أربعة إنتفاضات عارمة ضد أربعة عقود من إراقة الدماء والقتل والتعذيب والجريمة المستمرة بحيث يمکن إعتبارها بمثابة موسوعة للجريمة المنظمة من جانب نظام ديکتاتوري إستبدادي لايمکن أن نجد له من نظير في هذا العصر، هذه الانتفاضات الاربعة جائت کرد فعل على کل تلك ذلك الظلم والجور الفاحش من جانب نظام لاتوجد في قاموسه مفردات الانسانية والرحمة والعدالة، نعم لقد نهض الشعب الايراني من خلال هذه الانتفاضات ليعلن رفضه لهذا الحکم ويسعى الى تغييره بعد أن علم بأنه إستمراره يعني إستمرار مآسيه ومصائبه، ولاريب من إن هذا الوعي الشعبي الملفت للنظر لم يأت من تلقاء نفسه وانما على أثر نضال مستمر ومتواصل دونما إنقطاع من جانب المقاومة الايرانية خصوصا من حيث فضح وکشف جرائم النظام وجعل ليس الشعب الايراني فقط وإنما العالم کله على إطلاع کامل بها.
کشف المعدن الاجرامي للنظام الايراني وفضح ماهيته الدموية المعادية للشعب الايراني بشکل خاص، وکذلك إماطة اللثام عن المخططات والنشاطات الاجرامية بحق شعوب وبلدان المنطقة، مهمة حملتها على عاتقها المقاومة الايرانية من خلال النشاطات والمٶتمرات والتجمعات المستمرة التي تقوم بها والتي تقوم من خلالها بجعل العالم کله على إطلاع بما يجري في داخل إيران ومايرتکبه هذا النظام من جرائم وإنتهاکات بحق الشعب الايراني، وعلى الرغم من إن النظام الايراني بذل ويبذل جهودا مکثفة على مختلف الاصعدة في سبيل مواجهة هذا الدور السياسي ـ الاعلامي ـ الفکري للمقاومة الايرانية لکن ولأن العالم وبعد أعوام طويلة وأحداث وتطورات مختلفة، صار يعرف بأن النظام يفتقر للمصداقية وإن الثقة العالمية صارت تتزايد فيما تقوله وتعلنه وتنشره المقاومة الايرانية وإن الانتفاضتين الاخيرتين وجريمة إسقاط الطائرة الاوکرانية من قبل النظام وکذلك تستر النظام على تفشي مرض کورونا، قد أثبتت بأن العالم يأخذ بما تقوله وتعلنه المقاومة الايرانية ولاتثق وتأخذ بما يقوله ويعلنه النظام.
الاوضاع التي تتفاقم سوءا في ظل حکم هذا النظام الذي يزداد عزلة وتتزايد الاحتجاجات الشعبية ضده ويزداد إصرار الشعب على التغيير وإسقاط هذا النظام هو الذي دفع بهذا النظام أن يبادر الى إنشاء مقر من قبل قوات الحرس الثوري خوفا من الوضع المتفجر في المجتمع حيث إنه وبعد شهر من انتشار فيروس كورونا وتنفيذ سياسة التكتم علي الحقائق كجزء من هندسة الإنتخابات من قبل المرشد الاعلى للنظام، أصدرت قوات الحرس بيانا اعترفت فيه ضمنيا بأن النظام قام بتشكيل مقر من أجل مواجهة الأعداء الذين يتهمون النظام بـ”عدم الكفاءة” في السيطرة على فيروس کورونا، علما بأن العالم کله ولاسيما منظمة الصحة العالمية باتت تدرك خطورة الاوضاع الصحية في إيران في ظل هذا النظام ولذلك توجه وفد منها الى هناك من أجل البحث في موضوع تفشي مرض کورونا وصيرورة إيران ثاني بلد بعد الصين من حيث إنتشار المرض وخطورته، غير إن الشعب الايراني الذي صار يعرف الحقيقة سوف لن يسکت على هذه الجريمة مثلما لم يسکت على جريمة إسقاط الطائرة الاوکرانية وإن الثمن الباهض لتستر النظام على تفشي مرض کورونا يتجسد فقط في إسقاطه.