14 ديسمبر، 2024 3:02 ص

ثقافتنا ونظرية التفكيك

ثقافتنا ونظرية التفكيك

يقول الدكتور علي الوردي في كتابه مهزلة العقل البشري عن قانون عند المناطقة كبرى وصغرى يقول ان كل انسان ميت وخالد انسان، اذاً خالد يموت ، ان هذا القانون يمكن الاعتراض عليه وذلك بسؤال من يقول ان كل انسان يموت فهل شاهد صاحب القانون الناس الذين ماتوا كلهم بعينه ؟ مستحيل ، والنتيجة انه يشكل على القانون، يقول هذا من باب النقاش مع المنطق وليس العقل .

ان كان موت الانسان حقيقة جعلها الوردي قابلة للنقاش ، بينما اليوم لا نقاش امام ما يعرض من اخبار وافلام وتقارير عن احداث واوضاع يمر بها العالم ، وحقيقة اقف مذهولا امام ما يتناقله رواد التواصل الاجتماعي الفيس اكثر من التويتر كما واستغرب من قنوات اليوتيوب والتي بلا ضوابط لتعرض اخبارا لو سمع بها الوردي لقال عن من يروجها بانه مجنون ، كل هذا للحصول على اكبر عدد من القراء والمشاهدات وهذه بدورها تخدم اجندة كل الاستخبارات الخبيثة في العالم وعلى راس الهرم الـ سي اي ايه والموساد الصهيوني ، وهذه تسمى عندهم اسلوب التفكك والفوضى لان هذه الامور تظهر نتائج تخدم العدو .

سابقا قبل النت والفضائيات كان العدو والطواغيت يستخدمون نظام التشويش ضد الاذاعات التي تنقل الحدث سوى كان بصدق او بخبث

هذا الاعلام وهذه الاخبار هي من اهم الادوات التي رسخت في عقول الضعفاء ان الكيان الصهيوني قوة لا يمكن ردعها ، بالرغم من ان على ارض الواقع حفاة حماس اثبتوا خطا هكذا معلومة عن الكيان .

مشكلة الانسان بحد ذاته يحب اخبار المغامرات وهذا تاريخيا متغلغل في كتب الرواية الاسلامية بكل مذاهبه لدرجة استخدام اسلوب المعاجز الخرافية ، واليوم وفقا لتقنية الاتصالات والافلام فان انتاج هكذا اخبار او افلام تجعل المتلقي يتابعها وبشغف لدرجة انه يعتبرها حقيقة .

هنالك اسلوب اخر يستخدمه رجال السلطة خصوصا الطواغيت من خلال كتابة مذكراتهم او الكتب التي تصدر عن اعمال المخابرات فيتلاقفها القارئ لياخذ المعلومة منها وكانه يعيش افلام الكابوي ويتمتع ببطل الرواية وهو الدكتاتور نفسه ، وهذا الاسلوب يجعل العقل مرتبك لدرجة انه بسببها لايصدق الحقيقة بسبب كثرة الكذب ، او يصدق الكذب مهما كان مصدره طالما فيه ( اكشن )، والتي اصبحت هذه الافلام في هوليوود هي الاكثر رواجا في تصديرها للعالم ، وحقيقة ارى عدد المشتركين او المشاهدين لهذه الافلام بالملايين وكلها ارباح تدخل في جيوب الحاخامات

السياسي صاحب القرار يعتمد في كثير من الاحيان على استخدام عبارات او كلمات تقبل اكثر من معنى او بخلاف ما معروف من توجه لهذا السياسي مما تجعل الوضع مضطرب، وفي نفس الوقت مهما يكن تصريحه فانه من السهل ان ينكر او يقول لم اقصد ، هذا سابقا اما اليوم اصبحت الوقاحة والقباحة امر طبيعي ولا يوجد من يردعهم لسببين الاول العقول التي تتلقى هذه الاخبار اصبح لديها ازدواجية في المصداقية وبالنتيجة الاحباط والتاقلم على هكذا وضع كله استهتار القوى العالمية فيه . والثاني من يحب الدنيا ولا يؤمن بالعقيدة والقيم يرى السكوت على هكذا جرائم افضل .

في خضم الاخبار المتضاربة يعترف الكيان الصهيوني بضربه منشاة ما في دولة ما، تطل علينا العربية او الجزيرة لتدافع عن الكيان وتؤكد انه لم يقصف هذه المنشاة، عندما يكون هذا حال الاعلام عندنا اين يكون محل المصداقية من الاعراب ؟

والمشكلة التي لا يمكن معالجتها هو مواقع الريلز والتك تك التي تعرض مقاطع لافلام من هب ودب والمستخدم لديه موبايل وكاميرا بتقنية عالية في الموبايل وبرامج تمنتج الفلم الذي يقوم بتصويره فيلتقط الشاذ والغريب والكاذب ليجعله ترند من على مواقع التواصل الاجتماعي

سابقا كان حلمنا وشغفنا عندما نلتقط صورة بكاميرا كييف او زينت او كانون نحرص على وضوحها ومفرداتها وندفع الاموال لنطبعها ، كيف واليوم بلحظة يلتقط عشرات الصور ويحذف ما يشاء ويستبدل ما يشاء .

واخطر برنامج الذي يستخدم بشكل سلبي هو الفوتوشوب وبرامج الفديو التي تظهر مثلا السيد الخامنئي في جلسة عشاء مع ترامب ومهما تكن الردود فان صدّقوا فهو المطلوب وان كذّبوا فهو المطلوب لان النتيجة كثرة المشاهدات ولا يوجد من يحاكمهم او يردعهم لان الثقافة اصبحت طوع نظرية التفكيك.