رحم الله من أحيى أمرنا ” نداء عاشورائي وصلنا عن أئمة أهل البيت عليهم السلام , والسؤال هنا ما هو هذا ألآمر ؟ أنه الحسين وثورته وشهادته , وأنه ألآمام المهدي “عج” ونهضته الموعودة أملا للبشرية , أما الحسين فلآنه أصبح بحق وارثا لحق ألآنبياء وألآوصياء وكل المظلومين في العالم , وأما ألآمام المهدي “عج” لآنه المخلص للبشرية في أخر الزمان من عذابات المستكبرين الذين تطفوا جرائمهم كل يوم على جسد البشرية المعذب وما جريمة صنعاء اليوم وقبلها جرائم المقابر الجماعية التي مهدي لتجمع وظهور عصابات ألآرهاب التكفيري التي أزرت ما يسمى بفدائي صدام والتي وجدت في ظهور الثروة النفطية في مناطق أعراب الخليج وسيلة لآغراء النفوس الضعيفة في المدارس الدينية ذات الطابع السلفي الذين خضعوا لآعراب لآل سعود الذين سموا مليكهم بخادم الحرمين الشريفين وهي أولى التسميات الشريرة التي مهدت لظهور عصابات داعش فكان المليك السعودي خادما للآرهاب التكفيري وليس خادما للحرمين الشريفين فالحرمين الشريفين يبرئان الى الله من القتلة والظلمة والمستكبرين ومثلما خضع المشايخ السلفيون للدعي المسمى بالمليك السعودي كذلك خضعت ألآحزاب السلفية يتقدمهم ألآخوان المسلمين لتوجهات العثمانية الجديدة ممثلة بأوردغان التركي الذي يمارس السلطة على طريقة ” صراع الثيران ” ؟ مستعينا بأمريكا وأسرائيل حتى أصبحت بلاد ألآناضول مقرا وممرا لعصابات داعش ألآرهابية ومثلما تنكرت عصابة أل سعود لجريمة صنعاء كذلك يتنكر أوردغان لآحتضانه الدواعش وينسى أن أبنه بلال من يقيم العلاقات السرية معهم ؟
أن أحياء أمر أئمة أهل البيت عليهم السلام مختصرا بالحسين عليه السلام لايمكن تأديته بشكل صحيح ما لم ننطلق من الشعار الذي وضعه ألآمام علي عليه السلام في تعريف أهل البيت عندما قال : ” أهل البيت هم عيش العلم وموت الجهل ” والعلم والجهل اليوم يعرف من خلال الطريقة التي نحيي بها ذكرى ثورة ألآمام الحسين , فالقرأن الكريم قراءة وتطبيقا هو النهج الذي يجعل السائرين على طريق الحسين منتظمين خلقا وخلقا , خاشعين في صلاتهم , معرضين عن اللغو , حافظين لفروجهم , مؤدين لزكاتهم , محافظين على عهودهم , مؤدين لآماناتهم , حريصين على نظافة مدنهم وشوارعهم وبيوتهم , يحترمون النعمة الممثلة اليوم بالزاد السخي الذي يقدمه الشعب العراقي خدمة لزوار ألآمام الحسين وهذه الخدمة أصبحت ظاهرة حضارية تتحدث عنها وسائل ألآعلام مثلما يذكرها الزائرون من كل بلدان العالم بأعتزاز ويشيدون بمن يقدمها لآنها فاقت جهود الدول والحكومات وألآمم المتحدة التي ظهرت عاجزة عن أطعام الاجئين والنازحين , بينما يقوم محبو ألآمام الحسين بخدمة ملايين الزائرين خدمة ذاتية دون تدخل الحكومة , وهذه هي الثقافة العاشورائية التي تجعل من أحياء ذكرى ثورة ألآمام الحسين علما وسلوكا حضاريا مثلما تجعل من معاداة ثورة ألآمام الحسين جهلا يموت عند أقدام الموالين لثورة ألآمام الحسين وهم الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن وخدام زائري ألآمام الحسين في العراق الذين يطرزون شوارع العراق بموائد الطعام الموعود بالبركة كلما أخلصنا وأحسنا تجسيد أخلاقية الثورة الحسينية وذلك بأبعادها عن الشوائب التي لاتتناسب مع عقيدتها القرأنية التي تعطي للآهداف نقاءا يبعدها عن صدأ الوسائل , فالوسائل الصدئة يجب أبعادها عن المشهد الحسيني , فلا نقطع الشوارع ونمنع المارة بطريقة عشوائية , بل علينا أن ننسق مع شركة المرور والشرطة المحلية حتى نحافظ على النظام والتنظيم فثورة ألآمام الحسين عليه السلام هي ثورة التنظيم في القول والعمل وثورة التخطيط في كل شيئ ينفعنا دنيا وأخرة , وعلينا أن نبعد المشهد الحسيني عن التطبير والسيوف التي تجرح فروة الرأس بأدعاء الحزن على الحسين وبعض الذين يقومون بذلك لايلتزمون بالصلاة اليومية ولم يعرف عنهم سلوك مرضي في حياتهم اليومية , وعلى الذين يكتفون بلبس السواد في عاشوراء ولا يلتزمون بمظاهر الدين في حياتهم اليومية عليهم أن يعرفوا أن ذلك نفاقا تبرأ منه الثورة الحسينية , وعلى الذين يسيئوا للنظافة برمي ألآوساخ والفضلات في الطرقات والشوارع ليعطوا صورة سيئة عن محبي أهل البيت عليهم أن يعرفوا أن مشاركتهم في السير مع زوار ألآمام الحسين غير مقبولة عند رسول الله “ص” و أئمة أهل البيت عليهم السلام , ونذكر الجميع بأن أحياء أمر الحسين لايتم ألآ من خلال أحياء ثقافة القرأن قولا وعملا , وأما المراسم العاشورائية فلتكن كما كانت مواكب الجامعات العراقية في الستينات والتي حاربها نظام صدام حسن وفزعت منها مخابرات الغرب , والطريقة التي أتبعتها مواكب الجامعات هي السير في مواكب منظمة على شكل كراديس وسرايا يحملون غصن الزيتون والشموع ويرددون أشعار مكتوبة باللغة الغربية الفصحى مثل :
ياشهيدا أين منك الشهدا …. مانرى شخصك ألآ أوحدا
أحمد منا ومنا حيدر …. وحسين وهو نبراس الهدى
بمثل هذا ألآداء الحضاري المؤثر نعطي لثورة ألآمام الحسين وجهها الحقيقي ليتعرف عليها العالم وبذلك نؤجر مرتين مرة لآحياء أمر أهل البيت عليهم السلام ومرة لآننا قدمنا ما يرضي الله ورسوله ويشفي صدور قوم مؤمنين , هذا مختصر عن الثقافة العاشورائية التي تريد تحويل يوم العاشر من محرم الحرام يوما للحسين وشهداء كربلاء الذين أصبحوا شعارا من شعائر الله تعالى –