23 ديسمبر، 2024 9:45 ص

ثوبُ العروبة وآثارُها بمقصِّ العجمِ و فأسِّ الدواعش

ثوبُ العروبة وآثارُها بمقصِّ العجمِ و فأسِّ الدواعش

يوماً بعد آخر تزاد الفراعنة المتستكلبة لسلب “العروبة” و “الحضارة” من بلد الرافدين وبشتى العناوين والأقنعة المزيفة ، كل منهم يسعى لتهديم هذا البلد بغية السيطرة والهيمنة أو إبعاد الخطر عنه بشعل فتيل حربِ وتقاتل عقائدي لا خروج منه ونهاية له .
واذا ما أمعّنا النظر لأمكننا القول انهم يشتركون بالقضاء على هذا البلد بالرغم من وجود الاختلافات الظاهرية المذهبية والجغرافية بين الأطراف المتصارعة ، فنجد هذا سني وآخر شيعي او هذا ايراني وهذا داعشي وهذا امريكي وهذا متأسلم .
وبعبارة أخرى نحن أمام حادثتين مفصليتين في تاريخ العراق احداهما أننا لاحظنا كيف أن الدواعش قاموا بحرق 1500 مخطوطة تاريخية في البلاد، فضلا عن بيعهم منحوتات آشورية في السوق السوداء ، كذلك تفجير مرقد ابن الأثير بعد عشرة أيام من احتلالهم الموصل ومرقد النبي يونس الذي توجد تحته آثار أشورية مهمة ، وتدمير مسجد الإمام إبراهيم غربي المدينة كذلك قاموا بجرف مدينتي نمرود والحضر الأثريتين في محافظة نينوى واللتين يعود تاريخهما الى ما قبل الميلاد ، بالإضافة الى انهم بثوا في 26 فبراير/ شباط الماضي، شريطاً مصوراً يظهر تدمير محتويات وتماثيل في متحف الموصل.
ورأينا الاستنكارات من هنا وهناك ذات المكاسب السياسية من قبيل ماقام به وكيل وزارة السياحة “قيس حسين رشيد” في ندوة عقدها في مقر المجلس ببغداد، تحت شعار “داعش عدو الإنسانية والتاريخ والحضارة” ، وكذلك تصريح وزير السياحة والآثار “عادل شرشاب” : إن “داعش دمر المناطق الأثرية بالعراق “ ودعا “الدول الصديقة إلى وقفة جادة من استعادة الآثار المسروقة”بالاضافة الى التصريحات الاخرى والتي لا يسعنا المقام لذكرها.
والاخرى التصريحات الخطيرة حسن زادة الايراني والتي هاجم فيها بقسوة العرب ودعا فيها العراقيين ترك «العروبة المزيفة الجاهلية وتراب الذل العربي» وتغيير ملابسهم بعيداً عن «الدشداشة والكوفية» وأكد إن : الأوان قد آن لأن «يقول الشعب العراقي كلمته الأخيرة وأن يختار بين العروبة المزيفة الجاهلية وبين الإسلام الحقيقي وينفض ثوبه من تراب الذل العربي‎»، ليس هذا فحسب بل ان جريدة مهر الإيرانية الوقحة وفي تعليق بارز لها : «العراق بحاجة إلى حلّة جديدة بعيدة عن الكوفية والعقال والدشداشة ويتجه نحو ثقافة جديدة ليس فيها عنصرية، لا بل قريبة من الواقع الديموغرافي والمذهبي في العراق» ووصفت الوكالة العرب بأنهم «عربان»، مضيفة “على الشعب العراقي أن يتجه نحو الوحدة مع أصدقائه الحقيقيين وينسلخ من ثوب العروبة المزيفة لأن كل ويلات العراق سببها وجود العربان ” .
غاية القول ان ايران وبالرغم من وجود الاختلافات الظاهرية الشكلية فهي اليوم ودون ادنى شك “داعش” بحلة جديدة همّها همّ المتشددون في التنظيم المزعوم وغايته غايتها : قتل ، تمزيق ، تفريق ، تضييع وطمس الحضارت والعادات والتاريخ العربي في العراق ، لكنها اختلفت عنه فقط بالمسمى ..
ومما تجدر اليه الاشارة هنا وكما لاحظنا ان بعض السياسيين قد نددوا بالأفعال الأخيرة التي قام بها الدواعش وعقدوا لها المؤتمرات والندوات لكن نراهم صماً بكماً عن التصريحات الأعجمية وكأن في آذانهم وقراً وعمّيت أعينهم وصمّت أسماعهم ولاءً وعمالةً ورضوخاً لإيران ، فباعوا شرفهم وتراب عراقهم ومجد عروبتهم للفرس العجم كما باعوها من قبل للمجوس والاميركان .