عام 2003، في غياب اية حكومة، وانهيار الدولة، امتلأت الاسواق الشعبية، بكميات كبيرة من الاسلحة والعتاد، وباسعار زهيدة.. تباع على الارصفة.. وفي الساحات..لم يتجاوز سعر الكلاشنكوف الا بضعة دولارات.. مع توفر كميات كبيرة من الهاون والار بي جي.. وغيرها.. كان اغلبها يجمع ويرسل الى شمال العراق، او الى دول الجوار.. ولم يهتم بأمرها في الجنوب والوسط ، الا شاب معمم، امر عدد من المخلصين له بشراء كميات من الاسلحة.. وقد لاقى تصرفه استغراب الكثيرين.. كان ذلك الشاب هو مقتدى الصدر، ابن الشهيد الصدر، الذي اغتالته الحكومة (المنهارة) قبل اربع سنوات..
يبدو ان الصدر، قبل 2003، قد وضع بذور متناثرة، لتنظيم (فوضوي)..! او خلايا تتبلور، انطلاقا من مفاهيم صدرية ومن منطلق (الفحوى)..او بالنسيق مع بعض رجالات الصدر، ممن بقي طليقا، ولم يسجن.. كانت مجاميع من المخلصين له، في محافظات الجنوب، وبغداد، وغيرها، عندهم اسلحة بسيطة، مع عدد قليل من سيارات (مرسيدس) .. وبذلك يمكنهم ان يتحركوا، على انهم من رجالات السلطة..! ينفذون احيانا، عمليات ضد ازلام الديكتاتور..
ويمكن القول.. وبالرغم من ان القواعد الشعبية الصدرية واسعة، الا ان الصدر الوالد، ثم السيد مقتدى، لم يهتما ببناء تلك القوة من الناحية السياسية، والتنظيمية، او العسكرية.. بقدر اهتمامهما ببناء الفرد، واصلاح المحتوى الثقافي للانسان ، عموما.. وان ما حصل من تطور تنظيمي ، لاحقا، والاهتمام الصدري بجمع السلاح، كان ذلك مفروضا، بسبب الاحداث بعد 2003، وصيحة (ظاهرة) التنظيم والعمل السياسي التي انتشرت في العراق.. ليس الا..
هذا ما قدح في ذهني، وانا اراجع خطب الصدر، الوالد، والقائد، وهما قد بدءا خطبتهما الاولى، في مسجد الكوفة، بدعاء الافتتاح.. فضلا عن النسبة العالية من اهتمامها بالدعاء.. والحث عليه، وكانهما يجدان فيه سلاحا استتراتيجا.. في مقابل الاسلحة النووية..!!
وللحديث بقية..