22 نوفمبر، 2024 11:58 م
Search
Close this search box.

ثنائية الحاكم والمحكوم

ثنائية الحاكم والمحكوم

قبل خمسة قرون قال الكاتب والفيلسوف الفرنسي المعروف إيتيان دولا بويسي ” لا يكفي أن نولد وحريتنا معنا، بل يجب علينا أيضا أن نحميها”،
في كتابه العبوديه الطوعيه يشرح بويسي الأسباب التي تدفع بالناس للإذعان إلى قوة شخص واحد وهم بالأساس من منحوه تلك القوة، فيرجع الأمر كما يقول إلى ثقافة “الإرادة العميقة في العبودية” التي تتولد لدى الشعوب نتيجة طاعتها العمياء للملوك والحكام،

يعول على الانتخابات لانها مفتاح التداول السلمي للسلطه، وحق الاختيار مكفول للمواطن كجزء صميم من الحرية، ولم تتقدم الامم الا حينما اجادت اختيار النائب الحر النزيه الذي يضع مصلحة وطنه قبل ارضاء الحزب ورئيس الائتلاف، بالمقابل اذا لم يتحرر نواب الشعب من التبعية والعبودية السياسية، سيبقى هذا الشعب ينزف مقدراته ويحولها الى سياسيي الدراهم، ثنائيه تربط الحاكم بالمحكوم وبالعكس.

نعم الشعوب هي من تصنع طواغيتها، وتمنحهم القوة والسطوة التي توظف لاحقا في استغلال الرعية واستبدادهم، اذ لا يوجد حكام مسيطرون حيث لا يوجد عبيد مطيعون، ولان العلاقة بينهما علاقة أحادية الجانب، تبرز ثنائية (الطاعة-السيطرة) على انها هي المتحكم الرئيس في علاقة الحاكم – المحكوم لدى الشعوب المنغمسة في قبول طاعه ساستها،

القبول بالامر الواقع يعني اليأس من امكانية التغيير وهي درجة تعارض التفاؤل، وهو مبدا يمكن قبوله بشكل فردي لكنه لا ينسحب على الجماعه التي تمتلك القدرة والقوة.
الطاعة العمياء هي السبب الرئيس الذي دفع بصناع القرار للاستخفاف بالجماهير وتجاهلها ثم إقصائها من مشهد السلطة، واستبعادها لاحقا من الممارسة السياسية
ليكون الطغيان والاستبداد بديلا عن الديمقراطية،
يقول خليل جبران” لا يبني العصفور عشه في القفص لكيلا يعلّم أولاده العبودية”،
ولهذا علينا ان نعلم ابنائنا ثقافة حسن الاختيار، وهو الامر يجعل التغييرالايجابي ممكنا وقابلا للتحقق، بالارادة الجماعية وهي قوة الشعب التي تغير ولا تتغير، فالشعب مصدر السلطات كما ينص الدستور.

أحدث المقالات