18 ديسمبر، 2024 11:19 م

ثقافة المجتمع لدى الشعوب العربية بين الواقع والمفهوم

ثقافة المجتمع لدى الشعوب العربية بين الواقع والمفهوم

ما زالت الأغلبية من ابناء وأسر شعوبنا العربية تعيش في حالة مفهوم التباعد الطبقي بين ابناء المجتمع والنظرة الخاطئة والتي رسمت من خلالها ثقافة المجتمع..
ومازالت لدى البعض مفاهيم خاطئة تقول ان الثقافة العامة يمتلكها اصحاب الشهادات العلمية فقط وان الشخص العادي ربما لا يمتلك اي نوع من الثقافة المجتمعية وهذا ما كان يشجع مفهومه ابناء الطبقات الارستقراطية التي كانت تحاول دوما ان تجعل هذه الهفوات داخل المجتمعات التي يعيشون بها وتحولها الى درجات يتفاوت بعضها على الاخر بأسباب وهمية ويكون بنائها على اساس ربما المفهوم القومي او الديموغرافي فكانت النظرة السائدة في اغلب شعوبنا العربية هي ان التخلف الحقيقي موجود فقط بين ابناء الطبقة الريفية وان ابناء المنطقة الحضرية يمتلكون ثقافات عالية جدا لا يمكنهم ان يتساوون مع ابناء الريف.. ولكن مع دخول النهضة العلمية والتطور العلمي ومع الامتداد الحضاري الى كل المناطق في بلداننا العربية اصبحت هذه النظرة غير موجودة وتعتبر مجرد اوهام لإنسان مريض صنع لنفسه العزة وهو لا يمتلكها وصنع لنفسه الرفعة وهو لا يعرفها ولذلك لن يترك في التاريخ له اي امجاد ولا يذكره التاريخ اليوم الا بالجانب السلبي..
نعم ان مفهوم ثقافة المجتمع اليوم هو واجب اخلاقي وانساني قبل ان يكون مفهوم حضاري يتمناه الجميع وان ثقافة الشعوب تبدا من الوعي الخاص الذي يمتلكه كل مواطن وحتى لا يكون هناك طبقة ظالمة وطبقة مظلومة لم يبقى من مخلفات الماضي القريب آثار لهذا المفهوم على ارض الواقع.. وكلما ما تبقى مجرد آثار سلبية استفاد منها ابناء الجيل الجديد واعتبروها مفاهيم خاطئة واصبحت اليوم النظرة السائدة للثقافة العامة موجودة في كل بيت وفي كل مكان ومع ذلك مازالت شعوبنا تعاني من ثقافة المجتمع ولابد ان تكون هناك قوانين تفرض عقوبات تتلائم مع اوضاعنا الجديدة حتى نستطيع تطبيق هذا المفهوم  ومن خلاله نستطيع ان نحافظ على انفسنا من الامراض ونمنع انتشار التلوث في  البيئة أولاً ونشر الوعي الصحيح بين كل الطبقات الاجتماعية والمنافسة على تعليم كل الاجيال على ضرورة تطبيق تلك التعليمات اسوة بما نشاهده اليوم عبر وسائل الاعلام او من خلال السفر الا الدول الاخرى والتي تعتبر  ثروتها الأساسية هو الانسان وان بنائها الصحيح جاء نتيجة الثقافة التي يمتلكها المواطن وان الواجهة الحضارية الحقيقية للبلد هي ثقافة اهله وليس بكثرة مصانعه ومعامله لان الصناعة تولدها ظروف خاصة وتحتاج الى عنصر مقومات طبيعي وهذا ربما يأتي احيانا من خارج الدولة ولكن المواطن بثقافته هو من يستطيع بناء دولته بناء حضاري صحيح وهذا يأتي بعد ادراك المفهوم الحقيقي لثقافة المجتمع…
ان شعوبنا العربية اصبحت تدرك جيدا اليوم ان نجاح وتحقيق رفاهية كل بلد متعلق بالثقافة الحقيقية التي يمتلكها مواطنيه والتي يستطيعون من خلالها بناء مجتمعاتهم بناء حقيقي صحيح..