ليس من السهل أو المعقول أن تتم المقارنة بين الثبات كحالة لا تخضع في جوهرها لأي تغيير أو تبديل على مر الزمان فالاساس يكمن في العقيدة قضية لا تقبل النقاش وعندما يكون الثبات حاضرا ومتوارثا في شخص القائد تتبعه الجموع بلا تردد لأيمانها بشخص من يمثل قضيتهم نقيض ذلك التعريف متغيرات تعطي صفة المرونة لمن يقاد وكأنه دمية تحركها الخيوط صوب ما تشتهي ووقت ما تشاء !!! لذلك من المنطقي أن يأخذنا الحديث عن الحالتين تفسيرا فقضايا الامم والشعوب لا تخضع للرهان ولا المساومة … وفي شخص القائد ثبات في الموقف أو المواقف من مبدأ العزيمة والاصرار الذي ينبع من الايمان بالمسؤولية أما المتغيرات في الانقياد صفة تكاد لا تنفك عن من يتم توجيهه فهو لا يفقه أدنى حالات الشعور بالمسؤولية.
ولعل الحديث عن القيادة والانقياد صار واقعا ملموسا يمر علينا كل يوم في نشرات الاخبار السياسية وماعاد لعنصر المفاجئة حضور فمواقف الاحزاب وقياداتها الثابتة ذاتها تتكرر في نشرات الاخبار والحال لا يختلف عند النقيض ! الذي أدمن تغيير المواقف وأيقنا معرفة خططه قبل أن توجهه الخيوط المتحركة وبالتأكيد طالما أن الديمقراطية تتيح للحالة الثانية بيان موقفها المتغير يصير ثابتا بيان الحالة الأولى في عصر الديمقراطية او التي سبقتها من أحكام الدكتاتورية وهي تسير على ذات نهجها الأول في الثبات .
الثبات دائما يكسب هكذا قرأنا تأريخ الامم التي لم تهادن قياداتها بمصير شعوبها على الرغم من جملة المآسي التي قد تجاببها قيادة وشعوب لكنها تنتصر وتفرض إرادتها طالما أن لها حقوق وقضية . أما الرهان على تغيير
المواقف في حالة الانقياد فيكون في افضل حالاته وقتي تنفره الشعوب طالما أن الرهان يبدأ على القضية . ولعل التاريخ لا يرحم من انصاع بإرادته أو دونها ليقبل أن يكون متغيرا من اجل مصلحة وقتية .