22 ديسمبر، 2024 8:33 م

ثقافة( المهوال) واصنام السلطة!!

ثقافة( المهوال) واصنام السلطة!!

لابد من التفريق بين تقاليد مجتمعية عشائرية تتمثل احد معالمها ب( المهوال) وأسلوب المبالغة اللفظية في الشعر الشعبي الغالب في وصف من يمدح وهي حالة معروفة في الوسط والجنوب العراقي .
وثقافة التخب والكفاءات الاكاديمية والمثقفة في ممارسة سلوكيات مجتمعية ديمقراطية تتعامل مع معايير الحكم الرشيد والمواطنة الفاعلة واغلاق الباب الدوار للفساد السياسي .
في ثقافة( المهوال ) الحالة الاعتيادية هي المبالغة للحصول على أعلى مكافأة يمكن ان يحصل عليها من ذلك الذي مدحه بحق او بغير حق بصفات قد لا تكون في شخصه او قد تكون لكن واقع الامور ان الواقعة لها حدود معروفة تنتهي بنهاية المناسبة مثل الأفراح او الاتراح .
الحالة المعاكسة التي دائما اتذكرها في مقولة العلامة المرحوم الدكتور حامد ربيع بان مهمة المثقف ان يقول كلمته لانه مثقفا يقود الراي العام ولا يرجو من وراء ذلك فوائد شخصية …
عند قياس هذه المقولة مع معايير الحكم الرشيد والمواطنة الفاعلة في زمن الديمقراطية وسقوط صنم الدكتاتورية..اعتقد انها تجعل مهمة النخب والكفاءات والمثقفين صعبة جدا وسط ميول تغادر مهمة الترويج لثقافة السلوك المجتمعي في انتاج الديمقراطية بدلا من صناعة اصنام السلطة فقط لنيل الرضا او الحصول على موقع في خارطة المصالح الحزبية.
نعم لابد من وجود قيادات سياسية تتكلم عنهم أفعالهم لا أموالهم في بناء دولة الحكم الرشيد نموذجا للازدهار والتنمية البشرية المستدامة .. هذه الاستراتيجيات الوطنية لعراق واحد وطن الجميع بدلا من اصنام المكونات وامراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد.
واكرر الحاجة لاعادة قراءة كتاب ٥ قرون من تاريخ العراق ترجمة المرحوم جعفر الخياط .. لتظهر المقارنة المنهجية للفارق بين ( ثقافة المهوال) وثقافة الحكم الرشيد والمواطنة الفاعلة.
ربما نحتاج الى قرون وليس سنوات لكي نطبق سلوك مجتمعي للحكم الرشيد والمواطنة الصالحة تقوده النخب والكفاءات الاكاديمية والمثقفة في التصدي لانتاج اصنام السلطة بعناوين شتى .. يقوم بترويجها وعاظ مفاسد المحاصصة ..في زمن ما بعد العولمة وثقافة شبكة المعلومات الدولية.
جل ما اتمناه ان تتكاثر اعداد ( المهوال) بجميع المبالغات اللفظية في الشعر الشعبي الجميل .. وان يقل عدد صناع اصنام السلطة ولله في خلقه شؤون!!