27 مايو، 2024 3:48 ص
Search
Close this search box.

ثلـثين الطـكَ لاهل السدة

Facebook
Twitter
LinkedIn

تعود الشارع العراقي بعد كل ازمة ومشكلة يقع فيها رئيس الحزب الحاكم، ان يرى وجوها اعتاد عليها، تقوم بممارسة سياسة الدفاع عن كرسي الحاكم باي وسيلة كانت، اذ نصّبوا من انفسهم قضاة يحكمون تزلفا ومصلحة للوالي، رغبة منهم بمصالح دنيوية ضيقة زائلة، بعيدة كل البعد عن ما يروجون اليه في الاعلام.
وهذه الوجوه لم تكتفِ بتصدرها المشهد الاعلامي وتحشيتها اذهان المستمعين بالكذب والتدليس والنفاق، بل عرفت ايضا بمجونها وانحرافها، اذ ان بعضها يعتبر من اصحاب الارقام القياسية في الارتياد الى الملاهي والمراقص في دول بلاد الشام، وعرفت ايضا بانها ذات علاقات مشبوهة مع مغنيات تلك الدول وعارضات ازياءها، وغيرها من الممارسات اللااخلاقية، والتي هي واضحة كوضوح الشمس لكل من عرف هؤلاء الكهول المصابين بداء المراهقة المتاخر.
وقد شاهدنا قبل أيام نفرا من تلك الوجوه التجارية المتصابية، وهو يطل علينا ببرودة اعصابه المصطنعة، رادا على كلام سماحة السيد مقتدى الصدر حول ارهاب واجرام البعثيين، والمطالبة بحقوق ضحاياهم، قائلا بما مضمونه، ان هناك ضحايا قتلوا ورموا في اطراف بغداد، ايضا يجب المطالبة بحقوقهم.
وهذا المتصابي، كان يعتقد انه مارس الدبلوماسية الاعلامية او قل اللهجة السياسية الدونية غير التصعيدية في عدم ذكر منطقة اطراف بغداد، والتي كان يعني بها (السدة).
وردا على تخرصات هذا وغيره من اشباه الرجال، اقول:
ان موضوع اطراف بغداد او كما نحب نحن اهل مدينة الصدر تسميته بالسدة، هو موضوع قديم جدا، وليس بجديد، وهي حالة اشتهرت وبرزت بعد الاحداث التي صاحبت تفجيرات الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء.
اذ كانت تعتبر بمثابة ساحة لرمي الجثث هناك، جثث الارهابيين وتنظيم القاعدة، وقتلة ابناء الشعب العراقي، وهذا الامر معروف، لاطفال المدينة، وشبابها، وشيوخها، ورجال امنها، بل وتغنى بذلك حتى شعرائها، وهو امر لا يحتاج الى لف ودوران ودبلوماسية، كما اراد ان يكون جناب المستشار المتصابي.
الا ان المهم في البين، والذي قلما سال احدنا نفسه عنه، هو انه ما الدوافع التي دفعت الناس الى فعل تلك الافعال؟، وهل هناك جهة واحدة مشتركة في ذلك؟.
اقول مجيبا على كلا التساؤلين، نعم، هناك دوافع وجهات عدة وراء ذلك، منها:
اولا:ان هناك فتاوى صدرت من المرجعيات الدينية في النجف الاشرف وقم المقدسة اباحت فعل ذلك، بل وحرضت عليه، وبياناتها صريحة لا تحتاج الى تاويل.
ثانيا:ان هناك العديد من العوائل التي فجعت بقتل ابنائها واولادها وابائها ونسائها، ومنهم من هجروا من بيوتهم، فحملوا السلاح بداعي اخذ الثار لابنائهم، ونالوا قسطا من ذلك.
ثالثا:المليشيات المرتبطة باحدى دول الجوار، والتي كانت لديها توجيهات بعد تفجير الامامين، بمنع توجيه السلاح للمحتل في تلك الفترة، وحمله ضد التكفيريين والقاعدة حصرا، وهذه المليشيات هي اليوم مقربة جدا من دولة الرئيس كما يعلم الجميع.
رابعا:القوات الامنية المختلفة وتشكيلاتها العسكرية المتنوعة، اذ ان اغلب المداهمات والاعتقالات كانت تحصل من خلال هذه القوات، والتي كانت تعمد الى تصفية المعتقلين ورميهم في اماكن متوزعة في بغداد وخارجها، ومن بينها السدة.
خامسا:الاحزاب الشيعية، فقد كانت بعض المساجد والاثار الاسلامية المعروفة في منطقة الكرخ مرتعا للمليشيات، ومسرحا لادارة العمليات، وقد نقل ان احد الشخصيات الدينية المعروفة اتخذ من باحة خلفية مسجده مكانا لدفن ضحاياه.
سادسا:نفس دولة الرئيس كان معينا ومساعدا للبعض من المشاركين في اتون الحرب الطائفية ايام كان عضوا في مجلس النواب ومديرا في هيئة الاجتثاث، وهؤلاء البعض اليوم اصبحوا من كبار تجار البلد المرتبطين بشكل مباشر مع مستشاري الحزب الحاكم ورئيسه.
وهناك الكثير من غير هذه الوجوه التي ذكرتها كانت قد اشتركت ايضا في تلك الافعال، لا داعي للدخول في تفاصيلها اكثر، بغية عدم كشف المستور اكثر.
وهنا لا بد من قول شيء مهم، وهو:
انه من العيب كل العيب، ان تكون الشخصيات الماجنة المنحرفة، المصابة بداء المراهقة المتاخر، هي من تمثل اليوم الواجهة الاعلامية والسياسية لحزب اسلامي مجاهد، مضحي لديه شهداء ومقابر، ومرجعية عظيمة، وقفت بوجه الظلم والاستبداد، ونذرت دماءها من اجل الفقراء والمحرومين، ونشر العفاف والشرف، وهذا مردوده على كبار رجالات هذا الحزب، لا على رئيسه، الذي لا يعنيه اي وسيلة تتخذ من اجل الوصول لغايته، حين سمحوا لامثال هؤلاء ان يكونوا ممثلين عنهم، ومتصدرين لمشهد سياستهم ونهجهم.
ولا يظنن احدا، اننا منزعجون من ظهور هذه الشخصيات وانتقادها لنا، بل العكس تماما، لان كلام هكذا اناس علينا، ووقوفهم بالضد منا، انما يدلل على طهارتنا ونزاهتنا وعفتنا، بل ان مذمتهم لنا هي مدح لا مذمة كما يعتقدون، وكما قال الشاعر:
اذا اتتكَ مذمتي من ناقص = فهي الشهادة لي باني كامل.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب