقييم لمسيرة العراق في عهد الحكومات السابقه والحاليه وماهي الدروس المستفادة من ذلك (( ومنها حقبة حكم صدام التي تعتبر اطول فتره ))… فلم تكن مشكلة صدام او غيره من الحكام التي حكمت العراق يقيبنا في لون عينيه او تسريحة شعره او انتمائه القبلي او العرقي … كان اللوم المنصب عليه هو أنه عطل قيام دولة حقيقية عبر تركيز كل السلطات في شخصه … والتقصير في بناء البلاد في فترة ذهبية من تاريخه ربما لن تتكرر كمداخيل اقتصادية (( وان تكررت من بعده فكانت بزي يختلف تم تضليل الناس بها بطريقه ذكيه مبتكره هي الطائفيه والمذهبيه ))…حيث اقحمه بمطبات وحروب انهكته ..وكل ذلك ونحن نصفق له حوفا وليس حبا . اما سلوكه الشخصي وهو ما ركز عليه الكثيرون منذ 2003 الى الان عبر الادعاء انه عميل ومجرم وطائفي ودكتاتور او انه سكير او زير نساء فتلك أمور حتى لو سلمنا بصحتها فهي لا تهم المواطن العادي اطلاقا . لانها بعيدا عن تطلعاته وما كان يرغب ان يكون حاله…
.
.هذه الايام ننتظر فترة الانتخابات لسنة ٢٠١٨ والتي سوف تنتج لنا حكومه (( ديمقراطيه اخر موديل في الشرق الاوسط)) منتخبه تفتقد دول المنطقه لمثل مواصفاتها …حيث يخوض غمار هذه الانتخابات مئات الاحزاب وباسماء متنوعه ……..
فترات حكم صدام وماقبله ..وما بعده من الحكومات انتهت بكل ما فيها من خير وشر وسواء ((كنا)) وهنا اقصد كمكونات شعب … مناصرين لها أو ناقمين عليها، وسواء اكتشفنا حسن او قبح هذه الفترات … فالتاريخ لا يرجع الى الوراء … واستخدام تقنية الشماته او المعايرة لن يرجع الزمان الى الخلف كما انه لن يسهم في بناء أي شئ حاضرا او مستقبلا … لكن مشكلة هذه الفترات ..((بما فيها حكم نظام صدام ..وحتى التي حكمت بعده )) انها ستظل كغيرها من الفترات التي مرت بها بلادنا مجرد سنوات تعد ولكنها تظل مجرد فجوة زمنية بالنسبة للتاريخ الحقيقي الذي يتجاوز سرد الاحداث الى فهم الأسباب والعلل ويشخص المشاكل ويحاول الاسهام في وضع الحلول … وستنقضي ايضا هذه الحقبه وتلحق بباقي الحقب التي قبلها بدون مراكمة أي خبرات يستفيد منها من سيأتي بعدنا … يبدوا أننا نستمتع بالعيش بلا هدف على مستوى الأفراد والجماعات أيضا … لذلك سنظل في تيهنا الى ما لا نهاية … ان ما يميز المجتمعات الحية ليس كمالها أو خلوها من الأخطاء ولكن ما يميزها هو القدرة على تشخيص مشاكلها وامتلاك شجاعة الاعتراف بها لا ليسجل هذا الاعتراف نقاطا تحسب لصالح فلان او ضده بل لتكون منطلاقا لايجاد الحلول لهذه المشاكل … لو رجعنا لبعض كتب التاريخ لرأينا تقلد عشرات الأشخاص لمنصب الحاكم في بلادنا … وما مر بنا من حكام وساسة سيتحولون الى شخصيات من هذا القبيل بعد سنوات قليلة أيضا … ذهبت أمجادهم وأموالهم وعلاقاتهم وتحالفاتهم وأبقوا التخلف والفوضى والجهل المركب لتكون النتيجة مجتمعات بائسة تعيش متطفلة على هامش التاريخ في كل شئ ..
هل نستفيق كشعب ..وهل يبرز شخص منا يعدل المسار ويصحح الاخطاء …ويحكم البلاد بمبدأ ..كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته……..ام نبقى اسرى للافكار الطائفيه التي تقودها احزاب بنت مجدها على جهلنا وتخلفنا ..،واخذت تغذيه بشتى الطرق ليصبح جهل مركب ..يصعب تصحيحه