20 مايو، 2024 3:27 م
Search
Close this search box.

ثلاثينيات القرن الماضي في رواية ذو النّون أيوب

Facebook
Twitter
LinkedIn

يختتم الروائي ذو النّون أيوب روايته (حوراء ) والتي كتبها في فينا عام 1986 ، يختتم هذه الرواية بمقولة لأحد أبطالها وهو الشيخ عبد السميع حين يطرق الشيخ إطراقة عميقة وعندما يرفع رأسه يقول (سنقاسي جميعا طوال نصف قرن حتى تشرق شمس جديدة ولذلك لابد أن نكون مهيئين لحماية عالم النور من عالم الظلام )، إن أحداث هذه الرواية والتي أتت بفصول خمس يقع زمنها في الثلاثين من القرن الماضي وقد كتبها المؤلف كما ذكر في مقدمته تكريما للمرأة وكذلك ضمنا تكريما للرجال الذين يسلكون طريق الإيمان والحق ، ففي فصلها الأول (آدم عصري وحواء وراء حجاب ) يتخذ المؤلف من بغداد مكانا معلوما لأحداث روايته في مكان من بغداد تقع فيه محطة باصات الأجرة ومن هذا المكان في الباب الشرقي يبدأ الروائي ذو النّون أيوب خطواته الأولى نحو البدء بتقديم أبطاله فبطل الرواية الرئيس ( سامي ) والذي ذهب في الفترة الأولى من الثلاثينيات ذهب لباريس لتلقي علوم الطب وبعد إستكماله لعلومه وتخرجه لم ترق له بعد ذلك الحياة هناك أو على الأرجح لم تتماش مع تطلعاته وعقيدته ورؤيته للحياة لذلك إتخذ قراره بالعودة لبلاده العراق رغم المغريات المتنوعة التي أغرت العديد من طالبي العلم ،
وكما ذكرنا فمن خلال مكان وقوف الباصات في منطقة الباب الشرقي يبدأ (سامي ) في رصد الحياة الإجتماعية لتلك المرحلة بعد قدومه لبلاده ومنها الإهتمام المفرط للرجال في بغداد بأناقتهم سواء عند إرتداءهم للملابس الغربية أو إرتداءهم للملابس الشعبية وكذا بالنسبة للمرأة وأناقتها وحسن إستخدام عباءتها وخمارها وتشاء الصدف ومن خلال أحد الباصات أن يتعرف على أحد الفتيات عند ذهابه عن طريق الباص إلى أحد البيوت البغدادية التي تقيم جلسات أدبية وفكرية أسبوعيا ويشترك بها الجنسان في البيت الذي أسماه في الرواية بيت (أبو جني ) فيجد في هذا المجلس خليطا غير متجانس في الأفكار والعمل والإتجاهات ولكن هولاء تجمعهم مزيه واحدة هي إحترامهم للرأي الآخر وصداقتهم المفرطة بعض للبعض ، وشاءت الصدفة أيضا أن تكون تلك الفتاة التي رأها في باص الأجرة أحدى المترددات على حضور تلك الجلسات في دار (أبو جني ) وهي إشارة أرادها الروائي الى حجم ونوعية الحركة الثقافية والفكرية والأدبية في العراق خلال الثلاثينات والإشارة الى وجود مجالس أخرى متخصصة في شأن الفن وهكذا يدخل(سامي ) مصحوبا بأقرانه المتواجدين أسبوعيا ضمن حلقات النقاش تلك ويبرز الروائي ذو النون أيوب الدور الكبير للمرأة العراقية أثناء تلك الفترة وطرحها الذي يعبر عن إدراكها لمسألة أين تقف المرأة في عملية البناء ثم إدراكها لما لها وما عليها ويشير الروائي في روايته تلك وعبر بطل الرواية سامي بأن المرأة العربية تتمتع بطراز عجيب لأنها قوية الحجة ورغم قوة حجتها يتلبسها الحرج وتتعمق فيها المهابة ، وهنا لسنا بصدد تقديم متكامل للرواية لنترك ذلك للقارئ  للإستمتاع بأحد الروايات الجميلة ولكن لابد أن نعرج على أهم المقومات في هذا العمل ومنها إستخدام اللغة البسيطة ذات الشد السردي وكذلك الحبكة المنظمة والنقد المزدوج للحياة الإجتماعية خلال مرحلة الثلاثينيات وكذا ماآل اليه المؤلف حول هجرة اليهود من العراق ورغبة العديد منهم في رفض هذه الهجرة ،

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب