لنا الله في ذلك الزمان ، ولنا الله في هذا ، ولنا الله في الآتي منه .. ويدرك كل منصف حصيف صادق ان (ثلاثة) قد فتفتت نسيجنا الأجتماعي خلال عصرنا الجديد هذا ، ذلك النسيج والتلاحم الأجتماعي الذي عشنا من خلاله لقرون مضت دون عقد واحقاد ومصطلحات غريبة ظهرت حديثا في عصر الحرية المزعومة ، ولا يمكن لأي عراقي مظلوم اكتوى بنار هذه المسمّيات سوى أن (يخـ..ّي) عليها ويتركها في جيفة أزلية كما أتت وكما ستبقى .. ثلاثة تسببت في خرم ذلك النسيج الجميل ، (اولها) وأخطرها الميليشيات الطائفية على مختلف مسمياتها والتي عاثت وتعيث في كل حين فسادا وظلما في الأرض ، بعد أن خرجت معظم تشكيلاتها .. بل جلها .. من تحت عباءة فطحل هذا الزمان القائد الهمام مقتدى الصدر .. وتشهد الوقائع انه يفقد السيطرة عليها بعد تشكيلها في سويعات ، لكي يعود ويتركها تنهش لحوم الأبرياء كالكلاب المسعورة دون أن يضع لها رادعا أكثر من مطالبته الآخرين في معاقبتها ونبذها وايقاف جرائمها .. وكان الأجدر به أن يطلب رأي الآخرين من قبل ان يقوم بتشكيلها ، بدل أن يستفرد باستقرائاته (الألاهيّة) ويعتمد حصرا على فكرهِ الأخّاذ الستراتيجي في الدعبل والتوكي والبلبل حاح .
و(ثانيها) ، هُم من نسميهم ظلما وبهتانا بسنّة المالكي .. فهم أثبتوا بكل جدارة واقتدار ، ووفق الأمكانيات العجيبة في تلونهم وتقلبهم ، أنهم سنّة التحالف الوطني وادوات احزابه المتمثلة بالدعوة وبدر والمجلس والفضيلة والأحرار وغيرها .. وهم يد التحالف السياسية الضاربة في محافظات ومدن العراق الشمالية والغربية .. وساهموا بتمزيق خطير لذلك النسيج بعد ان تركوا شرف الأنتماء وتحمل المسؤولية وغظ النظر عن انهار دماء عشائرهم وهتك اعراض أهلهم أمام ملذات منافع السلطان واموال السحت الحرام التي قد تكون عوضتهم الكثير من اوجاع الحرمان المقيت المرافق لمسيرة حياتهم ، واطفاء شبق الشذوذ الجنسي الذي عانوه صغارا وعانوه وهم كبار .
أما (الثالثة) فهي الأيغال في استدعاء واستقدام الأيرانيين في كل معضلة ومصيبة يشهدها العراق الجديد .. وبرغم ان كل قادتنا الأشاوس يعلمون ان آثار نهر الدم الذي جرى بيننا وبين الايرانيين في زمان مضى مازال يفرض الشك والريبة وعدم الثقة في نفوس العراقيين تجاه (الجارة) ايران ، لكنهم ما فتئوا وباصرار مشهود في الدوس على مشاعر العراقيين ووضعهم امام أمر واقع محتم ، أنه من لم يقبل بايران فاليذهب ويشرب من البحر .. وقد كان لسنّة التحالف الوطني دور مشهود في ترسيخ تلك السياسة ودعمها .. وآخر صور هذا الدعم المشبوه .. ما خرج به علينا أحد وزراء سنّة التحالف الوطني (الأمنيين) والذي ذكر بتصريح رنان ان العراقيين هم وحدهم سيحررون مدنهم دون مشاركة اي قوات برية من خارج العراق ، رغم ان الجميع يعلم ان لأيران أكثر من أربعة آلاف مقاتل مع جنرالاتهم من الحرس الثوري يشتركون منذ حين في تلك المعارك .. وايضا مئات من مقاتلي حزب الله اللبناني .. وربما أخونا الوزير قد اعتبر هذه القوات الأجنبية هي عراقية (بالنيّة) أو هم من سكان محلة قنبر علي مثلا .
تلك الثلاثة التي طيحت حظنا وما زالت تنخر في نسيجنا الوطني ، من خلال زرع طائفية سوداء ظالمة لم تشهدها بلاد أخرى في ارجاء المعمورة .. أما الثلاثة (الأخرى) التي ستنهي العراق ولن تسمح بأن تقوم له قائمة هي .. أولها .. استمرار قادة التحالف الوطني وخصوصا اولائك الذين يصعدون الى مراكز الدولة العليا (بالنكث) بكل الوعود والأتفاقات التي سهلت وصولهم الى مناصبهم ، والتملص منها بسرعة عجيبة لا تقل عجبا عن سرعة (نكث) اولائك الظلمة بوعودهم ، عندما عاهدوا سيد شباب أهل الجنة على البيعة والنصرة ، ولم يفعلوا .. أما الثانية فهي استمرار (شرعنة) نهب اموال وثرات العراق ، وسبق الأصرار والتعمد في عدم محاسبة السراق الكبار وعدم (مطاردة) الأموال المسروقة والمهربة الى خارج البلاد والتي تجاوزت مئات المليارات من الدولارات ، والتي جعلت من العراق الغني من أفقر دول المنطقة .. أما الثالثة .. ولا نريد الأطالة .. فمن المؤكد انها ستكون الماحقة التي ستسير بالعراق الى الخراب الأزلي .. هي اصوات العراقيين الأنتخابية .. نعم اصوات العراقيين .. والتي تسمى بأصوات البطانيات وأصوات المدافيء وأصوات العشرة دولارات .. فتلك الأصوات التي تمثل السواد الأكبر من (قطعان) الجهلة المغيبين المؤدلجين ستؤتي فينا بقصد او بدونه الى ان يظهر علينا في الأنتخابات القادمة والتي تليها ، وأيضا التي تلي التي تليها ، نماذج أكثر خسة واجراما وفسادا وظلما من الذين يهيمنون على المشهد العراقي الحالي .. وان غدا لناظره قريب .