21 ديسمبر، 2024 11:06 ص

ثلاثة محاور لمواجهة المشروع الايراني

ثلاثة محاور لمواجهة المشروع الايراني

لايزال المشروع الايراني وفق المخطط المرسوم له في طهران، ماض على قدم و ساق وليس هناك في المنطقة القوة و الجهد المناسب الذي بإمکانه إيقافه و رد کيده لنحره، خصوصا وان الاحداث و تطورات الامور تسير بسياق يتفق او يتطابق الى حد ما مع مرامي و مبتغيات هذا نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، غير إنه وفي نفس الوقت فإن التطورات الاخيرة على الاصعدة الايرانية و الاقليمية و الدولية، يمکن أن تشکل في النتيجة لو سارت الامور على مايرام، عقبة کأداء أمام المشروع الايراني، خصوصا الاحداث المتعلقة بالداخل الايراني التي باتت تشهد تحرکات و نشاطات إحتجاجية غير مسبوقة و کذلك بالنسبة للاوضاع في المنطقة و الموقف الدولي ولاسيما الامريکي من إيران، کما أن عودة منظمة مجاهدي خلق للواجهة بعد أن نجحت ليس في تخطي عقبة قائمة الارهاب الامريکية فقط وانما العديد من العقبات الاخرى نظير العلاقات مع شعوب و دول المنطقة، سيشکل من دون أدنى شك قلقا و أرقا يقض دائما من أرق طهران.
الصراعات الملفتة للنظر على السلطة من قبل التيارات المختلفة في النظام الايراني، وکذلك التبعات الثقيلة جدا للإتفاق النووي و الذي يلقي بظلاله بقوة على مختلف الاوضاع في إيران و بالاخص إحتمالات المواجهة بين أجنحة النظام و التي تعتقد العديد من الاوساط السياسية بأنها واردة جدا، والاوضاع الاقتصادية بالغة السوء للنظام خصوصا فيما يتعلق بالفساد الذي ينخر النظام بقوة و صار يشکل تهديدا على متقبل النظام بإعتراف قادة و مسٶولين إيرانيين و الوضع الآيل للإنفجار، کل هذه الازمات تثقل من کاهل النظام و تضعفه يوما بعد آخر.
هذا الضعف الذي يدب في کيان النظام القائم في إيران لايجب أن تکتفي دول المنطقة بالتأمل فيه أو إنتظار ماسيحدث فيما بعد، وانما يجب أن تسعى لإيجاد منإ ما کي تقوم بدور فيها حتى تتمکن ليس من مواجهة المشروع الايراني فقط وانما زعزعته من مصدره في طهران، و في الوقت الذي يسعى فيه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و بکل همة و نشاط لکي يکون له دور اساسي في إدارة ثلاثة محاور مهمة و حساسة قد يکون من شأنها أن تحدد مصير النظام و مستقبل إيران، هذه المحاور الثلاثة التي لو تمعنا فيها لوجدناها بأنها بالغة الاهمية و الحساسية و الخطورة على النظام الايراني وتتجسد في:
ـ محور إنتهاك حقوق الانسان من جانب السلطات الايرانية التي لها حساسية مفرطة من مجرد إثارة هذا الموضوع خصوصا وإنها تسخر من مبادئ حقوق الانسان ولاتعترف بها و تعتبرها ورقة ضغط ضدها، وتشير اوساط واسعة الاطلاع بخصوص الشأن الايراني أن إدارة المقاومة الايرانية لهذا المحور يختلف تماما عما کان عليه الامر خلال العقود الثلاثة و النصف المنصرمة وبالاخص وان المقاومة تسعى و بکل جهدها من أجل إحالة ملف إنتهاك حقوق الانسان الى مجلس الامن الدولي خصوصا بعد أن حاز النظام على المرکز الاول عالميا في تنفيذ الاعدامات.
ـ محور تنظيم الحرکات الشعبية الاحتجاجية ضد الاوضاع الاقتصادية الوخيمة جدا و دفع هذه الحرکات الشعبية بإتجاه مظاهرات سياسية في مختلف قطاعات الشعب الايراني، ومن يتتبع الاوضاع في إيران يجد بأنه لايکاد أن يمر يوما من دون نشاطات و تحرکات إحتجاجية من جانب الشعب الايراني في سائر أرجاء إيران، لکن المميز و الجديد هو نشوء حراك شعبي يطالب بفتح ملف مجزرة عام 1988.
ـ محور الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بإعتباره ممثلا عن الشعب الايراني و المعارضة و البديل للنظام الدموي القائم، والذي صار يلقي تفهما ملفتا للنظر سوءا على الصعيد الدولي أم الاقليمي.
المطروح الان على بساط البحث بالنسبة لشعوب و دول المنطقة هو أن تدقق في مصالحها و خياراتها بالنسبة لکلا طرفي المعادلة”أي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المتدخل في شٶونها و صاحب المشروع المعادي لها و المهدد لسياداتها الوطنية و لأمنيها القومي و الاجتماعي و المقاومة الايرانية المتطلعة لتحرير الشعب الايراني من ربقة الاستبداد”، و تحدد على اساس ذلك موقفها من الاوضاع الدائرة في إيران و تکف عن الحکم على الاوضاع في إيران من زاوية النظام القائم و طروحاته و خياراته و من المؤکد بأن إنتهاج شعوب و دول المنطقة لمثل هذا النهج سيساعد و بصورة ملموسة على تحقيق و بلورة مستقبل أفضل لإيران.