كرم شاطئ الكاظمية الهادئ.. وضيافة الإمامين الكريمين (ع).. جمعتني مع مفكر عظيم وأخوة أعزاء.. في جلسة ثقافية، في الجمعة الماضية، لم تخلو من المقبلات والكرزات،.. وفيها كنت مع ضيوفي من أئمة الجمعة.. وتداولنا الحديث عن اهتمام أمريكا بكتابات الشهيد الصدر (رض)، عموما، وخاصة الموسوعة المهدوية.. ولماذا ركز محققو الاحتلال في أسئلتهم لمعتقلي التيار، على الموسوعة وأصحابها الأخيار..
وانقدحت عدد من الأسئلة حول تلك الموسوعة.. ولماذا منع السيد (مقتدى الصدر)..الخطباء من التذكير والتنظير فيها ..؟ وقد يفيد توثيق حديثنا التي ترعرع بين الخضراء والماء والفقه الحسن.. وفيه، اولا: ان رصانة البحث الصدري في الموسوعة ومنهجيته، قد تكون احد تلك الاسباب التي جعلت الاحتلال، عامة، والامريكي خاصة، من الاهتمام بالموسوعة المهدوية، فضلا عن اهتمامهم بالموضوع المهدوي..
وقلت حينها، اني، لكوني استاذ جامعي، اجد ان المستوى العلمي للموسوعة، ورصانة منهجيتها البحثية، أعلى بكثير مما تتداوله جامعاتنا وكلياتنا في دراساتها العليا وبحوثها العالية، ومع غض النظر عن موضوعها، بل اقصد تلك الرصانة والعقلية والملكة في معالجة المعلومة، او ما يصطلح Data processing ..فضلا عما يرافق ذلك من استقراء للثوابت والاحداث والجزئيات، وانتاج معلومات دقية عن منطقة الفراغ في خارطة الشريعة والتاريخ والمشروع الالهي، ورسمها، كلها، بتكامل..
ثانيا: ان اهتمام الامريكان بموضوع الامام المهدي (ع)، كان واضحا وصريحا، وهو محور التحقيقات التي اجراها اكثر من محقق امريكي مع المعتقلين الصدريين، وقد يكون سببا اخر للاهتمام بالموسوعة، يعني لموضوعها، فضلا عما ذكر من رصانتها..
اما، عن موقف السيد مقتدى الصدر، من الموسوعة، ومنعه من تداولها، من قبل خطباء الجمعة، وغيرهم، قد يفسر بالتالي: اولا: الرصانة المطلوبة للمتصدي، لها، وهو نادر، غالبا.. ثانيا: امكانية استثمارها دنيويا وتجاريا، وضياع الفائدة العلمية والعقائدية، تبعا لذلك. ثالثا: الخوف من تحريف المفاهيم، او استثمارها من قبل الاحتلال ..وللحديث بقية.