18 أكتوبر، 2024 5:48 ص
Search
Close this search box.

ثوار رفحاء : بين منزل الوجود وخواء العدم

ثوار رفحاء : بين منزل الوجود وخواء العدم

مارتن هيدغر اشهر من نارٍ على علم، فيلسوف (الوجود والزمن)، يقول بأن (اللغة منزل الوجود). فاللغة عالم فاتن والمرء مخبوء تحت طي لسان لا طيلسانه كما يقول الإمام علي بن ابي طالب. قرأتُ الليلة فرح بعض الإخوة من (ثوار رفحاء) من خلال منشوراتهم وتعليقاتهم على الفايس بوك،  لأن هناك (بدعة لغوية) تلاعبت بالعواطف والوجدان الرفحاوي تقول: بأن (الحكومة العراقية حجزت في الميزانية مبلغاً مالياً لـ”مهجري رفحاء”). فما معنى (حجزت مبلغاً) هل هي (تعويضات)؟ والأهم من ذلك مصطلح (مهجري رفحاء)! نعود إلى شيخنا هيدغر الذي يقول ما معناه: أن كل ثرثرة لغوية لا معنى لها، لا أصالة فيها فهي تنتمي لـ(عالم العدم) .وهذا ما أراه في صيغة (مهجري رفحاء)! إحالة أبطال أهم حدث ثوري في العراق بما هم رمز لحركة إحتجاجية ثورية وقفت بوجه نظام دموي طغياني فاسد إلى (ظلال العدم) فهم ليسوا سوى (مهجرين)!  وهذا بنفسه نسق رمزي يُضمر خطاب سلطوي يقوده (حزب الدعوة الحاكم) لـ(طمس) و(إخفاء) معالم ثورة شعبية تحققت زمنياً في شهر شعبان العربي فُعرفت بـ(إنتفاضة شعبان) وذكرياتها ما زالت (طازجة) في المخيال والوجدان الشعبي العراقي العام. وهذا الحدث يراد (تمييعه)، إخفاءه من (منزل الوجود) ورميه في وهدة العدم. لماذا؟ لأنه حدث مؤرق لهم. حدث كاشف. حدث فاضح. حدث يحطم كل (زيف وأوهام) وجود (معارضة عراقية حقيقية) لعبت دوراً في إسقاط نظام طاغية بغداد. فكل أسماء الأحزاب السياسية المعارضة (عاشت خارج أراضي العراق) ولا علاقة لها بأي (نشاط ثوري داخلي) أي نشاط نابع  من (قئ الأحشاء العراقية الداخلية) وحركة التاريخ فيها وليس (عوارض وقوارض هامشية) كانت مقيمة خارج العراق.
أرجو من ثوار رفحاء الكرام، أبطال ثورة تاريخية عراقية شعبية داخلية مهمة، فجرت كل المسكوت عنه في الحياة العراقية، تسببت تداعياتها و(كثفت) حركة التاريخ إلى أن (تقئ العراق) صدام ونظامه، أن لا يصدقوا بسهولة الشعارات التي تُرفع. وأن يتحلوا بـ(عقل رقابي يقظ) يرصد (المفردات اللغوية) التي تُقدم لهم بـ(سياسة إلهاء) تقوم بها الحكومة العراقية بقيادة حزب الدعوة الذي (ما يريد يجيبها البر) ليس مع (ثوار رفحاء) وفقط ولكن مع كل طموحات وآمال الشعب العراقي. فيتعامل مع الجميع بـ(رمي قطع الحلوى) وكأن (الشعب) مجموعة أطفال تُلهيهم تلك القطع!

[email protected]

أحدث المقالات