18 ديسمبر، 2024 11:26 م

ثقافة الطرد والاستبعاد – مأساة سعدي يوسف وسليم بركات والفم الضاحك للجواهري

ثقافة الطرد والاستبعاد – مأساة سعدي يوسف وسليم بركات والفم الضاحك للجواهري

طرد سعدي يوسف من جنة الثقافة العراقية؛ لأنه أول من تطاول على عرش هذا النظام وحاول فتح آفاق جديدة للنظر في المهيمنات التي يرتكز عليها النظام السياسي العراقي بعد ٢٠٠٣، الخروج من نسق الثقافة العراقية له ثمنه حتى وإن كنت الأخضر بن يوسف، فعندما كتب سعدي عن الشاعر الشعبي عريان السيد خلف وكوكب حمزة كان يستهدف الثقافة الشعبية التي باتت هي الثقافة الرسمية للعراق، فهدمُ رموزها، ومحاولة زعزعة اليقين الراسخ هو خيار سعدي، لقد اختار المواجهة التي لها أضرارها الجسيمة.
قد نختلف مع سعدي، لكنه بدأ بعصب الدولة العراقية التي أُسست بعد نظام صدام، وهو المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق والعالم السيد علي السيستاني، وهو الأيقونة الكبرى التي يستند إليها النظام، بل ويجلب شرعيته الدينية والعقائدية منها، وهذا ما أكده بيان استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي، ولم يكتف سعدي يوسف عند هذا الحد، بل راح يكتب عن عبد الوهاب الساعدي بصفته “جنرالا”، رغم أنه اقتص من النسق العشائري من اسمه عبد الوهاب فنعته بـ”عار السواعد” ولم يقل على سبيل المثال (عار الضباط)، وإخصاء الجانب القبلي ربما هو مقصد سعدي الدقيق، والقصاص من القروي الذي هدم المدينة كما يرى، فالنسق القروي هو الذي يحرك هذا النظام وانعكس ذلك على إيقاع الشارع، وكما نرى أصبحت هذه الجماعات (القبلية) تتمحور حول نفسها ثم تخرج لتنسجم مع المحيط العام الذي يتكتل طائفيًا عرقيًا مشكلة بذلك هوية النظام.
بدأ يوسف بالأعمدة الأساسية للعراق الجديد، ولضرب الثقافة الشعبية المهيمنة، تناول عريان السيد خلف، وبحكم أن المقدس الديني الشيعي له يد في بناء هذا النظام ووضع أسسه “فكما نعرف أن هناك معممين شيعة في لجنة كتابة الدستور” واصل سعدي تجديفه ضد النظام عبر الكتابة عن السيد علي السيستاني وصولًا إلى الساعدي وفخري كريم، فقد مر الأخضر على كل ما نعده مضيئًا بينما هو يعده مصدرًا خطرًا على حياة العراقيين بمن فيهم المثقف، إذ إنه يشعر بالفزع من المثقف، كما يعبر في إحدى مقالاته في كتاب “أوراقي في المهب”.
كرس النظام السياسي في العراق منذ ٢٠٠٣ حتى اللحظة علاقة الملا بالتلميذ، وأنشأ نظام الملالي القائم على تقديس العملية السياسية؛ لأن خطها الأول هم مراجع وأبناء مراجع، وهذا ما حفظ النظام ثلاث مرات من الانهيار آخرها في انتفاضة تشرين، وهذا النظام العقائدي بات أكثر عنفًا وشمولية مما كان الوضع عليه في السنوات الأولى من انهيار البعث.
سعدي ليس بعثيًا، ولا يمكن وصفه بتلك الصفة؛ لأنه وقف بوجه صدام أكثر مما وقف غيره، فكيف يمكن التنكيل به، كما أنه ليس هامشيًا ويسهل تجاوزه، فمن منا يجهل قيمة سعدي في تاريخ الأدب العربي الحديث، لا أحد بالتأكيد، كيف يمكن أن يجد النظام عبر مثقفيه وسيلة لجعل سعدي مجرد شيخ فقد صوابه، إنها التهمة الجاهزة: “طائفي سني”.
قررت حكومة إقليم كردستان حذف قصائده من المناهج الدراسية فنزقه دائمًا يجعله في مواقف حادة ويضعه في فوهة البركان، فقد أساء إلى كردستان في عبارة انتشرت في وقتها “ما معنى أن تكون اللغة العربية ممنوعة في إمارة قردستان عيراق البارزانية بأربيل” وهذا ما كان يريده النظام، إنه ينتظر الهفوة وأي هفوة، لكن الأهم وهو الجانب الذي نريد أن نركز عليه إنه تحرش بركائز النظام من ضمنهم الكرد كشركاء في هذا الخراب العراقي الأصيل.
وهذه هي طريقة تفكير النظام الجديد الذي جلبه بوش المحرر الذي أصبح ــ فيما بعد ــ محتلًا بنظر النظام، وقال سعدي كلمة محتل قبل أن يلفظها غيره وهنا لا بد من الإشارة لما قاله هادي العلوي: “حين تستثمر قوة سياسية طائفية منظمة مسلحة وممولة جيدًا وضعًا تاريخيًا شاذًا ومعقدًا يمر به بلد ما، وتنجح الطائفية اسمًا ومدعو تمثيلها واقعًا، في إحلال نفسها محل الوطن فتلغيه بما فيه”، إنها ثقافة الإلغاء، هنا تكمن قوة هذا النظام في أنه يملك القدرة على صناعة فضاء مخيف يرمي به كل مختلف، فعندما نسمع “طائفي” سوف نصاب بالذعر وكأن الطبقة السياسية ليست طائفية! لكنها ثقافة الطرد والاستبعاد الذكية، فقد أخذ هذا النظام ثقافة التكفير من النص الديني وثقافة الطرد والاستبعاد من الفضاء الثقافي وثقافة الإخصاء من النسق القبلي وجمع كل ذلك في خلاط ندور داخله كما لو أننا قطع صغيرة من البرتقال المفروم.
كانت مخرجات الثالوث المقدس (رجل القبيلة السياسي ورجل الدين والمثقف) هي ثقافة شعبية /طائفية /طاردة، وهكذا جنى الأخضر على قصائده، فقد أحرقت مرة في المتنبي بينما على بعد أقل من كيلو متر واحد ينشد شاعرٌ شعبيٌّ قصيدته التي تمجد محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق آنذاك كما أتذكر، ووفقًا للصورة أعلاه نرى أنه كان محقًا إلى حد كبير حين وصف الثقافة العربية بـ “البقرة الميتة” فأي حليب نرجوه من ثقافة تحرق تحت جدارية فائق حسن ليحل محلها الشاعر الذي يمدح المحافظ! وهكذا عاش الشيوعي الأخير بوصفه طائفيًا في ظل نظام طائفي مبني على المحاصصة.
بينما الشيوعيون الآخرون لهم حق اللقاء بالسياسيين وتوثيق صلاتهم بالإسلام السياسي وصولًا لقائمة “سائرون”، ومن هنا أحيطت الشيوعية بعلامات تعجب كثيرة منذ ٢٠٠٣ حتى الآن، وما كان على سعدي إلا أن يزيد تلك العلامات وترك “الأخضر” مشاعل يجب أن تستثمر في زعزعة يقينيات المقدس الثقافي والسياسي والديني، وهو الشغل الشاغل له.
لا أعداء لهذا النظام، فالقاتل والبعثي والسارق والانفصالي هم أحجاره الكريمة، لكن ألد أعداء النظام هو من يتحرش ويهدد بفضح بعده الثقافي والشمولي والطائفي، وبما أن سعدي كشف كل تلك الخفايا لذا لا عدو إلا شبيه سعدي.
في مقالة كتبها حميد العقابي عام ٢٠١٢ قال بصدد الحديث عن اتهام سعدي بالطائفية: “وما أخشاه هو أن يكون لهذا الهجوم على شخصية الشاعر سعدي يوسف تأثير على الشاعر يُخرجه من رفعته؛ بسبب استفزاز الغوغاء الذي يحتاج إلى صخرة صلدة لمقاومته خاصة في عالم الفيس بوك الذي أتاح الفرصة لكل شخص أن يقول رأيه الآني والمتسرع ويجد من يتفق معه” فوجد المثقف الطائفي ضالته في أصدقاء يقيمون معه حفلة شواء لجثة الشاعر، رقص وبهجة وليال طويلة من شتم “عيشة بنت باشا”
التمرد على السلطة بكل أشكالها أمر غير مقبول في الثقافة العربية، إليك مثلًا ما أثاره مقال سليم بركات عن محمود درويش، التقديس، والهيمنة الثقافية التي يتمتع بها درويش جعلت من بركات عرضة لأن يشتمه أي شخص يملك حسابًا في فيسبوك، لا دليل لدينا أن لدى درويش بنتا غير شرعية، ولكننا نملك كل الأدلة للقول إن مقال سليم بركات هي بنت غير شرعية للثقافة العربية، فمنذ متى ونحن نقبل بتدنيس أمثال درويش!، وتاريخ الأدب العربي عامر بمثل هذه الأمثلة. قد يكون قلب درويش الذي توقف على يقين أن أي مادة من النوع الذي كتبه بركات ستكون شائبة في تاريخ كاتبها فهو القارئ الكبير للتراث والشعر العربي كذلك. وكل ذلك يجري يوميًا، وفي المقابل يمد الجواهري لسانه ضاحكًا، على الأخضر وبركات؛ لأنه قديس، يتم تكريمه يوميًا، فهو المثال الأكثر كمالًا بالثقافة العربية الحديثة عن الشاعر المداح، والامتداد الشرعي للمتنبي، ولا يتحرش بالنظام والمقدس الثقافي وليس هناك داع لوصفه بالطائفي أو نبذه بل يجب تكريسه.
قبل سنوات كتب أحدهم رأيًا عن الجواهري فنعته أحد الشعراء بأنه “ابن زنا”، هذه هي ثقافتنا، وعلينا أن لا نستحي من هذا العنف؛ لأنه النتيجة الطبيعية والحتمية، لننس الجواهري الشيعي الشيوعي الذي مدح الجميع ونتخيل فقط لو أن حياته امتدت لحين عهد المالكي، هل سوف يتردد في مدحه؟ لا أظن!
يضعنا هادي العلوي في قلب الحدث حيث ينقل لنا صورة واضحة عن هذه الثقافة: “اشترك الشعراء مع الدولة في عنفها مع الناس في سرقتها فبرروا لها ومدحوا جلاديها ووصل انعدام الضمير عند بعض أنهم كانوا يقفون في ساحة إعدام أمام رجل يعدم تحت التعذيب فيهجونه ويمدحون قاتله على مسمع منه وهو يتجرع غصص الموت البطيء كما فعل كبيرهم أبو تمام مع بابك الخزمي” ويضيف العلوي: “إن مدح اللصوص والجلادين والقتلة لمجرد أنهم حكام هو من اختصاص الشعراء”.
منذ قرون استمرت تلك العلاقة التقليدية بين المثقف والسلطة، وعندما يخرج أحدهم عن السرب سوف ينال من الحصى ما لم ينله طائر يحلق قرب أطفال الحي الشعبي، إنها العلاقة المدهونة بالتاريخ مع الأخذ بنظر الاعتبار أن الشاعر أصبح لاحقًا هو المثقف، والحصى التي تضرب أحدهم تعلي أسهم غيره!
إن الانتماء لأي خطاب ثقافي خارج (المنصوص عليه) سيعود على صاحبه بالإشاعات والأكاذيب، والتلفيق هو الأفق الذي يلعب به النظام السياسي لكل من يمتلك خطابا مغايرا، حتى أن النظام لا يستحي حين يصف بعض أعدائه بأنهم “من حزب الدعوة” وكل ذلك يجري ويمر عبر أدمغة ثقافية، منها كبيرة ومقدسة ومنها صغيرة وناشئة، ويشترك بها الجميع ومن لا يرقص في هذا الحفل خائن وعميل. لمن؟. لا أدري؟
يقول إدورد سعيد في كتابه “خيانة المثقفين”: “العدالة هي العدالة والظلم هو الظلم بغض النظر عن هوية المتهم أو المتعرض للمعاملة السيئة”، وهذا ما لن يقبله النظام، فرؤية أي آخر / مختلف هو أمر مرعب وينبغي أن يطرد فورًا وإلا سيجر -كما يرى النظام – خلفه سرب من البعثية والناقمين على النظام فتطير نعمة الطائفية وتنحل بعض المرجعيات الثقافية وتنهار قيمتها ولو مؤقتًا فمن يرغب بذلك؟ وهذه التهم “بعثي، قومي، …” يمكن أن تمر في السنوات الأولى، لكننا الآن دخلنا في السنة السابعة عشر من عمر النظام الذي يمقته سعدي فهل هو محق أم أنه طائفي وشيخ فقد صوابه؟
هل هناك وطن؟ أم هناك مزاج طائفي مهيمن وهوية ممزقة تنازع وسط هذه القوى؟ وعلى الخطاب المرفوض أن يقاوم ولو بالشكل الرمزي، وهذا الذي يحصل بمباركة قوى ثقافية وشعراء سبق وأن طردوا سعدي من جنتهم، والغريب أن أغلبهم علمانيون يقلدون السيد علي السيستاني دينيًا، لكنهم سياسيًا من أشد مقلدي المرشد الأعلى السيد علي خامنائي، وهذه هي صورة المثقف “الحاوي” الذي يخرج ما تحتاج من الكيس باللحظة المناسبة تريد كتاب “هاك” كتاب، تريد شاي “هاك” شاي وهكذا، ومر كل ذلك في سياق ميديوي قابل للنسيان والحذف؛ لذا الأخطاء يمكن تجاوزها ببساطة…وهذا هو صندوق الثقافة العراقية الحديثة ولا ينبغي لأحد أن يمد رأسه خارج هذا الصندوق، وفي ظل هذه التشكيلة التي يطرد خارجها أي خطاب مغاير، ينبغي أن يتصالح معها العقل النقدي والشعري كي يحظى بالمقبولية والمباركة.
أسهم الجميع في طمس سعدي وهكذا حرك سليم بركات المياه الراكدة، الشاعر الذي يتحدى كل تلك الأنساق عليه أن يقبل الشتائم ويلوك المرارة وحيدًا، ولا يجب أن ينصف في أي لحظة، لا أحد يمكن أن يمد لك يد العون فأنت عدو النظام السائد، من يدفع هذا الخوف نحو الهاوية ويتطاول على الثقافة الرصينة التي تنتجها المؤسسات الثقافية الرسمية!
من يملك القدرة على المغامرة وفتح تلك الملفات الحساسة؟ من يمكنه أن يتحدى المثقف الذي يجلس خلف كرسي وهمي في دولة وهمية ويستلم راتب مقابل كسله وهدنته ومداهنته للنظام؟
هل أنا أكتب ضد تقديس الرموز بينما أستميت من أجل سعدي؟ هذا تصور قد يقفز إلى الذهن بسهولة، وببساطة أقول: أنا أتحدث عن سعدي الذي يدنس ويهشم ويعبث ويتهم بالطائفية لا عن كل سعدي.
لا عن سعدي الذي سقط في النسق نفسه مع القذافي وابن سلمان.
لا عن سعدي الشاعر الذي أحبه في الأخضر ونهايات الشمال وتحت الجدارية ولا أحبه في صورة اندريا وأنا برليني
فهناك أكثر من سعدي وهناك كثير من المشاغل.
أنا هنا بصدد الحديث عن سعدي الذي يواجه النظام السياسي العراقي بكافة رموزه وكافة صوره الثقافية والطائفية والسياسية، وأنا معني بسعدي هذا لا بغيره، وبالنهاية سعدي عينة واضحة ما يهمني هو أن أجد الشفرة التي تشرح بها جثة من يقف ضد النظام.
هل هذه هي المحرقة التي يجب أن يحافظ عليها المثقف؟ ربما فهو يشعل النار كي يقاوم برد سوء التفكير، ومع سحق المثقف الوطني برز بلا شك المثقف الطائفي والحزبي كبديل، وأصبح يسقي حسابه يوميًا بالعديد من الآراء التي تظلل أكثر مما توضح، وهكذا فقد المجتمع صلته بحقيقة هذا النظام بفضل عشرات الصحفيين والأدباء والمثقفين والمحللين السياسيين الذين تم تدجينهم في مختبرات خارجية وداخلية، وإليك هذه الحقيقة الطازجة والوصفة السحرية “هذا النظام يحتاج تصحيح مسار” كما يرى المقرب من النظام أي أنه هنا يعمل كمنطاد مضاد لقذائف الرافضين بمن فيهم صاحب هذه المادة الذي سيتهم بأنه بعثي! أو ربما أنه استلم مقابلها أموالًا من السعودية وقطر وجزر القمر.
هل تصفية الخصوم هي المهمة الوحيدة للمثقف في النظام السياسي هذا؟ كلا بالتأكيد، فهو عراب الاتفاقات السياسية وجامع الشمل والمحرض على الاشتراك بالنظام، بل والأقسى من هذا هناك مزاج شعبي تديره النخبة عبر عشرات الفضائيات، وهذا المزاج ما أن لمس ذاته قليلًا حتى بدأ بالحراك الشعبي الأخير، أجهضت النخبة كل المشاريع اليسارية التي كانت من الممكن أن تتشكل كما أن دلالة مدني وعلماني أصبحت فارغة من المحتوى واستهلكت مبكرًا بل وتم التلاعب بها كي لا تشكل خطرًا على النظام؛ لذا حراك تشرين كان صادمًا؛ لأنه خارج أفق توقع المثقف، وكسبت الدولة العميقة في العراق العديد من المثقفين بل وجندت العشرات منهم لمراقبة الخطاب الثقافي وتصفية كل الخصوم، هذه الممارسات قد تكون غير واضحة كونها تمر بسرعة البرق وما علينا إلا مراجعة الشريط بالعرض البطيء لنرى الحملات والتسويق والتوجهات التي تحدث يوميًا في الفضاء الأزرق.
استطاع هذا النظام عن طريق المثقفين من جعل حراك ٢٠١٥ جزءًا من الحكومة وهو يود أن يبتلع تشرين عبر فم الكاظمي الذي أغلب أسنانه رموز ثقافية وفاعلون ثقافيون، وكل حركة ضد هذا النظام تخرج تبدأ أصوات الثقافة العراقية بالمناورة وبحث روح العقلانية وتذكرنا بغياب الدولة والفوضى وقد تخيف بعضنا بعودة البعث وبمصير سوريا وما شاكل ذلك، لكن سعدي لن يشترك في تلك المسرحية وهذه هي مأساة سعدي التي يتشارك بها مع بركات وكل من يحاول أن يتطاول على المقدس، حتى أنه كتب مؤخرًا (سليم بركات ما افترى على الله كذبًا) فهو وجد في مادة بركات تمثل الروح التي ينتمي لها سعدي فكلاهما تعرض للطرد والاستبعاد ما أن دخلا المنطقة المحظورة، فأي إساءة لدرويش محظورة، وأي إساءة للنظام الذي يجب أن يوضع قرب صورة هتلر وصدام في متحف الألم الإنساني محظورة كذلك، ولهذا سيبقى تمثال الجواهري متخم بالضحك والسخرية من أعداء النسق المهيمن!