11 أبريل، 2024 8:16 م
Search
Close this search box.

ثورات العرب الرقمية ..(3)الجزائر..والديموقراطية المقنَّعة بين الرفض وقبول المضطر!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا يقبل الغربيون وصناع المؤامرة العالمية(التي لايؤمن بها البعض) والحكومة الخفية (التي لايتصورها البعض) ان يكون للدول العربية الكبرى (مصر والعراق والشام ، والجزائر والسودان وبلادالحرمين) اية حرية او ديموقراطية او نجاح لتوجه شعبي عام في اختيار القادة وصانعي القرار في شؤونها السياسية،القرار يجب ان يظل في النهاية تابعا للغرب -وان بجزء من تفاصيله – ولذا فان الصراع مازال وسيظل كما هو منذ زوال العثمانيين بين الشعوب العربية (المقسمة في دول وايديولوجيات )من جهة وبين القائمين على ادارة شؤون الدول الغربية ومنفذي ايديولوجياتها الكبرى الطويلة الامد وفارضي رجالهم علينا ، من جهة اخرى..
في الجزائر وعندما تُرِك للشعب اختيار قادته في التسعينات كأول اقتراع حر بعد الاستقلال ،اختار جبهة الانقاذ الاسلامية وبشكل ساحق في البلديات ثم في المجلس الشعبي الوطني، ولكن الغرب وحلفاءه من العسكر الذي هو نفسه المهيمن اليوم على الجزائر رفض الانتخاب واصدر القرار الغريب المريب (وقف المسار الانتخابي)! وأقال الرئيس الشاذلي بل واعتقل الشيخ عباس مدني وبلحاج ونفي الاول مختارا ومات قبل شهور مضت وما رأى ماحلم به ، وتغير في وقتها مسار التاريخ جذريا لهذا البلدالعربي الكبير والمؤثر .وجرّ ذلك مانعرفه من ويلات التقاتل الاهلي والاف الضحايا وتعطل التقدم العمراني والعلمي للجزائر لعقدين .
وبالتوارث والتحكم العسكري المعروف وصل بوتفليقة وعمّر في الحكم مدعوما بالجيش الذي صُدم هذه المرة بتواصل الحملات التوعوية للشباب وعبر مواقع التواصل والاعلام والمنظمات المدنية ثم الخروج الى الشوارع ماكثا فيها كما حدث في تونس ومصر وغيرها الى ان اسقط تجديد بوتفليقة، ثم ظل الشعب واعيا واقفا لشهور طوال ومنذ 22 شباط فبراير الماضي رافضا السيناريو المصري بالانقلاب على المنجز واعادة تدوير النظام القديم بتسميات جديدة ،،
وها هي الانتخابات التي سيرها ونظمها الجيش (من وراء ستار) تعيد علي بن فليس وتبون (رؤساء حكومات سابقين) وغيرهم للساحة السياسية مع طلب عام وشعبي لرفض الانتخابات جعل نسبة المشاركة لاتزيد عن 30٪؜ في احسن التوقعات المتفائلة ومقاطعة شبه تامة من منطقة القبائل المهمة .
مازال الجيش لايريد ان يعطي الفرصة لغيره للحكم رغم زوال عذره الذي اتكأ عليه سابقا متبعا نصائح الغرب متخوفا من وصول الاسلاميين والحكم الديني ، فقد تغيرت ايديولوجية الشعب الجزائري في هذا الجيل الشبابي الذي يطمح لحكم مدني يواكب حضارة العالم .
ولذا فمازالت الكتل والمجموعات الواعية في الجزائر تواصل الضغط سلميا وعبر الاحتجاجات المتحضرة وبالتواصل الرقمي وبالتواجد الفعلي في الساحات والشوارع مُحاولةً تأسيس الديموقراطية الحقيقية والاختيار الحر وفق ارادة الشعب الذي ظل طويلا ينتظر هذه الفرصة كما هو حال شعوب العرب الرازحة تحت سيطرة العسكر (في مصر والسودان والجزائر) .او التبعية الخارجية (في ليبيا والعراق واليمن) او سيطرة العوائل (في الخليج والاردن والمغرب ) املا في الوصول ولو الى ماوصلت اليه (تونس) على الاقل -ان سمحوا لتونس ان تستمر وان لم يصنع الشعب التونسي طاغية جديدا له طوعا- .
اما من وافق على الشكل الديموقراطي المقنَّع في الجزائر اليوم فهو بين مضطر ذاق ويلات الصراعات الاهلية في القرن الماضي ولايريد ان يدع احتمالا لبلبلة في البلد ومابين آخر سائر في ركب ارادة العسكر وبين ثالث مغيب عن الوعي السياسي لا علاقة له بمايجري ..
ونحن ندعو للجزائر المجيدة وللعرب جميعا بالسلام والأمن ونجاح الديموقراطية وبلوغ ماهو صالح لها واستئناف السير في ركب التقدم الذي حققته على مدى اعوام الاستقرار .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب