هذا الموضوع ترجمته من جريدة الفيكاروا الفرنسية ليوم 8/3/ 2017، والسبب لأضع امام الحكومة العراقية، ومجلس النواب، والشعب العراقي،ان الكويت تعمل بكل طاقتها لوضع اليد على الحدود البحرية العراقية والحدود البرية التي استولت عليها في عملية قرصنة شاركت بها الامم المتّحدة / مجلس الأمن ومن ثم كل الحكومات العميلة التي جاءت بعد الاحتلال الاميركي عام 2003 وهي تعمل بأقصى سرعة لتثبيت الامر الواقع على الجغرافية والتاريخ، في حين ان المسؤوليين السياسيين والأحزاب الاسلامية غافلة اما عن غباء، او عن عمد ومشاركين في هذه الجريمة ولا استغرب انهم قبضوا الثمن جميعا وبالدولار الاميركي!
تقوم الكويت ببناء أحد أطول الجسور في العالم لربط العاصمة بشمالها النائي حيث يقع مشروع مدينة الحرير التي تخطط الحكومة لضخ مليارات الدولارات فيها؛ أملاً في إحياء روح طريق الحرير التجاري التاريخي؟! وجلب استثمارات كبيرة ستدر ارباحا هائلة، وتتطلع الكويت، الغنية بالنفط إلى تحويل منطقة الصبية، الواقعة في أقصى شمالها قرب الحدود العراقية، إلى منطقة حرة ضخمة تربط الخليج بوسط آسيا وأوروبا بتكلفة تقدر بمليارات الدولارات.
ويبلغ طول جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير البلاد السابق الذي توفي في يناير/كانون الثاني عام 2006، نحو 36 كم معظمها فوق البحر، ويعتبر رابع أطول جسر في العالم.
ويفترض أن يقلص الجسر البحري زمن القيادة بين مدينة الكويت ومنطقة الصبية من 90 دقيقة حالياً إلى ما بين 20 أو 25 دقيقة. وبينما يتوقع أن تبلغ قيمة الاستثمارات في مشروع مدينة الحرير نحو 100 مليار دولار، فإن تكلفة عملية بناء الجسر التي دخلت مراحلها الأخيرة، تقدر بنحو 3 مليار دولار.
تطلب المشروع بناء اثنين من الجزر الاصطناعية على خط سير الجسر. ويدعم الجسر إلى منطقة الصبية 1500 من دعامات. ( ركائز ) والتي يبلغ قطر كل دعامة إلى ثلاثة أمتار، وقد ثُبّت بعض الركائز على عمق 72 مترا في قاع البحر، “رقما قياسيا عالميا” ويبلغ ارتفاع الجسر عن سطح البحر بين 9 أمتار و23 متراً، وفقا لمي المسعد، واضافت، يتكون مشروع العمل 80٪ من 960 عارضة مسبقة الصنع (الجاهزة) بمساحة 40-60 متر لكل منهما. بتكلفة 904 مليون دينار (2.8 مليار يورو) يتم بناء الجسر من قبل المجموعة العملاقة شركة هيونداي للهندسة والبناء من كوريا الجنوبية، في حين أن شركة اخرى من كوريا الجنوبية ايضا، “جي إس للهندسة والبناء”، تنجز القسم الثاني من المشروع. واعتمدت الكويت لتمويل هذا المشروع، على الصندوق السيادي 600 مليار دولار، وقد خصصت الدولة 115 مليار دولار من هذا المبلغ، للاستثمارات ضمن خطتها التنموية الخمسية.
ويضم مشروع بالاضافة الى بناء الجسر الرئيسي الرابط بين مدينة الكويت ومنطقة الصبية، فرعاً آخر إلى جهة الغرب يُعرف باسم وصلة الدوحة. ويبدأ الجسران من ميناء الشويخ، حيث المرفأ الرئيسي في الكويت.
يوضح السيد أحمد حسن، أحد كبار موظفي وزارة الأشغال العامة، أن هذا الجسر الاستراتيجي هو لنجاح مشروع مدينة الحرير، للتجارة الحرة بين اسيا الوسطى وأوروبا، ولهذا تقوم الكويت باحياء الطريق الحرير الأسطوري، ومد شبكة طرق حديثة لتسهيل التجارة بين الشرق والغرب، فقد مرت منه في الماضي ولقرون عديدة الكثير من السلع، بما في ذلك الحرير.
مدينة الحرير Silk City
كما أطلقت الحكومة الكويتية في عام 2015 مشروع مدينة الحرير، وكان المبلغ المطلوب لإنشائها يصل الى 95 مليارد اورو من الاستثمارات وعلى مساحة الآلاف الكيلومترات المربعة، في منطقة الصبية وهي غير مأهولة وينبغي ان تستخدم كمنطقة حرة لتطوير التجارة، وايضاً تكون منصة اقتصادية لشمال الخليج العربي وهي واحدة من أكثر المناطق حيوية في العالم . ووفقا للمشروع الاولي، مدينة الحرير (Silk City) تستطيع استيعاب 700,000 ألف شخص في مدينة سكنية متكاملة، ستكون جاهزة في حدود عام 2030 ومن المتوقع ان يتوسطها برج ارتفاعه يصل الى 101 متر، وتحتوي على شركات ومؤسسات ضخمة للتبادل التجاري، وخطة التنمية تتضمن إقامة مرفأ بجزيرة بوبيان القريبة، حيث تم بناء بالفعل محطّة كهربائية لتوليد طاقة من 5000 ميغاواط، وهي جاهزة للتشغيل. وفي المخطط الرئيسي، انشاء 5 جزر كويتية تقع بالقرب من شواطيء العراق.
ومن المقرر أن ينتهي العمل بفرعي المشروع في نوفمبر/تشرين الثاني العام المقبل، حسبما أفادت المهندسة مي المسعد العاملة في المشروع. وتقول المسعد إن الأعمال في المشروع وصلت إلى نسبة 73 في المائة ونحن نأمل أن ننتهي من الأعمال في الوقت المحدد.