23 ديسمبر، 2024 5:11 م

ثمن الديمقراطية دماء تتكلم

ثمن الديمقراطية دماء تتكلم

حتى استفيق من شدة هول التفجيرات عبر السيارات المفخخة التي ضربت بغداد على مدى اليومين السابقين احتجت الى وقت كي ارسم صورة واقعية لما يحدث وما يحصل لهذا هذا الشعب المظلوم وهو يدفع ثمن الديمقراطية التي ترسخت في عمق مفاهيمه الاجتماعية والسياسية ليجعل من الممارسة الحية للنظام الديمقراطي واقعا ملموسا ينطلق الى الافق الرحب يتمكن من خلاله بناء العراق بأحسن صوره من اجل أجياله القادمة وهي ليست بدعة او أمرا مستحيلا يتعذر حصوله فيما لو كان الإصرار على ذلك واحدة من مرتكزات الفهم السياسي لطريق الحرية عبر صناديق الاقتراع وهو ما قام به ويحاوله الشعب العراقي منذ ان سقط النظام الشوفيني البعثي وحتى يومنا هذا رغم مروره بحرب شرسة عليه متمثلة بالارهاب العالمي وهو يضرب ويدمر الأرض والإنسان .
اليوم يحاول هذا الارهاب الأعمى ان يثبت لهذا الشعب المكافح انهم غير قادرين على الاستمرار في هذه اللعبة الديمقراطية ولابد من عودته الى الخضوع للدكتاتور والنظام الشمولي ولذلك جُندت كل الطاقات والافكار والأموال والخطط المخابراتية في دول الاقليم العربي من اجل تمزيق العراق الجديد وجعل المواطن العراقي يكفر بالديمقراطية والتغيير الذي واكب السنين الماضية بإزاحة أعتي نظام جثم على صدر العراق لعقود من الزمن فلم يحصل ان واجه شعب وبلد هذا الكم الهائل من المفخخات اليومية  والاجساد المتفجرة عليه نتيجة العقد الاعمى على هذا الشعب ، يحاول الارهاب العالمي ومن يخطط له تركيع العراقيين وثنيهم عن الوصول الى عراق قادر على الحياة في ظل الحرية فعاثوا في مدنه القتل والدمار من اجل ايصال تلك الرسائل لترتسم على أرصفته دماء طاهرة تتكلم اليوم وتتساءل لماذا هذا القتل المجاني؟ ولماذا هذا الحقد الاعمى؟ ولماذا لم يحصل ذلك في بلدان أخرى كما الذي يحصل في العراق ؟؟؟؟ كلها أسئلة مشروعة لشعب تعرض لأقسى ظلم في التاريخ والتساؤل الأهم لماذا لم يحصل في الدول الأخرى التي حصل فيها التغيير لأنظمته مثل العراق ؟ الجواب واضح ان الحقد المبني على العقيدة الفاسدة لا يمكن ان يتفوق عليه حقد آخر وكلما كان العراق يتجه الى ترسيخ الديمقراطية والتي تعني حكم الاغلبية التي تحصل على اعلي الاصوات فذلك يعني ان من يخالفهم الرأي العقائدي سيحكم هذا البلد وهو مرفوض في أعرافهم السياسية خلاف تلك الدول القريبة منهم والتي تم التغيير فيها ولعل أخرها مصر العربية .
وانا أحاول قبل يومين ان أتجول مع الغروب قرب تمثال او نؤاس تهتز الارض من تحتي بتفجير الكرادة ليصرع ذاكرتي ذلك الحقد المغولي على بلدنا العزيز وهو يريد ان يدمر كل شيء حتى نسمات الهواء التي يمكن ان يتنفسها أبناء العراق، وبعد كل تفجير يهرول العراقيون الى مخلفاته ليجدوا حالة من العبث بالحياة والانسان فترى دماء تسيل على شوارع بلاد الرافدين لكنها دماء بدأت تتكلم لتحاكي الضمير العالمي على هذه الإبادة الانسانية فهل ذلك هو ثمن الديمقراطية والحرية التي تتوق اليها قلوب الأحرار في كل بقعة من جغرافيا الأرض تمكنت ان تنفض عنها غبار التسلط والديكتاتورية؟ كل عراقي يتمنى ان يسمع جوابا من أحرار العالم للوقوف بوجه هذا التتار الجديد الذي يحاول ان يرسم خارطة المنطقة لصالح افكاره المنحرفة عن روح الإنسانية وسماحة وعدالة الدين الإسلامي وللأسف إن هؤلاء يعملون بدعم من مخابرات دول خليجية.