23 ديسمبر، 2024 8:04 م

ثلاثة وثلاثة = هلاك العراق وشعبه

ثلاثة وثلاثة = هلاك العراق وشعبه

سُئِلَ الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” :
(ما يفسد أمر القوم يا علي ؟ قال : ثﻼثة و ثﻼثة : وضع الصغير مكان الكبير ، وضع الجاهل مكان العالم، وضع التابع في القيادة ، فويل ﻷمة مالها عند بخﻼئها .. و سيوفها بيد جبنائها .. و صغارها وﻻتها)
ونحن إذا تأملنا في هذا الكلام النوراني لسيد البلغاء والمتكلمين نجده يحكي عن الواقع العراقي المعاش ، فالصغير احتل مكان الكبير ، وتقمَّص الجاهلُ ومن لا يمتلك العلم ، ولا الأثر العلمي ، ولا مؤهلات الزعامة ، ولا مقومات التوجيه ، والإرشاد ، والتشخيص السليم ، والقراءة الدقيقة ، ووضع الحلول الناجعة ، تقمَّص مكان العالِم ، بل عمد على تهميش وإقصاء وقمع العالِم الحقيقي الواقعي…، وتربع على عرش القيادة والقرار والتحكم في مصير الوطن ، التابع العميل الذليل الذي يعمل لجهات ودول خارجية وعلى رأسها إيران ، وصارت أموال البلد وخيراته وثرواته بيد السُرّاق الذين يحتكرون الأموال لهم ولحاشيتهم وبطانتهم ، ويمنعونها عن الشعب ، وأما السلاح فحدث ولا حرج ، تلاقفته الميليشيات والقوى التكفيرية ، التي لا تستقوي إلا على أبناء عراق الرافدين ، فهم جبناء أمام أعداء العراق و”الدواعش” ينهزمون كالنعاج ، وما حدث في الموصل وما تبعها من هزائم وانكسارات خير دليل ، وهم وحوش كواسر مع العراقيين حيث مارسوا معهم أبشع أنواع الجرائم ، وأما الصبيان والغلمان فصاروا هم الولاة …وهم زعماء الكتل والأحزاب والمليشيات والتحالفات… وهم من يتحكمون في مصير العراق وشعبه ، هذه العناصر الثلاثة والثلاثة هي التي ساقت البلاد والعباد من سيء إلى أسوأ …وأسوأ…وأسوأ …وأخطر …وأهول ، فحلَّ الويل والثبور والهلاك كما قال أمير المؤمنين “عليه السلام” ، وفي نفس السياق كشف المرجع الصرخي الحسني عن أسباب التدهور والضياع الذي حل بالوطن والموطن مُحَمِّلا الناس مسؤولية ذلك بقوله :
((لماذا وصلنا لهذا الحال ؟! لأننا أغبياء, لأننا جهلاء, لأننا بلداء, سلطنا الفاسد المفسد القبيح, صدقنا بالكاذب, صدقنا بالمنتفع والانتهازي وبقينا ندافع عنه, وسنبقى ندافع عنه, بعنا أخرتنا بدنيا هذا الانتهازي والمنتفع, المدعي للمرجعية, صاحب المرجعية الإعلامية التي لا حقيقة لها من العلم ولا حظ لها من العلم ، لا تمتلك لا من الفقه ، ولا من الأصول ، ولا من أي شيء من العلم ، لا في الفقه ولا في الأصول ولا في التاريخ ولا في العقائد ولا في التفسير ولا في الحديث ولا في الرجال ، لا تمتلك أي شيء فقط ادعاءات إعلامية ، فقط ادعاءات من أناس منتفعين يقبضون الدينار ويشهدون بعلمية هذا أو باجتهاد هذا ، يكذبون على الناس مقابل بعض المال ، مقابل الفتات ، نبقى نصدق بهذا وبذاك ، نبقى في هذا الحال والى أسوأ حال ، ونحن ندافع عن هذا لأنه يمثل المذهب ، يمثل الطائفة ، ينتصر به المذهب ، وماذا حصل للمذهب غير التشويه والتشويش والطعن والتنفير؟! كل الجرائم صارت ترتكب باسم مذهب أهل البيت “سلام الله عليهم” ، كما إن الجرائم هناك ترتكب باسم مذهب أهل السنة ، باسم مذهب الخليفة الأول أو الثاني أو الثالث ، أو باسم منهج أم المؤمنين عائشة ، كما هنا باسم الحسين باسم علي بن أبي طالب “عليهم السلام” , هذه ضلالة ، هذا فساد ، هذه شيطنة ، هذا قبح..))