23 ديسمبر، 2024 7:12 م

اغلبنا يولد وهو ابن تسعة لكن البعض ( المستعجل للحاق بالضيم ) يخرج ابن سبعة او ربما حتى ابن ستة لانه تغذى في بطن والدته على ثقافة الركض ( يريد يلحكًــ ) .

حتى القابلات المأذونات يركضن نحو الاباء حين نولد طمعا بــ( البشارة ) في مجتمع يرى للذكر حضورا وفرحا اكثر من الانثى

المولود وفي اول خطواته يقفز على مرحلة المشي ( وبهداوة ) يركض نحو الاب او الام ولكن هذه المرة خوفا من السقوط …السقوط المتكرر والذي ادمناه من طفولتنا الى يومنا هذا كما ادمنا الركض العشوائي نحو اللاهدف …

وحينما كبرنا قليلا …ربما بسنواتنا الخمس او الست ( وخاصة نحن الذكور ) لا تستهوينا لعبة لا يكون للركض فيها حصة ولايكون للسقوط فيها حصة ايضا وبالذات بعد اكساء شوارعنا الطينية الفقيرة بمادة الاسفلت ليكون للسقوط طعم الالم والوجع لتقترض امهاتنا من الجيران ( الدوه الاحمر ) لتطبيب جراحنا .

اما جراحنا في مرحلة المراهقة والشباب نتيجة الركض خلف ( بنات المدارس ) او الفاتنات هنا وهناك فله طعم اخر فقد ركضنا كثيرا نحو المنا ووجعنا وتيهنا وهن لايبالين او ربما مستمتعات بهذا الركض العشوائي واللامنظم على مستوى المكان والزمان .

اذا رن الهاتف الارضي ركضنا قبل الجميع عسى ان تكون من رمينا لها رقم هاتفنا اليوم او امس او قبل اسبوع هي من تتصل …لنصيب مرة ونخيب مرات ولانمل من ممارسة الركض ولا نتعب ..

وحينما انضجنا ( ضيم العراق ) من حروب وحصارات وارهاب ومفخخات  ركضنا اكثر من قبل ….الجميع يركض

الشاعر يركض خلف قصيدته والمطرب يركض خلف اغنيته ومعجباته واللاعب يركض خلف كرته ليحصل على عقد جديد مع فريق اخر وبمبلغ يحقق بعض امنياته او كلها وواحدة منها هي الركض من جديد .

العامل المسكين والموظف المحسود اليوم على وظيفته يركض والطالب الجامعي يركض ايضا …الشرفاء يركضون وحتى العواهر والبغيات يركضن …الارهاب والارهابين ايضا يركضون لحصد ارواحنا الراكضة بلا هدف …

السياسيون يركضون جدا ويكذبون جدا من اجل تخمة ارصدتهم المليارية …يركضون حتى يمنعوا الموازنة من اجل الشعب الراكض والراكع …

يركضون ليعلقوا صور انتخاباتهم المكررة ….نفس الوجوه ونفس الشعارات الراكضة ….نحن شعب نتمتع بثقافة الركض