23 ديسمبر، 2024 9:49 م

ثقافتنا الاجتماعية .. أين المصير.؟

ثقافتنا الاجتماعية .. أين المصير.؟

لاشك ان للتعلم دورا هاما وفعالا في تطوير وازدهار البلدان وهذا التطور يشمل القضايا الفكرية والاقتصادية والاجتماعية وكل ما يمر في حياة الانسان بصورة عامة مما ينتج عه نشوء ثقافة ذات نمط معين لدى طبقات المجتمع .
وهذه الثقافات تكون عادة مكتسبة من المحيط الذي يحيط بالأفراد مما ينعكس على طبيعة علاقاتهم مع بعضهم البعض وينعكس ايضا على طريقة  تفكيرهم  وسلوكياتهم الحياتية من حيث استيعاب التنوع واختلاف الانماط وطرق واسالي الطروحات  في كافة الميادين ..
ما جرى بعد سقوط النظام ودخول القوات الامريكية واحتلال العراق حيث كان هناك فرقا واضحا  بين سلوك الناس وتفكيرهم قبل ذلك الوقت وما بين ما جرى بعد ذلك ففي السابق كان هناك شبه انغلاق من الناحية الاعلامية  والاجتماعية  اضافة الى ظروف الحصار الاقتصادي  وصعوبة الوضع المعيشي حيث ان الافكار كانت بالأغلب الاعم تصب على كيفية ان يعيش الانسان وعياله ومن غير الممكن ان يغير المرء وجهة نظره كأن يبحث عن كتاب او منشور او سيلة اعلامية اخرى غير التي كان يتلقاها من المذياع في احسن الاحوال وبصورة سرية والتي كانت غالبا لا تتعدى سماع نشرة الاخبار التي كانت موجهة  حسب مقتضيات مصلحة الدول التي كانت متهيئة مع الامريكان لدخول العراق .
واما اليوم فمع تنوع الوسائل وتعددية الوسائل الامية وسهولة تناولها  وامكانية طرح الكثير من الافكار فيقول المراقبين واصحاب الاختصاص بأنه لازال هناك نقصا وملحوظ في الثقافة العامة وايضا الثقافات التي تخص الاختصاصات التي تمس حياة الانسان وتعاملاته مع القضايا الهامة اتي تمس حياته اليومية والمستقبلية .
اما فيما يخص اختلاف الرأي فغالبا ما يتحول الى عداء وبغض حتى مع أقرب الناس وهذا بحد ذاته مسألة رجعية وغير صحية بالمرة حيث ان الكثيري لم يحاولوا ان يتعاملوا مع الأفكار المستحدثة بحجة انهم لم يسمعوا بها سابقا ..!
والسؤال هنا كيف لشخص ان يسمع مثل هذه الافكار ولم يحاول ان يقوم بمحاولة للتطلع على اي من منها فضلا عن عدم امتلاكه للوسائل التي تمكنه من تتبع المصادر ومعرفة الحقائق التي جعله ام مصداقية مع نفسه قبل الاخرين وبالتالي يستخلص نتيجة معينة يتبنى على أثرها آرائها ووجهات نظرة بكل ما يطرح .
اليوم الناس اصبحت رهينة الانفتاح الغير مدروس والغير مسبوق ايضا.وكما عبر احد الاخوة الفنانين التشكيلين على هذا القول بأنه انفتاح على الجيوب .. فلم يتوجه الناس للمراكز العلمية كما  يتوجه أيا منهم لمراكز التسلية والمطاعم الليلية ولم يعطي من وقته القليل كي يتابع تكنلوجيا او ندوة ثقافية ومناقشة علمية لموضوع اكاديمي في مجال اختصاص  أيا منا .
وهذا الامر شمل ايضا من يدعي الانفتاح والتطور لاسيما  جزء كبير ممن يدعون بالنخب المثقفة ولكن للأسف ثقافتهم لم تستوعب اختلاف وجهات النظر ونظريات حديثة تتماشى مع العصر الحالي وغير راكدة في ظلامات العصور السالفة
واذا كان هناك من يقول بأنه غير مشمول بهذا الكلام فهو غالبا ما يكون اسيرا للإعلام المسيس في القنوات المدعومة من اطراف معينة ذات غايات حزبية وسياسية بعيدا عن الروح الحقيقية للمجتمع السليم الذي يتعرض لهجمة فكرية وغزو ثقافي مقيت غير بناء ..
فكان ذلك سببا لاستهداف الطاقات الانسانية وتذويبها وتضييع قدرات بشرية جبارة لو استغلت بصورة صادقة وصحيحة  كان بإمكانها ان تساهم فبي بناء جيل متحضر يمتلك العقل له تقاليده الاجتماعية النابعة من تاريخ وحاضر مشرق.
بدلا من تحويلها الى وسائل نفعية وكأنه الة ميكانيكية مسلوبة الارادة ومبرمجة حسب ارادة من يستخدمها ومن يتحكم بها من جهال القرن الحادي والعشرين .
[email protected]