22 ديسمبر، 2024 1:14 م

على الرغم من القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يحاولون الايحاء بطرق واساليب مختلفة إن موقفهم في الصراع مع الولايات المتحدة الامريکية يحظى بدعم وتفهم دولي وإن العالم يرفض المواقف الامريکية المتشددة منهم، لکن لايبدوالامر کذلك فيما لو قمنا ببحث ودراسة المواقف الاقليمية والدولية المختلفة من هذا الصراع إذ يبدو إن هناك وفي الخط العام تفهما وقبولا للموقف الامريکي من النظام وبشکل خاص بعد 7 جولات من محادثات فيينا والتي أظهرت بأن النظام الايراني يسعى وعبر طرق واساليب مختلفة للتهرب من المطالب الدولية والسعي لطرح مطالب بهدف إطالة المحادثات وجعلها تدور في حلقة مفرغة.

التجارب التي خاضها النظام الايراني في مجال المفاوضات والمحادثات مع المجتمع الدولي عموما والولايات المتحدة خصوصا، والتي کانت بصورة عامة تشير الى تجارب ليس غير مشجعةوإنما مشکوك في أمرها ولاسيما من حيث سلبية الدور الايراني وسعي طهران الى اللف والدوران وإضفاء ضبابية على مواقفها، حقيقة باتت الاوساط الاقليمية والدولية تعرفها جيدا وتعرف بأن هذا النظام يريد تحقيق مايتفق مع نهجه ومخططاته وليس مستعد لکي يجلس على طاولة المفاوضات ويکون جادا في حسم موضوع برنامجه النووي کما يريد المجتمع الدولي والولايات المتحدة الامريکية.

خلال الاعوام الماضية، کانت المقاومة الايرانية لوحدها من تشکك بنوايا النظام الايراني عندما يجلس على طاولة التفاوض وتشدد على إنه يقوم بالتفاوض من حيث شعوره بالضعف ولکنه يتفاوض بطريقة مخادعة تقوم على أساس إظهار جانب من الحقيقة وإخفاء الجوانب الاخرى الحساسة الاخرى فيما يتعلق بالبرنامج النووي، يومها کان البعض ينظرون لهذا الموقف بأنه مجرد موقف سياسي إنفعالي لمعارضة تسعى لإسقاط النظام، ولکن يبدو إن العالم اليوم ليس قد بدأ ينظر من الزاوية التي تنظر منها المقاومة الايرانية فقط وإنما حتى بات يصغي لمواقف المقاومة الايرانية ووجهات نظرها بهذا الصدد.

لو تمت ملاحظة مجمل أوضاع الملف الايراني ومن مختلف الجوانب ومقارنتها بالفترات السابقة، فإن الذي يلفت النظر وبصورة واضحة جدا أن هناك حالة غير عادية من العزلة التي يواجهها النظام الايراني ولأول مرة إقليميا ودوليا، وإن التشکيك في نهجه وسياساته والحذر منها يزداد يوما بعد يوم الى الحد صار النظام نفسه يعلم ذلك جيدا وهناك مساع في داخل النظام جارية على قدم وساق من أجل کسر طوق العزلة والسعي لتبديد شکوك ومخاوف بلدان المنطقة والعالم من سياسات النظام ونهجه، ولکن يجب أن لاننسى بأن النظام الايراني قد سعى سابقا من أجل تبديد تلك المخاوف وأرسل وفودا وأجرى مشاورات وإتصالات بذلك الخصوص ولکن کان دائما وفي نهاية الامر عکس ماکان يٶکد ويتعهد لبلدان المنطقة والعالم، ولذلك فإن الثقة بهذا النظام وبعهوده ومواثيقه قد تبددت وهذا واحد من أهم أسباب عزلته الحالية.