23 ديسمبر، 2024 4:12 م

البعض من عامة الناس له قناعات تولدت نتيجة لظروف معينه غار في اعماقها على المستوى الشخصي والعام واصبحت تلازمه في حله وترحاله وقد تكون عائق امامه لتطوير ذاته وامكاناته الاقتصاديه والاجتماعيه والدراسيه مما يجعله عرضت لمواقف لايحسد عليها وكما يقول الشاعر (( تجري الرياح بما لاتشتهي السفن)
ويكون في مهب ريح تجذبه يمينا وشمالا , لنأخذ مثال على ذلك ما مر به الشعب العراقي من ويلات وتصارع قوى ومصالح وافكار طوت الكثير من الضحايا نتيجة لمعتقد او فكر او سلوك يتنافى مع الواقع المعاش
في البلد , اصبح من العسير عليهم ان يستمروا بالعيش فيه او سلوك طريقه ولذلك اختار البعض النضال العلني ومقارعة السلطه سواء بالنشريات او التجمعات وحلقات نقاش لفضح اساليبه وكشف مستوره ,
وبالـتأكيد كانت نهايته اما الموت او السجن او المرض , واخر اختار الرحيل بعد ان تهيأة له الفرصة لذلك ,
و( خلص بريشاته ) كمايقولون , ومن غير المستبعد وكنظام عالمي ان هذا المشرد او الغريب تقع عليه تبعات
من قبل الدوله المستضيفه بعد ان تحتضنه دوائر مخابراتها وباسئلة مملة ومتابعة يوميه يدفع الكثير من وقته وصحته حتى يضمن بقائه فيه او على الاقل( شبعة بطنه ) , وتبدأ مرحلة اخرى من عمره حيث الغربة والبعد عن الديار والمتابعه الامنيه اليوميه وعيون الوكلاء وبائعي الضمير سواءا في نفسه او على عائلته في وطنه
وستكون رحلة يومية بين دوائر الامن المختلفة ,( وجيب ليل وخذ عتابه ) ولاينفذ بجلده احد منهم , ثم ان عليه
واجبات نضاليه مجبر ان يؤديها لحزبه ومن احتضنوه في الغربة وهنا ( يقع الفاس بالراس ) لان مخابرات
الدوله لن تتركه يسرح ويمرح بحريه ولايسلم من حزبه الذي يطالبه بببذل المزيد من تطوير نفسه وثبات الولاء والتمسك بمبادىء الحزب وتعليماته والكل يعرف مغريات دول الغرب او اي دولة مستضيفه ,( ويبلع المر) حتى
يحقق طموحات شخصيه على مستوى تطوير الذات والاخرى على مستوى العقيدة والسير بطريق النضال
والبعض ترك العمل بعد ان وجد له زاوية قبع فيها اغنته عن القريب والصديق والاخر مصر على مواصلة نهجه
وتفنيد مبادئه لو كلفته حياته وحريته , وتستمر الحياة لينتظر فعل خير او امر آلهي لينقذ البلد من الطاغوت
الجاثم على رقاب الناس وحكم النار والحديد , وهاهو فرج الكريم قد بزغ وشمس الحرية قد لاحت ونور القمر قد هل ولسان حاله يقول فرجت والحمد لله , وتعود المياه لمجاريها بعودة ميمونة لبلده وموطن ولادته وايام شبابه
وكعادته يريد ان يطبق ما تغرب من اجله ويسعى لتغيير واقع حال شعبه وتطور بلده والامساك بيد من حديد على
دينه , الاان الامور تسير بعكس مايتمناه وتبرز وجوه ليس لهم تاريخ يذكر او نضال يشرف او وقفة رجل صالح
وتشابكت الايدي بغير معروف والنيات مختلفه ايهما يقود ويتسلط ليشبع جوعه ويداوي سياط معذبيه وعطش
ايامه وغربت لياليه ليمحو ماكان قد عاهد الله عليه ويطلب ثمن أيامه السود التي قضاها خارج بلده وبعيدا عن
عياله والانتقام من تسبب باذيته وحرق اوراقه , ان الموقف محرج والاختيارصعب فاي طريق يسلك وأي معبر يختار, الطريق الى الدنيا سهل يسير ولكن عاقبته عسيره وحسابه مرير , وان انكفىء واختار الحياديه فقد غربت الشمس عنه واصبح في عداد الموتى والبقية( تلغف) بلا حساب او عقاب , ان الطريق الاصح ان تكتفي بما
صنعته وناضلت من اجله وتركت البلاد لغاية شريفة في نفسك , لاتحدها مطامع ولامصالح سوى رضا الخالق
ومحاربة الفساد والظلم والجبروت , لاان تكون اداة اخرى لتسلك الطريق نفسه في محاربة الناس وشراء الذمم
وبيع الضمير لحفنة دولارات او وجاهة لست بحاجة لها , طريق الدنيا فاني وطريق الرحمن معبد حتى
ليس له وقت او حد او افق , اذن هو الباقي ولن اسمح لنفسي ببيع نضالي بثمن بخس , أو أكون يوما ظالما بعد ان كنت مظلوما , وعلى الباغي تدور الدوائر
[email protected]