.. قتالنا من أجل الحرية والسلام للجميع ، قبل أن يكون من أجل الاسلام والمذهب … هذا ما قاله الصدر ضمن تعليمات لسرايا السلام وواجباتها ومهامها، اصدرها في 4-9-2014 وقال: ..ليكن جهادنا أبويا وبأخلاق عالية ولأجل نشر السلام والحق .. و مهما قابلونا وأعتدوا علينا بالذبح والتنكيل فلن نقابلهم بذلك.. وأضاف الصدر: ..إن قتالنا من أجل الحرية والسلام للجميع ، قبل أن يكون من أجل الإسلام والمذهب .. وأكد على خدمة أهالي المناطق المحررة وان كانت لأخوتنا السنة وإيصال الأمور الحياتية لهم قدر الإمكان….
……الســـــــــــــلام أولا:
وتنقدح في الذهن بعض الاسئلة، اهمها، عن كيفية ترتيب الاولويات لديه، وكيف يكون السلام اولا؟ ولماذا قدم الصدر (السلام) على (الاسلام)..؟ ويمكن تصور الاجابة على هذا، اجمالا ، كالتالي: اولا: ان السلام مقدمة للإسلام، وخطوة ضرورية له.. ثانيا: يمكن القول ان الاسلام يحتاج السلام، لينتج السلام..! كيف..؟ اليس هذا كلاما غير منطقيا؟ او ما يسمى بالدور..! وجواب ذلك: ان السلام (الواقعي) يمهد الارضية الحضارية للاسلام، نعم، الاسلام، كذلك ينتج سلاما، لكنه سلاما واقعيا ومعنويا، اعلى رتبة..
ثالثا: الحروب والفوضى والتخلف، هي مضادات للاسلام..! لذلك نجد المسلمين ولا نجد الاسلام..! وتفسيره ان النشاط العقلي (الفكر) هو الوسيلة الى معرفة الخالق.. وهذا الفكر يحتاج الى هدوء ومناخ حضاري ليبدأ وينتج..!
رابعا: ان الاسلام يحتاج الى بنى تحتية، لذا، يمكن القول ان اوربا مهيئة ماديا للاسلام، اكثر من بلداننا، الفاقدة للخدمات ، ومفتقرة للمقدمات المادية لتطبيق الاسلام..! فضلا عن وجود اخلاق (عامة) وعاطفة انسانية، تتفهم الاسلام.. وهذا قد يفسر المحاولات الحثيثة (الامريكية) لتشويه صورة الاسلام..!! لانها تخاف من تقبل اوربا له..
خامسا: من جانب اخر، ان ما تقوم به داعش من (فوضى) و (حروب) هي ضد الاسلام، ومعرقلة لانفتاح الناس على الاسلام.. وداعش اداة امريكية لتشويه الاسلام..! وان الصدر في كلامه هذا يعيد الامور الى ترتيبها (المنطقي).. وليواجه (الفوضى الداعشية)..
……. الاســــــــلام يحـــتاج الســـــــلام:
وللتوضيح، يمكن القول، ان الاسلام هو منظومة اطروحات ورؤى رصينة، لخدمة البشرية والانسان.. وهذه الوصفة الفكرية، لا يمكن ان يتذوقها، احد، الا العقل.. في جو حضاري مناسب..!
والاسلام هو ليس مجموعة النشاطات والانفعالات الداعشية، التي تفرض بالقوة وبالذبح.. بل هو (الاسلام) قول لاي انسان يستمع، وهو حر في الاختيار، وكما نص البيان السماوي:.. الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ.. (الزمر 18).. وقوله تعالى: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256). البقرة..
ويمكن للقارئ اللبيب ان يتساءل عن عدد من الاحكام الشرعية التي تتعلق بالارتداد، وجوابه ان هذا موضوع اخر، لأنك عندما تدخل في عقد واتفاق تكون ملزما به، أي، انك غير مجبر على التعاقد مع الخالق (تعالى).. لكنك اذا تعاقدت، تكون ملزما بتنفيذ العقد المبرم بينك وبين الاسلام.. وان ما يترتب من عقوبات، يكون بعد التاكد من مخالفة العقد، وليس بالظن، والشبهة، كما تفعل داعش ومشتقاتها..
…..أوربــــــــا أفضـــــــل:
الشيء الاخر.. كيف تكون اوربا مهيئة للاسلام، اكثر من بلداننا..؟ ويمكن القول: ان ما يحتاجه الاسلام من خدمات ونظام ومؤسساتية..وعدالة، موجود في اوربا، وليس عندنا..! كذلك، ان الخالق ينظر الى طيبة الانسان، ويهديه، اينما كان..! ويمكن ان نفهم هذا من كلام (سابق) للشهيد الصدر (رض).. وقال: .. ان المهدي (ع) حينما يستتب له شيء من الامر يرسل باللغة الحديثة وفدا او ارسالا الى بلاد الروم .. فيرونهم الروم يمشون على الماء فيفتحون لهم الابواب سلما ويدخلون الابواب سلما ويدخل الناس في دين الله افواجا..(خطبة الجمعة 4 عام 1998) ثم يقارن الصدر بين رفض (رجال الدين) للحق (عند ظهوره) وبين انفتاح اوربا له.. فيقول: ..هذا حال شرقنا العجيب الغريب، الذي مليء بالمآسي الباطنية فضلا عن الخارجية. اما هناك فلا، فهم سذج واهل صفاء .. وكل من كان قلبه طيبا يتبع المعصوم (ع). ويعني ان معناه نحن اسوء من الاوربيين ..التفتوا الى متى انتم نيام ؟! كل واحد يصلح نفسه (المصدر السابق)..وللحديث بقية.