انتظار المصلح العالمي ، الممثل لثقافة الإسلام الاولى ، هي هوية الغالبية في الشعب العراقي ، وحمل رسالة الانبياء وتاريخ الأولياء هو أوضح ما يفتخر به الشعب كله ، وبلاد المقدسات وجنة عدن هي أهم مسميات هذه البلاد العريقة في اخلاقها وقيمها حتى كانت هي أول من وضع تلك القيم .
ويوم الاستقلال عن الاحتلال البريطاني الأجنبي كان ثمرة جهود العلماء من رجال الدين والعشائر العراقية ذات الهوية الإسلامية ، وقيام مؤسسات الدولة كان مرهوناً بجهود أبناء الأسر العلمائية الدينية العراقية ، لا سيما النجفية منها .
حتى انهارت المنظومة المدنية العراقية بعد ذلك على يد العسكر الذين رضعوا من الضرع البريطاني قبل ذلك وبعده ، ثم الأمريكي ، فانهارت الكثير من القيم والأعراف على يد اولئك العسكر وانظمتهم الديكتاتورية ، وانقسمت الأسرة ، التي كانت هي اللبنة الاولى لحماية النظام الاجتماعي . فكان انهيار القيم والأعراف مرتبطاً على الدوام بالأنظمة الديكتاتورية أو الاحتلال الأجنبي في العراق ، وليس له أي ارتباط بالشعب العراقي مطلقا .
واذا كان العري يمثل الثقافة الاستهلاكية للغرب الرأسمالي المعاصر ، فيكون المهرجان أو الحفل الذي أقيم بقيادة (شذى حسون) على ساحة الاحتفالات في بغداد إشارة مهمة لسيطرة دولة عميقة ذات نفس ديكتاتوري وأدوات الاحتلال الأجنبي على المؤسسات الثقافية الرسمية العراقية ، بالإضافة لما حدث مؤخراً من سيطرة للمال الخليجي على مؤسسات الدراما وأدواتها . ومن ثم فالعراق يعاني احتلالاً ثقافياً يسير به إلى العري ، ويقوده إلى الديكتاتورية ، ويجعله تابعاً تماماً للاحتلال الأجنبي ، وعبداً للمال الخليجي الأعرابي الذي يفتقر إلى القيم ، بواسطة مجموعة من العاهرات المؤجرات من خارج العراق لتشويه وجه ثقافته الأصيلة ، بالإضافة لمجموعة أخرى من بنات الملاهي وصانعات الهوى ، كما حدث عند بداية تأسيس السينما المصرية ، التي ارتبطت كثيراً ببنات الليل والراقصات ، حتى كانت تلك السينما شريكاً أساسياً في صنع ثقافة التطبيل للديكتاتورية والتبعية للأجنبي ، وجعل مصر شعبين ، أحدهما يعيش بطريقة ( Egyptian ) ، والآخر مصري فقير ، بعد أن كانوا شعباً واحدا .
—
موقع تاريخ الأديان