18 ديسمبر، 2024 8:22 م

ثقافة النسخ واللصق

ثقافة النسخ واللصق

لا يخفى على الجميع بأن تعريف الثقافة هي أن يعرف المرء من كل شيئ شيئا”ما وشيئا”ما من كل شئ حتى نطلق عليه كلمة المثقف بالحد الأدنى هذا في مفهومنا القديم من جيل الخمسينات والستينات وما قبلها ليبقى المثقف حينها يحوم في دائرة صغيرة ومساحة محدودة من تواجده في بيئته المحلية نتيجة لصعوبة التواصل ليس كما هو عليه الحال ويكون مؤتمنا”على معلوماته التي اكتسبها وبجهود فردية ولايمكن أن ينالها بين ليلة وضحاها تيمنا”بالبيت الشعري للأمام الشافعي (بـقدر الكد تكتسب المعالي.. ومن طلب العلا سهر الليالي) في وقت يصعب الحصول على المعلومة لندرة الكتب ومحدودية المكتبات آنذاك ، لكن ما يحصل الآن في عصر العولمة والتكنولوجيا الحديثة حسب زعمهم وظهور المخلوق الآلي الجديد (الكومبيوتر) يمكن لأي شخص أن يكون مثقفا”بضغطة زر واحدة من لوحة المفاتيح ولا تحتاج الى كد وتعب بقدر ما تكون خفة يد من خلال نسخ النص ولصقه في أي ملف يحتاجه وبمساحة واسعة من الانتشار وبسرعة فائقة في عالم جعلت من الكرة الأرضية قرية صغيرة بعيدا”عن مفهوم الأمانة العلمية والتي تقع تحت يافطة سرقة النصوص العلمية والادبية وتنسيبها لنفسه متباهيا”بين أقرأنه متخفيا”وراء الكيبورد بعد وابل من التعليقات وكلمات المدح والثناء التي تنهال عليه والتي ما أنزل الله بها من سلطان
وتعد جريمة بحد ذاتها من خلال ما يدعيه لنفسه ما ليس له فيه حق والاستحواذ على جهود الآخرين والتسلق على أكتافهم من باب خيانة الأمانة العلمية ونهايتها الفشل الذريع ويعتبر إعتداء”صارخا” مع سبق الإصرار والترصد بلغة أهل القانون ويمكن الكشف عن ثقافة المزيفين ببساطة من خلال التطابق بين النصوص الأصلية والمزيفة والتي تزج بها صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بأسماء وهمية .
عليه أنصح الشباب بالابتعاد عن هذه الظاهرة المشينة في عالم الفيس بوك اللامتناهي والعمل على اكتساب المعلومات العلمية والثقافية من خلال الجد والاجتهاد والتفرغ للمطالعة من مناهل العلم والمعرفة والمتيسرة حاليا” من خلال برامج الذكاء الاصطناعي للتزود بخزين”ثقافي متسلحا” بالثقافة وحريصا” على الأمانة العلمية وعدم التجاوز على جهود الآخرين