يمتاز المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي بقوة البيان وسعة الاطلاع والقدرة العالية في تحليل وتشخيص الموضوعات الفقيه والدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها, وهذا ليس مجرد إدعاء من دون دليل والشاهد على ما نقوله هو موسوعته العلمية (دورة خطاب المرحلة) التي يجد فيها الباحث والمفكر دليل واضح على ما نقول وهذه ألسعتيه والشمولية التي يتمتع بها سماحته تجعلك تتلهف إلى قراءة بياناته ومتابعة لقاءاته وهو يشخص ويصف العلاج لكل أزمة تحل بالأمة, فهو لا يهتم بالشأن الإسلامي أو العراقي فقط بل يعالج ويبحث كل المشاكل التي تحصل في شتى أصقاع الأرض فأنت تجد له موقف في شأن إسلامي وأخر عراقي وأخر عربي وأخر دولي, وهذه هي زعامة الأمة التي ندعيها له.
وهذه قدرة إلهية عظيمة ودرجة عالية لا ينالها أي احد وإنما تُعطى لكل شخص يخلص لربه حيث جاء في الحديث (من كان مع الله كان الله معه).
والمرجع اليعقوبي هو من الشخصيات الدينية المتميزة في عصرنا الحاضر فهو لا يكتفي في الجواب عن السؤال فقط من دون ذكر الأسباب والعلاج لكل مشكلة تعصف بالبلد أو تحل بالفرد ولا تقتصر بياناته أو استفتاءاته على رد الجواب على الأسئلة التي ترد إليه فقط, بل يبادر هو بنفسه إلى إصدار البيان والموقف الشرعي اتجاه المسائل الدينية والسياسية أو الثقافية وكل ما يواجه الإسلام أو العراق وكل ما يهدد مصالح الأمة بأسرها.
وفي علاجه للازمة التي حصلت في محافظة الموصل والمدن الأخرى فان سماحته استطاع إن يصف العلاج المناسب من خلال ثلاث مراحل ومستويات جعلها في ثلاث بيانات مهمة وحساسة ومرتبطة فيما بينها ولا يمكن التفكيك بينها في علاج الأزمة الحالية.
ومما دعانا إلى دراسة هذه البيانات الثلاث للمرجع اليعقوبي هو تسلسلها التكاملي والمعرفي في تشخيص الأسباب ووصف العلاج وهو الوحيد الذي درس الوضع من عدة جهات خلافاً لباقي المرجعيات الدينية التي أكتفت في إصدار بيان واحد حول الحدث فقط.
فالبيان الأول كان بمثابة علاج المرحلة الآنية التي يمر بها البلد ووضع إستراتيجيات آنية لكي يتم العمل بها من أجل معالجة الأخطاء التي حصلت في تلك المحافظات الأربع والتي كادت أن تعصف بالبلاد إلى الهاوية وتضمن أيضاً إشارات إلى الأسباب والفشل الذي رافق الحكومة والأحزاب المتنفذة الذي أدى إلى هذا الحال, وكتفا بهذه الإشارات لان المرحلة لا تتحمل النقاش أو إلقاء اللوم والتعريض بجهة معينة, ووضح تكليف الفرد اتجاه هذه الأزمة ورسم خارطة طريق لعمل الدولة اتجاه هذه الكارثة.
وأما البيان الثاني كان لوصف علاج الحالة السياسية وتقديم خطة عمل للفرقاء السياسيين وذكر ما هو المتحتم عليهم فعله وان يكون هدفهم الوحيد هو إنقاذ العراق مما هو فيه وركز على قضية مهمة وهي تقديم التنازلات من أجل مصلحة العراق وان العملية السياسية لا تجري إلا من خلال جعل العراق أمام أعينهم في تقسيماتهم لمناصب السلطة.
وأما البيان الثالث فقد جاء لتذكير الإنسان المسلم والمؤمن بعلاقته مع ربه الذي هو مطلع عليه وعلى أعماله وانه سبحانه لا يغفل عن فعل الظالمين وإنما يمدهم في طغيانهم يعمهون وان الواجب علينا فعله في الأزمات هو العودة إلى الله تعالى وان لا نغفل عنه في مشاريعنا وغاياتنا وتوجهاتنا وان جعل رضا الله تعالى نصب أعيننا, لبيان العلاقة المهمة والمترابطة والمنسجمة فيما بيد العبد وربه في الحياة الدنيا وعلى مختلف الصعد والمستويات التي يعيشها الإنسان.
وباختصار فان البيانات الثلاثة الصادرة عن سماحته تمثل ثلاثية مهمة ومتكاملة في صياغة الحل وتقديم العلاج المتكامل للازمة الراهنة فالبيان الأول وضح بصورة جلية ما هو تكليف الفرد والأمة اتجاه الأحداث الجارية.
والبيان الثاني جاء لرسم خارطة الطريق وبيان تكليف القادة والقوة السياسية وأصحاب القرار والنفوذ في الحكومة العراقية وبيان دور المجتمع الدولي اتجاه الأحداث الجارية في العراق.
والبيان الثالث كان لبيان تكليف المجتمع والقادة السياسيين على حدٍ سواء وان لا نغفل عن المدد الإلهي وقدر الله تعالى على نصرنا وهو معنا أينما كنا, فيجب علينا أن نؤمن حقيقةً بذلك المدد الإلهي وان نعمل تحت رضاه وطاعته جل ذكره, وان لا نتبع أنفسنا الإمارة بالسوء التي تسهل لنا الظلم وارتكاب المعاصي والموبقات والابتعاد عن تأدية تكليفنا وواجبنا الشرعي.
وفي نظرة إجمالية للبيانات الثلاث نجد بأنها احتوت على عدة نقاط مهمة:
1- عنون سماحته البيان الأول تحت عنوان “رُبَّ ضارةٌ نافعةٌ.. سقوط الموصل” للإشارة إلى إن الضرر الذي لحق بنا جراء سقوط الموصل سوف يولد لنا منافع كثيرة منها توحد الخطاب الديني والسياسي والتوجه نحو معرفة العدو والخطر المحدق بناء, وفعلاً حصل ذلك ولمسنا ثماره في أيام قلائل فسرعان ما توجه القادة السياسيون إلى التنازل وترك الخلافات جانبا واخذوا يتباحثون الأوضاع الجارية بموضوعية عالية, وتوحدت مواقف أبناء البلد بكل أشكاله وألوانه من أجل الدفاع عن ارض الوطن.
2- التذكير بالأخطاء السابقة التي لم تعالجاها الحكومة، بل تتركها تتسع مما تولد أخطاء ومشاكل اكبر منها مما يصعب إيجاد الحلول لها، والأمثلة على ذلك كثيرة من أمثال محاسبة المقصرين والسُراق والفشل في إنجاح المشاريع الحيوية.
3- التذكير بان سبب نقص الخدمات وتعطيل مشاريع التنمية والصراعات السياسية على المناصب ولد لدى عموم الناس اليأس والإحباط من قيادات وزعامات السلطة الحالية مما جعل لعصابات الظلام
سهولة السيطرة على المدن، لان المواطن ضاق ذرعا من الوجوه السياسية الفاشلة والمتآمرة على البلد والتي لا هم لها سوى المكاسب والمصالح الضيقة.
4- التوضيح بان الأخطاء المتراكمة للسلطة الحاكمة وعدم المهنية للقادة الأمنيين هي السبب وراء سيطرة تلك الجماعات على محافظة الموصل، مما لا يخفى على المتابع البصير ضعف وضحالة بعض القيادات الأمنية وسهولة الحصول على رتب ومناصب في الأجهزة الأمنية لكتل أو جهات سياسية تحت اطر وعناوين مختلقة.
5- وذكر أيضاً بان تخلي اغلب الكتل السياسية الحاكمة وغير الحاكمة عن أخلاقيات المهنة وعدم الشعور بمسؤولية المواقع التي أتمنهم الشعب عليها، كان السبب وراء سيطرة الجماعات الإرهابية على تلك المدن ولو إنهم اتحدوا وتآزروا على نصرة البلد وعملوا من اجل شعبه لما وصل بنا الحال إلى ما هو عليه اليوم من التردي في جميع قطاعات الدولة.
6- دفاعه دام ظله عن بطولة أفراد الجيش العراقي وما يحمله الجندي من شجاعة وحب للوطن مما يجعل منه إن يفدي نفسه من اجل الحفاظ على امن الناس ويذّكر سماحته بالمواقف البطولية لبعض الأجهزة الأمنية الذين احتضنوا بعض الإرهابيين وتفجروا معهم وتطايرت أجزائهم الطيبة على الأرض كل ذلك فداءً ودفاعاً عن الوطن.
7- التذكير بأنه لابد من وضع حلول إستراتيجية لإنهاء أزمة العراق كلها بحيث يطمئن لها الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته وأعراقه، وهو مستعد دام ظله إلى أن يبدي استعداده لرسم خارطة واضحة المعالم تلك الإستراتيجية التي تؤمن لكل العراقيين وبجميع اتجاهاتهم وألوانهم العيش بسلام وآمان تحت سقف العراق الواحد المتحد أرضا وشعباً إذا ما طلبوا منه الزعماء السياسيون ذلك وعملوا على إنقاذ العراق من الهاوية التي يمر بها.
8- إشراك الجميع من علماء ورجال دين وقادة سياسيين وزعماء عشائر وأبناء الشعب كله بالمهمة الملقاة على عاتقة من وجوب التصدي للدفاع عن ارض الوطن والحفاظ على وحدة شعبه وأرضه وصد الهجمات الإرهابية التي تحاول أن تعصف بالبلد وتجره إلى الهاوية وان المسؤولية لا تُقصر على طائفة أو فئة أو مجموعة دون أخرى.
9- طمأنة الناس واستعادة ثقتها بقدرة وجاهزية أبناء قواتنا المسلحة على فرض الأمن في ربوع الوطن بكامله شريطة تعاوننا معهم والوقوف إلى جانبهم في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.
10- سد الباب أمام الفوضى التي ربما قد تحصل بسبب زعزعة الأوضاع الأمنية والموقف الواضح من إنكار تشكيل مجاميع مسلحة أو مليشيات والدعوة إلى تشكيل جيش رديف يساند قواتنا الأمنية تشرف على تجهيزه وإعداده الدولة ضمن الشروط المطلوبة ولابد إن يكون هذا الجيش صاحب عقيدة ومتحمس للدفاع عن مقدساته وأرضه وشعبة ولابد من إشراف قادة مهنيون عليه كما ولابد من إن يخضع هذا الجيش إلى أعلى المستويات من التدريب ويزود بمعدات متطورة تكون مهمته الحفاظ على المقدسات والمشاريع الحيوية في البلاد ومساند للقوات الأمنية في عملياتها اتجاه التصدي للزمر والأوكار الإرهابية.
11- في دعوته إلى تشكيل جيش رديف للقوات الأمنية فان سماحته يؤسس إلى بناء قواعد الدولة الحديثة والمتقدمة التي تأخذ مؤسساتها زمام المباركة ويكون الهدف منها هو الحفاظ على جميع أطياف الشعب العراقي مما يجعلهم يشعرون في الأمان والاطمئنان في وجود ذلك الجيش, وان سماحته يترفع عن الأنانية أو ألجهتيه في ذلك فهو قادر على إن يؤسس جيش يكون تابع له أو لمؤسسته السياسية يُعد بالآلاف وفي عموم محافظات العراق ويُحسب النصر والغلبة له لا انه دام ظله لا يُريد أن يؤسس إلى مثل هكذا أفكار وتوجهات بل انه يُريد إن يؤصل ويقعد ويشيد أركان دولة تحفظ للجميع العيش الكريم ولا تميز بين أبنائها على حساب جهة أو طائفة دون أخرى.
12- لم يغفل سماحته عن المدد والقدرة الإلهية في نصرة المؤمنين وأهمية الارتباط الروحي بين الفرد وربه فقد دعا سماحته في ختام البيان إلى إن يتوجه المؤمنون إلى قراءة دعاء أهل الثغور لنصرة إخوانهم ومجاهديهم في ساحلات القتال، وهو من أدعية الإمام زين العابدين عليه السلام الذي كان يدعو به لنصرة المسلمين في حربهم مع الأعداء.
13- وختم البيان الأول بالدعاء إلى المجاهدين بالغلبة والى الشهداء بالفوز بالجنة والى الجرحى بالشفاء العاجل ولم يغفل سماحته عن ذكر العوائل التي تعرضت إلى التهجير وترك منازلهم من الدعاء لهم بالرجوع إلى أوطانهم وديارهم سالمين أمنين وان يحرسهم الله تعالى بعينه التي لا تنام انه نعم المولى ونعم النصير.
14- بدء البيان الثاني في الإيمان بوقع الحال وانه لا بد من الحوار والقبول بالتنازلات العادلة من قبل السياسيين لأجل النجاح في مواجه الأزمة الراهنة والمحافظة على وحدة العراق.
15- الإشادة بالجهود المبذولة من قبل مفوضية الانتخابات وسرعة الإعلان عن مصادقتها على النتائج والتي سدت الباب أمام من يريد إرجاع العراق إلى المربع الأول من خلال المطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ وطني فاقدة للشرعية بمشاركة حزب البعث المحظور.
16- توجيه أصحاب الكتل الفائزة إلى استثمار هذه النتائج من أجل خدمة العراق والنظر إليه بنظرة أبويه تستقطب الجميع وان يكون العمل على أساس وحدة العراق وشعبه وان نخدم أبنائه في كل طوائفهم وأديانهم ومعتقداتهم وألوانهم وأيدلوجياتهم بالمساواة على أساس المواطنة لا غير وهو المشروع الوحيد الذي ينقذ العراق اليوم لأن التعامل على أساس الطائفة أو المذهب تعامل خاطئ وسيئ يعصف بالبلد ويعيده إلى الصراعات الطائفية التي قد جرب الشعب ويلاتها قبل سنوات.
17- طمئنت جميع الشرائح الموجودة في البلاد ولم يفرق بينهم على أساس الطائفة أو الدين أو القومية وان يكون التعامل معهم على أساس أنهم أبناء هذا الوطن ومن حقهم المطالبة بعيش كريم وإنهم ليسوا دخلاء عليه.
18- بيان الطريق الموصل لحل الأزمة السياسية الراهنة الذي يكون من خلال بدء حوار شفاف وصادق بين الكتل السياسية وفق الخارطة الانتخابية الجديدة التي رسمتها لنا نتائج الانتخابات وان تتنازل الكتل عن بعض استحقاقاتها وعن بعض مناصبها من أجل الشعب والوطن, وعندما يكون التنازل من أجل الوطن فسوف تذلل الصعاب وترتفع جميع تلك الحواجز التي تعقد سير العملية السياسية, وعلى الكتل الفائزة التي اختيرت من قبل الشعب لكي تكون ممثلة له, أن تقوده نحو الأمام وان تسعى سعي جاد من أجل تحقيق متطلباته التي يريدها وان لا تبذر بدماء العراقيين من أجل الحفاظ على منصب معين.
19- التأكيد على إن هذا الحوار لا يمكن إن يكون أو أن تقبل الكتل السياسية بالتنازلات إلا إذا كان تحت رعاية وخيمة جهة مسؤولة كبيرة تحظى برضا الشعب وباحترام القادة السياسيين وهي المرجعية الدينية بما تحمل من القدسية والأبوية والرعاية التامة لحفظ حقوق جميع العراقيين بالإضافة إلى ممثلية الأمم المتحدة بما تمثله من طابع رسمي ودولي يضفي على العملية الصبغة الرسمية والمقبولية الدولية لدى الرأي العام, وبما تحمله من موضوعية وحيادية وخبرة عالية في إدارة الأزمات, على إن يكون هذا الحوار في أسرع وقت ممكن لأن الوضع المأساوي الذي يجري في العراق لا يقبل التأجيل أو التأخير.
20- تذكير رؤساء الكتل السياسية وأصحاب القرار على أن الاحتراب والقتل وتجييش كل جهة فئات من الشباب لصالحها لا ينفع أحداً ولا يصب في تقدم العراق وليس هو الحل الصحيح في إدارة البلاد.
21- التحذير من إن الصراعات التي تجري في العراق تعطي الذريعة إلى دول الجوار في التدخل في شؤون البلاد من أجل الحفاظ على مصالحها وتنفيذ أجنداتها على ارض العراق وتكون ساحته حلبةلتصفية حسابات وصراعات دول مختلفة على مصالح سياسية وإقليمية.
22- كشف اللثام عن المجموعات الإرهابية وعن الجهة التي تقف وراءها مؤكداً بان هذه التنظيمات ماهية إلا أداة وآلة بيد جهات ودول تعمل من أجل فرض سيطرتها في المنطقة وهيمنتها على دول معينة.
23- ختم البيان الثاني بالتأكيد على إن تطويق الإرهاب وإفشال مخططاته المعادية للعراق وشعبه لا تكون بالطرق الوحشية أو القتل والتهجير وإنما تكون بالتوحد والتكاتف والوقوف صفاً واحداً من أجل الانتقال بالعملية السياسية إلى حالة صحية يطمئن لها الجميع وان يشعر بها الشعب العراقي هي الملاذ الآمن والوحيد له وهي الطريقة الوحيدة التي من خلالها يستطيع الفرد إن يحصل على مبتغاه ومراده, وان هذا ليس محالاً فيما إذا توفرت الإرادة الجدية والإخلاص في العمل من أجل الوطن والشعب, لكي لا يلجئ الشعب في تحقيق مطالبه إلى جهات مجهولة ودول مجاورة كل همها هو خراب البلاد والعمل على إضعافه.
24- بدء البيان الثالث وهو المرحلة التكاملية في الخلاص من الأزمة الراهنة, بالقول بأنه يوجد هنالك موعظة تهدي الفرد إلى الحق تختلف عن غيرها من التكاليف التي ابلغها الله تعالى لأنبيائه ورسله, فان سيد المرسلين يقول لأصاحبه بان هنالك أمر واحد إذا سرنا عليه فسوف نحظى بالفوز الكبير الذي أراده الله تعالى لنا وهو الاعتراف بالأخطاء أمام الله تعالى وان نقوم لله تعالى ونتضرع إليه مثنى وفرادى وبعد الاعتراف والعزلة مع الله والرجوع إليه سوف نهتدي الى الحق. وان لا نغفل عن المهمة الأساسية التي خلق الله تعالى العباد من أجلها ألا وهي العبادة قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).وهنالك أمر أخر مهم أيضا يكون بمثابة ثمرة ذلك القيام والتوجه لله تعالى, وهو التفكر الذي يحافظ على إرادة الإنسان من الانحراف ويحمل الفرد المسؤولية أمام الله تعالى فيما يختاره بما يملي عليه العقل لأنه هو النبي الباطني الذي يهدي الإنسان إلى الحق والى الطريق السوي الذي أراده له خالقه جل ذكره السير عليه.
25- تشير الآية المباركة إلى ثلاث مستويات وعناصر في صنع البيئة الصالحة والمتكاملة في هداية الفرد والمجتمع فالمستوى الأول الوعظ الذي يفهم من قوله تعالى القيام فرادى. والمستوى الثاني القبول بالنصيحة من الآخرين وهو قوله تعالى مثنى. والمستوى الثالث التوفيق والسداد ومعرفة الحق والعمل به التي هي ثمرة القيام لله سبحانه وتعالى.
26- تعتبر هذه المستويات الثلاث قاعدة أساسية في معرفة نوع الحركة والاتجاه الذي يمكنه إن يقود الأمة إلى الأمام وان يكون هو الملاذ الحقيقي لحل المشاكل التي تواجه البلاد, والابتعاد عن أصحاب المواقف الارتجالية والانفعالية والعاطفية التي توقع صاحبها في منزلقات خطيرة والتي أوقعت العراق في كثير من المتاهات والصدامات.
27- التأكيد على الموضوع الرئيسي الذي يدور الكلام عنه في البيان الثالث من إن على الأمة الرجوع إلى الله تعالى وإعلان التوبة والتضرع له سبحانه وان تتخلى الأمة عن الشهوات والرذائل وان تكسر
أغلال التعصب والجهل والميول الذي يعصف بنا إلى المجهول بسبب ارتكاب الظلم والانحراف وان لا حل إلا بالعودة إلى الله تعالى.
28- على الفرد والأمة الخضوع والاقتناع التام بان في العودة إلى لله سبحانه سوف تنجلي عنا كل الهموم والتبعات وأما البقاء في الجهل والعمى فانه لا يولد إلا التخبط والوقوع في الأزمة تلو الأخرى وبالتالي الوقوع بيد من لا يرحم من القوة الكافرة والمعادية للنوع البشري بدأ بالشيطان وانتهاءً بأمريكا وإسرائيل وحلفاءهم.
29- الإخلاص في العمل وتحديد الهدف الأساسي لكي ننجح في التخلص من الأزمة وأما إذا كان العمل هدفه الهوى ورضا النفس والتعصبات الحزبية أو ألجهتيه فانه لا حل ولا خلاص للازمة وسوف يتركنا الله تعالى نعاني من هول المصاب ونتخبط في حل الأزمات.
30- توضيح معنى المراد من القيام والعودة إلى الله سبحانه وهو يعني إن يٌعمل الفرد عقله وفكره في الخلاص من الأزمة التي يمر بها وان الله سوف يساعده ويهديه إلى الحل ويرشده إلى الطريق الصحيح في التعامل مع الكارثة التي تحل به وان يعترف العبد بان لا مصير لحل أي أزمة إلا بإرادة الله تعالى.
31- من نتائج القيام لله تعالى والتفكير هو أن تصبح لصاحب الفكر والعقل بصيرة وبعد نظر ولا ينساق وراء العامة أو يزعزع إيمانه ضجيج الجماهير في توجههم نحو أمر معين ففي الغالب يكون سير الجمهور بعيد عن الصواب ويوقع الإنسان في التهلكة ويبعده عن الصواب الذي يرسمه له العقل والتفكير, فان صاحب العقل والمفكر هو الذي يقود الناس في الأزمات ولا يعتمد على الجماهير في توضيح خارطة الطريق له, وهذه من ثمار القيام لله.
32- استثمار الآيات المباركة التي أودعها الله تعالى في كتابه لكي تأخذ بأيدينا إلى بر الأمان وان نعمل على تطبيقها بصدق وإخلاص وان نؤمن إيمان قاطع بان الله تعالى هو صاحب القوة المتين وإننا نستمد العون والقوة منه وان نلتجئ إليه في الأزمات والمحن التي تعصف بنا كما هو واضح في أدعية المعصومين عليهم السلام في كل الحالات من المرض والهم والحزن والقتال وغيرها من الأدعية التي تبين قدرة الله تعالى على إخراج العبد والمجتمع من الظلمات إلى النور بلمح البصر.
33- ذم استجداء العون من قبل الجهات الرسمية من قوة وجهات ظلامية وظالمة ابعد ما تكون عن خدمة به التي هي ثمرة القيام لله سبحانه وتعالى.
26- تعتبر هذه المستويات الثلاث قاعدة أساسية في معرفة نوع الحركة والاتجاه الذي يمكنه إن يقود الأمة إلى الأمام وان يكون هو الملاذ الحقيقي لحل المشاكل التي تواجه البلاد, والابتعاد عن أصحاب المواقف الارتجالية والانفعالية والعاطفية التي توقع صاحبها في منزلقات خطيرة والتي أوقعت العراق في كثير من المتاهات والصدامات.
27- التأكيد على الموضوع الرئيسي الذي يدور الكلام عنه في البيان الثالث من إن على الأمة الرجوع إلى الله تعالى وإعلان التوبة والتضرع له سبحانه وان تتخلى الأمة عن الشهوات والرذائل وان تكسر
أغلال التعصب والجهل والميول الذي يعصف بنا إلى المجهول بسبب ارتكاب الظلم والانحراف وان لا حل إلا بالعودة إلى الله تعالى.
28- على الفرد والأمة الخضوع والاقتناع التام بان في العودة إلى لله سبحانه سوف تنجلي عنا كل الهموم والتبعات وأما البقاء في الجهل والعمى فانه لا يولد إلا التخبط والوقوع في الأزمة تلو الأخرى وبالتالي الوقوع بيد من لا يرحم من القوة الكافرة والمعادية للنوع البشري بدأ بالشيطان وانتهاءً بأمريكا وإسرائيل وحلفاءهم.
29- الإخلاص في العمل وتحديد الهدف الأساسي لكي ننجح في التخلص من الأزمة وأما إذا كان العمل هدفه الهوى ورضا النفس والتعصبات الحزبية أو ألجهتيه فانه لا حل ولا خلاص للازمة وسوف يتركنا الله تعالى نعاني من هول المصاب ونتخبط في حل الأزمات.
30- توضيح معنى المراد من القيام والعودة إلى الله سبحانه وهو يعني إن يٌعمل الفرد عقله وفكره في الخلاص من الأزمة التي يمر بها وان الله سوف يساعده ويهديه إلى الحل ويرشده إلى الطريق الصحيح في التعامل مع الكارثة التي تحل به وان يعترف العبد بان لا مصير لحل أي أزمة إلا بإرادة الله تعالى.
31- من نتائج القيام لله تعالى والتفكير هو أن تصبح لصاحب الفكر والعقل بصيرة وبعد نظر ولا ينساق وراء العامة أو يزعزع إيمانه ضجيج الجماهير في توجههم نحو أمر معين ففي الغالب يكون سير الجمهور بعيد عن الصواب ويوقع الإنسان في التهلكة ويبعده عن الصواب الذي يرسمه له العقل والتفكير, فان صاحب العقل والمفكر هو الذي يقود الناس في الأزمات ولا يعتمد على الجماهير في توضيح خارطة الطريق له, وهذه من ثمار القيام لله.
32- استثمار الآيات المباركة التي أودعها الله تعالى في كتابه لكي تأخذ بأيدينا إلى بر الأمان وان نعمل على تطبيقها بصدق وإخلاص وان نؤمن إيمان قاطع بان الله تعالى هو صاحب القوة المتين وإننا نستمد العون والقوة منه وان نلتجئ إليه في الأزمات والمحن التي تعصف بنا كما هو واضح في أدعية المعصومين عليهم السلام في كل الحالات من المرض والهم والحزن والقتال وغيرها من الأدعية التي تبين قدرة الله تعالى على إخراج العبد والمجتمع من الظلمات إلى النور بلمح البصر.
33- ذم استجداء العون من قبل الجهات الرسمية من قوة وجهات ظلامية وظالمة ابعد ما تكون عن خدمة المجتمع من دون غايات مادية أو تنفيذ سياسات لصالحها مقابل أي عمل تقوم به, ونغفل عن قدرة الله سبحانه الذي بيده كل شي وبيده مقاليد السماوات والأرض, وهاهي قد تخلت عنهم أمريكا ولم تقم بأي عمل بمواجه الإرهاب الذي تدعي بأنها تحاربه في المنطقة كما تتبجح به في الإعلام.
34- التأكيد على الالتزام بالمعادلة الإلهية الطبيعية في حياة المجتمع فان الله تعالى قد كلف العباد بتكاليف عدة ومن أبرزها هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وان قياداتنا ورموزنا الدينية قد
امتنعت عن تأدية تلك الوظيفة الإلهية المباركة وبدلاً عن ذلك فإنها وقفت ضد تشريعات وقوانين الله تعالى ومن أبرزها وقوف كتل ومكونات دينية وسياسية بوجه إقرار القانون الجعفري وقد حذرهم سماحة المرجع اليعقوبي من إن الوقوف بوجه شرع الله تعالى سوف يوقعكم بعدة ابتلاءات من ضمنها تسلط قوة الظلم والشر على رقابكم, وبالفعل وقع ذلك التخوف, وفي ليلة وضحاها أصبح ساسة البلد في منزلق خطير جداً وهم من يتحمل المسؤولية عن كل ما يحدث في العراق من خراب ودمار وإرهاب.
35- توعية المؤمنين وتذكيرهم بان لا يغفلوا في الأزمات عن إمام زمانهم والدعاء له بالفرج والظهور والنصر, واستشعار وجوده بيننا عجل الله تعالى فرجه وانه هو المرتقب لإحياء الملة والشريعة وهو المدافع عن الإسلام والمسلمين, وان نعود لله تعالى ونعمل في سبيله وان نجعل من الأزمات التي تمر بنا جرس إنذار من اجل الرجوع له سبحانه وللعمل الصالح وان لا نجعلها نقمة وعذاب ويئس وخضوع وخنوع للظلم والاضطهاد.
36- وختم بيانه الثلاث في شرح عنوان البيان الأول مما يشعرك بأهمية تلك البيانات الثلاث في فهم وعلاج الأزمة الراهنة, فقد ذكر بان المنفعة التي حصلنا عليها هي أعادت تذكير الناس بإمام زمانهم والدعاء له بالظهور, ومنها التفاف الناس حول مرجعيتهم الدينية والطاعة العمياء لها التي هدمت مشاريع من حاول إن يفكك بين المجتمع والمرجعية الدينية, وبيان المسؤولية الملاقاة على عاتق المرجعية جرى طاعة الناس لها, فعلى المرجعية الدينية تحمل تلك المسؤولية والقيام بإصلاح المجتمع بكل مستوياته وأشكاله, ومنها انبعاث الروح الوطنية بعد إن ضاعت في هوس الانتماءات القومية والطائفية, ومنها صحوة القادة السياسيين من سكر المغانم التي انهمكوا لجمعها وتركوا هم الوطن جانباً وغيرها من المنافع التي يحتاج إلى جهات حكيمة وصالحة لكي تستثمرها بشكل صحيح من أجل أن توحد بين أبناء هذا البلد وتعمل من أجل سعادة أبناءه وتقدم ونمو هذا البلد العظيم.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين.