22 ديسمبر، 2024 2:41 م

ثقافة مشوهة ومثقفون وهميون

ثقافة مشوهة ومثقفون وهميون

لعل من المناسب الإشارة إلى أن ثقافة العصر، بما هو عصر السرعة، والانترنيت، والمعلوماتية، هي ثقافة افقية، حيث جنوح جل المثقفين عن القراءة العميقة، المستفيضة، والركون إلى الاختزال في الاطلاع، وبالتالي نشوء مثقفين وهميين، وهيمنة ثقافة سطحية معلوماتية بسيطة، غير متجذرة، وليست عميقة فكريا، ولا مهنياً.

وغني عن البيان أن التحليل العلمي، والنضوج الفكري، والتراكم الثقافي الرصين، تتطلب وسيلة فعالة في التحصيل، هي عملية القراءة االمستيضة، لتأتي الكتابة، والنشر الرصين، من خزانة الفكر والعقل، وليست من خزانة الانترنيت المعلوماتية الاخبارية، والتي اصبحت ثقافة عصر، وهي بسطحيتها المشوشة، كالوجبات الغذائية السريعة، لاتسمن ولاتغني من جوع، بحسابات المعايير الصحية، ناهيك عن التداعيات الفكرية السلبية التي استحوذت على اهتمام جل شباب في العالم الثالث وذالك لعدم وجود الحصانة الفكرية والثقافية الكافية لديهم، نتيجة ضحالة تقافتهم.

لذلك فان الجهل الذي يخيم اليوم على معظم شباب عالمنا العربي الشرقي، وتسطيح الثقافة الأفقية عندهم، يجعل من السهل اختراقهم، بثقافة الواقع الافتراضي المشوشة، عبر الشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعي على الانترنيت، والتي غزتنا في عقردارنا، وأصبحت حاجة يومية لا غنى لنا عنها،وهو أمر له منعكساته على الجيل بالضياع والاستلاب.