9 أبريل، 2024 10:11 م
Search
Close this search box.

ثلاثة ايام صعقت العالم! – الحلقة الثامنة والاخيرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

يجمع المؤرخون والباحثون في أحداث آب/ أغسطس 1991 التي إنتهت باختفاء الدولة العظمى من الخارطة؛ ان ميخائيل غورباتشوف، كان طلب من رئيس جهاز أمن الدولة ( كي جي بي) فلاديمير كروجكوف، وقبل شهور من المحاولة الانقلابية، إعداد خطة طواري، لمواجهة الانفلات الأمني المتوقع في الجمهوريات السوفيتية.

وتشير الوثائق التي رفعت عنها السرية الى ان كروجكوف،كان يلتقي عددا من القادة، والمسؤلين الأمنيين في أحد المقرات السرية لجهاز أمن الدولة، البناية رقم واحد/ شارع الاكاديمي فارجيه بمنطقة توبلستان،على أطراف موسكو، المعروفة باشجارها الباسقة الكثيفة، وبنياتها المتباعدة القليلة، انذاك.

يتيح الدستور السوفيتي إعلان حالة الطواريء بالعودة الى المؤتمر العام لمجالس السوفيت، والتصويت بالأغلبية على قرار الأمين العام للحزب، بصفته رئيسا لمجلس السوفيت الأعلى، رئيس الدولة.
وكانت جمهوريات البلطيق. لتوانيا ولاتفيا واستونيا، التي لم يعترف الغرب، بانضمامها الى الاتحاد السوفيتي، استعادت استقلالها، وانفصلت من جانب واحد، عن الدولة السوفيتية، التي بدت علامات تهالكها، واضحة، في السنوات الأخيرة من حكم ليونيد بريجنيف، وكهول المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي.

في كانون الثاني / يناير 1991، وبعد أقل من عام على إعلان انفصال ليتوانيا، مع بقية جمهوريات البلطيق اندلعت أعمال عنف في فيلنيوس عاصمة لتوانيا، وسقط قتلى وجرحى في محاولة اقتحام مبنى التلفزيون المركزي، وبعض المواقع الحكومية من قبل قطعات عسكرية سوفيتية كانت ما تزال ترابط هناك ، وحمّل غورباتشوف القادة العسكريين في الجمهورية المنفكة، مسؤولية إراقة الدماء، فيما قال المتهمون انهم تلقوا أوامر شفوية من الكرملين؛ بتأديب الانفصاليين، بناء على طلب من مواطني لتوانيا الناطقين باللغة الروسية.

لعل أحداث فيلنيوس وقبلها الاحتجاجات والصدامات الدموية في باكو عاصمة أذربيجان السوفيتية، ( شتاء العام 1990) وأدت الى سقوط قتلى وجرحى؛ حفزت غورباتشوف على تكليف جهاز أمن الدولة، صياغة خطط لمواجهة الحالات الطارئة في روسيا والجمهوريات السوفيتية التي لم تفلت بعد من العقال.

ومع ان موقف غورباتشوف، من زيارة مجموعة الاربعة، في منتجع فاروس، وطلبهم التوقيع على تشكيل لجنة الدولة للطواري، ما يزال موضع جدل بين أنصار الانقلاب، و من اعتبروه محاولة للقضاء على الإصلاحات؛ لكن الثابت في مجلدات التحقيق مع المتآمرين ، واعترافاتهم وتصريحات غورباتشوف نفسه، انه عارض الإعلان عن لجنة الطوارئ، بدون موافقة مجلس السوفيت الأعلى حتى بغيابه في الإجازة السنوية.
ويلوح ان غورباتشوف، أنتظر النتيجة، بقوله لمن وصفهم بالمتامرين
” الانذال” أذهبوا الى الشيطان، وافعلوا ما تشاؤون لكن عليكم ان تاخذوا موافقة المجلس بأغلبية الأعضاء.
عبارة قالها، وهو يصافحهم فردا فردا، الأمر الذي يخلق انطباعا مزدوجا، يمكن تلخيصه بالمقولة الروسية المعروفة ” Хочется и Колется ”
ويمكن مقاربتها، بعبارة
” يشتهي ويستحي” اي ان غورباتشوف كان يؤمن ، بضرورة اللجوء الى الطواري، لوقف إنزلاق الدولة نحو التفكك، لكنه في نفس الوقت، كان يحرص على صورة المصلح الديمقراطي الناعم، على غير المألوف بين القيادات السوفيتية التي اشتهر بها داخليا وعالميا.
” اذهبوا الى الجحيم وسنرى ما يمكنكم فعله”.
قالها للمجموعة الخائفة من تفكك الدولة، ونهاية النظام السوفيتي، وضياع مواقعها في أعلى هرم السلطة.
ولعب قطع الإتصالات ، عن منتجع “فاروس”وعزل الرئيس وأسرته، عن العالم الخارجي، دورا رئيسا في تعزيز طابع المؤامرة ضد غورباتشوف.
عدا عن أن الانقلابيين سحبوا من غورباتشوف الحقيبة النووية، ولا يعرف ألى الآن مع من كانت طوال ثلاثة أيام الانقلاب الفاشل.

لعل آخر رئيس سوفيتي، كان يتوقع النهاية المأسوية للمجموعة المتآمرة، والعودة منتصرا الى الكرملين؛ لكنه لم يحسب ان خصمه الشعبوي، بوريس يلتسين، وجماعته،وظفوا في غيابه القصير، النتائج لصالح موقفهم، الداعي الى إنهاء الإتحاد السوفيتي، وتثبيت انفكاك روسيا عن جمهوريات الاتحاد السوفيتي ، ودفعها الى الإفلات عن فلك موسكو، وكانهم يريدون التخلص مِن عبء ثقيل،يعيق التحام روسيا بالغرب والتحالف الاطلسي.

وجد يلتسين في المحاولة الفاشلة الخائبة، الفرصة المنتظرة لتوجيه الضربة القاضية للنظام المتهالك، وإعلان وفاة الاتحاد السوفيتي بعد أسابيع من أحداث آب/اغسطس العاصفة.
لقد بدى صباح يوم 19 آب 1991 في شوارع العاصمة موسكو هادئا، حتى بعد بيان إعلان لجنة الطواري، وينص على إتخاذ إحراجات رادعة، لم تنفذ حتى اليوم الأخير للمحاولة الفاشلة .
فقد كان يمكن ليوم 21 آب/ اغسطس 1991 ان يدخل التأريخ على انه أكثر الأيام دموية في تأريخ الحقبة السوفيتية، باستثناء سنوات الحرب العالمية الثانية بالطبع.
اذ كان المخطط اقتحام مبنى مجلس السوفيت( البيت الابيض) ليلة ذلك اليوم؛ وتحديدا بين الساعة الثانية والثالثة من ليلة 21 على 22 . وفقا للخطة.
وفيما تكدس المئات، بينهم عشرات الصحفيين الاجانب في أروقة المبنى وقاعاته المفتوحة، فان عددا من الاشخاص يحملون المسدسات، والرشاشات الخفيفة، طلبوا منًا الابتعاد عن النوافذ والشرفات، والامتناع عن التدخين، وتم إطفاء الأنوار، بما في ذلك أضواء كاميرات التصوير خوفا من القناصة الذين أشيع أنهم ينتشرون على سطوح المباني المجاورة في أنتظار ساعة الصفر!
لكن ساعة الصفر الموعودة، والتي جعلتنا نجلس القرفصاء لساعتين في الأقل على بلاط بارد، لم تقع، وما كانت لتقع، لان وزير الدفاع المارشال يازوف، أمتنع عن إستخدام القوات المسلحة ضد عشرات ألوف المدافعين عن المبنى،فأُسْقط في يد المتآمرين.
وقبل ذلك تراجع قادة عسكريون و قادة فرقة( الفا) التابعة لجهاز أمن الدولة، عن إرسال قواتهم لاقتحام “البيت الأبيض”لانهم لم يستلموا أوامر خطية من رئيس او أعضاء لجنة الدولة للطواريء وفي المقدمة فلاديمير كروجكوف.

واضح ان أحداث فيلنيوس وباكو كانت في أذهان القادة العسكريين والامنيين الروس، حين تنصل الكرملين عن مسؤولية الدماء التي أريقت في المدينتين، لعدم وجود أوامر خطية. ولم يشأ احد ان يلدغ من جحر مرتين.
لقد اتسمت كل تصرفات لجنة أمن الدولة للطواريء بالضعف والتردد، وغياب النهج الواضح، وعدم الثقة بالنفس.
وانعكس ذلك في المؤتمر الصحفي اليتيم للجنة نهار التاسع عشر من آب/ اغسطس. وما تلته من ساعات وصولا الى إسراع كروجكوف وعدد من أعضاء اللجنة،للطيران ثانية الى منتجع “فاروس” في سباق مع طائرة أخرى، حملت نائب بوريس يلتسين، الطيار الحربي، بطل الإتحاد السوفيتي في حرب أفغانستان، الكسندر روتسكوي، الذي عاد بغورباتشوف وأسرته الى موسكو نهار يوم 22 واعتقال كل أعضاء لجنة الطوارئ.

لم يحتمل وزير الداخلية بوريس بوغو، وهو من أصل ليتواني، ان توضع الاصفاد بين يديه، فقتل زوجته وانتحر.
واطلق مارشال الإتحاد السوفيتي، الحائز على أرفع الأوسمة والميداليات، بينها بطل الاتحاد السوفيتي، سيرغي أخرومييف، رصاصة على راسه، وترك وصية بخط مضطرب؛عبر فيها عن الندم على خيانة غورباتشوف والمشاركة في مؤامرة ضد الأمين العام للحزب ورئيس الدولة .
كان المارشال اخرومييف( مواليد 1924) يشغل حينها منصب رئيس أركان الجيش، وعرف عنه تاييده القوي لسحب القوات السوفيتية من أفغانستان، وتحقق ذلك عام 1989 بقرار وصف بانه جريء من قبل غورباتشوف.
كما أشتهر المارشال المنتحر بتشدده في مباحثات الخفض المتبادل للصواريخ الإستراتيجية بين موسكو وواشنطن، حتى انه طلب في المفاوضات مع جورج شولتز وزير الخارجية الأميركي، حقبة رونالد ريغين، السماح للمفتشين، بتفقد “جزيرة ديزني لاند ” لان لدى الاستخبارات العسكرية السوفيتية، صورا التقطتها أقمار التجسس، توكد وجود مصانع للصواريخ العابرة في جزيرة الألعاب الشهيرة!
ويمثل انتحار القياديين البارزين،وزير الداخلية ورئيس الأركان، مشهدا رمزيا، لمأزق الدولة العظمى، في عالم متغير، سعى غورباتشوف للحاق، بتحولاته المتسارعة، فاتضح ان الآلة العاطلة للدولة، كانت عاجزة عن جر التيتانيك السوفيتي، الى الشاطي، وسط بحر المتغيرات الدولية المتلاطم.
لقد ساهم المتآمرون، الضعفاء، المرتكبون، في اغتيال الدولة العظمى، وما نتج عن ذلك من كوارث على شعوب الاتحاد السوفيتي، وعلى العالم، حين انفردت الولايات المتحدة لوحدها في الملعب الدولي، تسجل هدفا بعد آخر ضد الخصوم، وتعبث بمصائر الدول والشعوب.

وبعد عودة غورباتشوف، تسارعت الأحداث، بدءا من محاولة اقتحام مبنى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، وكان عدد اعضائه يزيد على العشرين مليون، لم يخرج منهم أحد للدفاع عن النظام.
وشاهدنا، هروب العاملين في المبنى من الأبواب الخلفية، بينهم صديق مستعرب، كان يعمل في قسم الشرق الاوسط بالقسم الدولي، للجنة المركزية، وقمت بنقله، مخترقا، بسيارتي ذات الأرقام الخاصة بالصحفيين الاجانب، الحشود الغاضبة، التي دخل بعضها المبنى، وظهر من الشرفات يلقي أوراقًا عثروا عليها في المكاتب الخالية من ساكنيها الهاربين.

ولم يستمر الحشد طويلا، فقد توجهت الجموع التي كانت منتشية “بسكرة النصر” نحو المبنى الغامض للجنة أمن الدولة ( كي جي بي) ويقع على مسافة عشرات الامتار من مقر اللجنة المركزية ، لكن احدا لم يجرؤ على اقتحام بواباته الموصدة.
وتعالت الهتافات بتحطيم التمثال العملاق لمؤسس الجهاز المعروف باسم ” فيلكس الحديدي”فليكس ادموندوفيتش دزيرجينسكي
( 1877-1926).
وسرت شائعات ان تحت منصة التمثال البالغ طولة حوالي ستة أمتار ويزن 11 طنا، قبو يخوي اموالا وذهبا ومجوهرات تعود للحقبة القيصرية.
الغريب، ان الحشد وكلهم” أفندية ” تناقلوا الشائعة ببساطة، بل وبعضهم اضاف عليها أموال الحزب السبوعي السوفيتي.
واندفع بعض السكارى، مصدقين ربما انهم سيعثرون على الكنز. لولا ان احد العقلاء بين ” الافندية” صرخ وهو يرى مجموعة تهجم بالمعاول، ماذا تفعلون، سيسقط التمثال ويقتلكم!
فجاة، وصلت رافعة، يبدو انها كانت في مكان قريب،وتسلقت التمثال وكأنها تضع حبل المشنقة على عنقه، وبدات بانزاله بعد ان اقتلعوا المنصة التي بدت تحتها حفرة خيبت آمال الباحثين عن ذهب القيصرية والشيوعية.
بقيت نظرات” فيلكس الحديدي” باردة وجامدة. فهو صاحب المقولة الشهيرة” نحن رجال الأمن قلوبنا حارة وعقولنا باردة”!
ولم يتوقع فيلكس الذي توفي قبل بلوغه الخمسين ( 1926) ان قلوبا ملتهبة وعقولا لعبت بها الخمرة وبريق الذهب، ستطيح به بعد سبعين سنة من أنتصار الثورة البلشفية التي كان احد ابرز مفجريها،والمؤسس الأول للجنة الطواريء( تشيكا) التي لاحقت واعدمت أعداء الحزب والثورة!
ساعد ورثة فيليكس الحديدي، في لجنة أمن الدولة (كي جي بي) الرعاع على تحطيم تمثاله بمحاولة انقلابية رعناء غير مدروسة.
تهاوت تماثيل أخرى لقادة سوفيت،بينهم مؤسس الدولة فلاديمير إيليتش اوليانوف( لينين) الذي كان تلامذة المدارس يفتتحون صباحاتهم مع صورة ” الجد لينين” بعينين ثاقبتين، وراس صغير لامع؛ طالع آلاف الكتب، وسطر الاف المقالات وصاغ نظرية عمل؛ توقع انها ستبقى طويلا على قيد الحياة.
بيد ان ورثته حنطوها كما جثته، المددة في ضريح الساحة الحمراء؛ ولم تقترب منها الدهماء، ليلة إسقاط فيلكس الحديدي، وكأنهم خافوا شررا غامضا كان يتطاير من صرير التمثال العملاق، يجرونه الى مكان مجهول خارج موسكو.

في غضون ساعات، شهدت موسكو وعواصم الجمهوريات السوفيتية الاخرى، تغيرات متلاحقة، أطاحت بالمنظمات الحزبية، تنفيذا لدعوة رئيس روسيا بوريس يلتسين، بتحريم نشاط الحزب الشيوعي السوفيتي، وتعليق نشاط جميع منظماته، ومصادرة ممتلكاته.
الملفت ان جاك اتالي، وكان حينها رئيسا لصندوق النقد الدولي؛ وصل مـدينــــــة بطرسبورغ( لينينبغراد) بعد يومين من المحاولة الانقلابية الفاشلة، وأعلن في إجتماع مع محافظ العاصمة الروسية الثانية التي استعادت اسمها القيصري بطرسبىرغ، اناتولي سوبتشاك؛ عن استعداد البنك تقديم قروض لروسيا، فيما قدم سوبتشاك لجاك اتالي؛ قائمة باسماء المصانع والمنشآت الحكومية المعروضة للبيع وقال في الاجتماع الذي نقلته القناة التلفزيونية الروسية على الهواء مباشرة، ويظهر في الشريط، الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين،بصفته نائبا لسوبتشاك:
” يمكن للبنك أستثمار هذه المنشآت، ثم تصبح ملكا لكم”!
وفي مقابلة نشرت مؤخرا بمناسبة مرور 30 سنة على إنقلاب 1991، تحدث وزير العمل والشؤون الاجتماعية في آخر حكومية سوفيتية، قبل الانهيار؛ فاليري باولمان عن زيارة قام بها بوريس يلتسين الى واشنطن، واجتماعه بعدد من كبار المسؤولين الأميركان، وتحدث في الاجتماع، وكان تحت تاثيره الخمرة عن النهاية الوشيكة للاتحاد السوفيتي، وتحول روسيا نحو النظام الراسمالي وبيع ممتلكات الدولة للشركات الاميركية.
وعلى ذمة باولمان فان السفارة السوفيتية في واشنطن، سجلت حديث “المخمور يلتسين”، وبعثت به الى جهاز أمن الدولة.
ويعتقد الوزير السابق ان اسم بوريس يلتسين، كان مدرجا ضمن قائمة
” عملاء النفوذ” التي شهرها فلاديمير كروجكوف، في مؤتمر مجالس الشعب، واختطفها غورباتشوف من بين يديه في حركة لفتت أنظار الجميع، ولم يسمح بتلاوتها علنا.

و بقناعة باولمان، فان غورباتشوف، كان مخلصا للحزب، حريصا على الاصلاحات، ولم يكن رجل الغرب، كما يشاع، لكنه لم يحسن إدارة العملية الإصلاحية، ولعبت المحاولة الانقلابية الفاشلة دورا حاسما في إطلاق رصاصة الرحمة على الحصان النافق، الحزب الشيوعي السوفيتي.
وايضا…
يعترف الكسندر روتسكوي، نائب بوريس يلتسين الذي انقلب عليه في اكتوبر/ تشرين لول1993 فيما يعرف بازمة حل برلمان روسيا وقصفه بالمدافع، بان ضباطا في الاستخبارات المركزية الاميركية، عملوا بصفة مستشارين اقتصاديين في أول حكومة شكلها يلتسين برئاسة ايغور غايدار، المعروف بنظريته الاقتصادية المستقاة من مدرسة تكساس، للخصخصة، وخلالها جرى بيع ممتلكات الدولة السوفيتية المنحلة من مصانع عملاقة ومبان ضخمة، وأصول وسندات، لحفنة من عصابات المافيا، تحولوا الى ما يعرف الان بالاوليغارشية التي تهيمن على مفاصل التجارة والاقتصاد.
المفارقة، ان غيدار الذي لم تعمر حكومته طويلا، إعترف في صحوة ضمير نادرة ان مصنعا لانتاج الماس في ياقوتيا، تمت خصخصته، وبيعه بمبلغ يعادل سعر ” زوجين من الاحذية الايطالية الراقية”!
هكذا بالنص!
اما مصنع “اورال ماش” الذي كان ينتج من الملاعق آلى الطائرات، فقد جرت خصخصته بقرار من ” المخمور يلتسين” بمبلغ…
12 مليون دولار!!
في نفس الفترة، تعاقدت إحدى السفارات العرببة في موسكو مع شركة عقارات، على ترميم بناية تبعد عن الكرملين مسافة كيلومتر واحد، وامتلكتها بعقد لمدة 99 عاما بمبلغ ثمانية ملايين دولار!
لقد وصف محافظ موسكو الراحل يوري لوجكوف الخصخصة في روسيا بانها” أكبر عملية نهب ولصوصية في التأريخ”.
ولعلها أسطع شهادة من أهلها!
سلام مسافر
انتهى
الصور:
*غورباتشوف وأسرته يعود من القرم بعد هزيمة الانقلاب.
* إزالة تمثال ” فيليكس الحديدي” مؤسس جهاز أمن الدولة السوفيتية.
* يلتسين الشعبوي يصادر سلطات غورباتشوف ويجتث الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية.
* رئيس أركان الجيش بطل الإتحاد السوفيتي المارشال اخرومييف ينتحر ندما.
* بوريس بوغو يقتل شريكة حياته وينتحر.
*مفاوضات الحد مِن الأسلحة الإستراتيجية مع بوش الاب ويظهر الى جانب غورباتشوف عرّاب البرسترويكا ياكوفلييف والمارشال اخرومييف.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب