23 ديسمبر، 2024 10:19 ص

ثوابت دمشق وقرار موسكو .. ما هي فكرة كيري الكاملة !؟

ثوابت دمشق وقرار موسكو .. ما هي فكرة كيري الكاملة !؟

« لا أحد يريد أن تبدأ السنة السادسة للصراع في الخامس عشر من مارس آذار ». الشباب السوريون يحتاجون إلى الشعور بأن “الحياة تحمل ما هو أكثر من الخوف والعنف والجوع”. قالت مؤسسات دولية في بيان مشترك. بينما كانت اليونسكو تتبرع بمجموعة من المعدات لمديرية الآثار والمتحف في سورية، لتمكينهم من حماية وصون الإرث التاريخي السوري والإنساني.
 
مؤسسات المجتمع الدولي معتادة على بيانات تحجب الحقائق خلف واجهتها الإنسانية. لن تسمع كلمة واحدة عن دعم المجتمع الدولي، خلال السنوات الخمس الماضية، لكل أسباب الخوف والعنف والجوع. وستغضّ الطرف عن طائرات “التحالف الدولي”،  وهي تحمي اجتياح “داعش” لكل إرث تاريخي طاله ظلامهم وتكفيرهم.
 
 السنة السادسة من الأزمة السورية، بدأت بقرار بوتين المفاجئ؛ سحب قواته الرئيسية من سورية اعتبارا من 15 آذار، بعد أن انجزت “المهام المكلفة بها”. وأمله بأن يشكل قراره دافعاً ايجابياً لمفاوضات جنيف. نفت موسكو أن يكون قرارها للضغط على الحكومة السورية، رغم عدم تطابق وجهات النظر بين روسيا وسورية. نحن حاليا في “فترة سياسية” مع توقف الأعمال القتالية، والقرار سيساعد على تكثيف التسوية السياسية، وأن سلاح الجو الروسي مستمر بقصف الأهداف المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الإرهابية الأخرى في سوريا. منذ ليلة الرابع عشر من آذار، لم يزل البحث مستمرا، عن الصندوق الأسود.
 
وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وبعد أن تبرأ من خطته البديلة، وأنه “لم يقم حتى بنطق الخطة ب”. أوضح فكرته الكاملة عن مفاوضات جنيف، خلال مقابلته مع قناة “CTV” الكندية. الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، واستبدال الرئيس الأسد بحكومة انتقالية، لأن “الأسد لا يمكنه البقاء رئيسا”، هذه هي فكرة كيري الكاملة.
 
المرحلة الانتقالية هي انتقال إلى دستور جديد وحكومة تشاركية مع الطرف الآخر.  والدولة السورية ترفض الحديث عن انتخابات رئاسية، هذا «خط أحمر وملك الشعب السوري وحده» قال المعلم في مؤتمره الصحفي، قبل أن يوجه النصيحة للمعارضة، بعدم المجيء إلى جنيف إذا كانوا يفكرون بالحديث عن مقام الرئاسة.
 
المبعوث الأممي دي مستورا رفض “الشروط المسبقة” على الحوار السوري السوري. وقال بأن الخطة البديلة هي ” العودة إلى حرب أسوأ مما هي اليوم”. وأضاف وهو يدخل إلى لقاء الوفد السوري في جنيف “إنها لحظة الحقيقة”. جوهر لحظة ديمستورا هو الانتقال السياسي بحسب فكرة كيري الكاملة.
 
في الوقت الذي كان فيه محققو الأمم المتحدة في قضايا حقوق الإنسان في سورية، المتواجدين في مبنى محادثات جنيف، يعلنون بأن إجراءات محاسبة مجرمي الحرب يجب ألا تنتظر التوصل إلى اتفاقية سلام نهائية، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، مايكل راتني، يقول بأن الشعب السوري سيتذكر دائما “أن الأسد وحلفاءه كانوا منذ البداية وحتى الآن المصدر الرئيسي للقتل والتعذيب والحرمان في هذه الحرب.” كان ديمستورا يعرب عن أمله بأن يكون لقرار بوتين تأثير ايجابي على مفاوضات جنيف، والتوصل إلى “انتقال سياسي سلمي في سورية”.
 
مؤسسات الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي، يقدمان مشهدا مكررا. بين محكمة العدل الدولية ومحاسبة “مجرمي الحرب”، وبين الرضوخ “للقرار الأممي”. ديمستورا يقدّم فكرة كيري عن “انتقال سياسي سلمي”، وجماعة حقوق الإنسان والمحاكم الدولية يحضرون اجراءات “محاسبة مجرمي الحرب”.
 
فهمت معارضة الرياض بأن جنيف هي محطة في طريق استلامها الحكم في دمشق. سيتم هناك مراسم “انتقال سياسي سلمي” برعاية الوسيط الدولي ديمستورا. المتحدث باسم “هيئتها العليا للمفاوضات”، سالم المسلط عبّر عن إيجابية القرار الروسي الذي يشكّل “عنصر ضغط على النظام”، لكنّه أراد “التحقق من تنفيذ القرار على الأرض”. أما كبير مفاوضيها، الإرهابي محمد علوش، رحب بانسحاب روسيا “إن كان حقيقياً وليس مجرد مناورة”، مشيرا إلى عدم وجود دلائل على تنفيذ القرار.
 
لا يمكننا أن نمنع التفاؤل عن معارضة الرياض، أو أن نمنع الرياض عن اعتقادها بأن ساعة رحيل الأسد قد حانت، متسلحة بفهم الجبير للقرار الروسي. لكنّهم بالتأكيد على موعد مع خيبة أمل أخرى، كما حدث مع تهديدات أوباما بالتدخل العسكري في سورية في آب 2013.
 
في يوم جنيف الخامس، وبعد اجتماعات مرهقة مع الوفد السوري ووفد معارضة الرياض، يعرب دي مستورا عن اعجابه بالمشاركة الفعالة لوفد الرياض وعمق رؤيتها للانتقال السلمي. في الوقت الذي “يتحدث فيه الوفد السوري عن الإجراءات ويتجنب التعامل مع جوهر القضية”. النزاهة والموضوعية والعمل كوسيط دولي محايد لإنجاح عملية الحوار السوري السوري. هذه هي الاجراءات التي يطلبها الوفد السوري. وأضاف المبعوث الدولي “نحن في عجلة من أمرنا”. بسمة قضماني أيضاً كانت في عجلة من أمرها، وتريد تحركا سريعا نحو المرحلة الإنتقالية، أقل من فترة الستة أشهر المحددة من دي مستورا، وتجنب التفاوض غير المثمر، معبرة عن نفاذ صبرها من الوفد السوري وأملها بتوقف المفاوضات قريبا.
 
خلال الأيام القادمة، يحمل وزير الخارجية الأميركي إلى موسكو ، فكرته الكاملة. ليتأكد بأنّ القرار الروسي لن يخرج عن ثوابت سورية. ويفكر طويلا في طريقه نحو البيت الأبيض، بما قال بوتين: “وإن عدتم عدنا”.