بعد مقتدى الصدر، الذي سعى لتمرير شروطه عبر الخيمة الخضراء.
سال لعاب عمار الحكيم، للتهديد والمتاجرة باسم صاحب الخيمة الزرقاء.
مثل هذه التصرفات، التي تفوح منها رائحة التصنع والنفاق الوطني.
تضعهما امام امرين اثنين.
الامر الاول :
الهدف !!…
هل هو السعي لابراز العضلات، بغية التحكم بسير مفاوضات توزيع المناصب، التي كانت ولا زالت تجري خلف الابواب المغلقة، بعيدا عن صاحب الشان، الا وهو الشعب العراقي.
ام للتشويش على صوت ذلك الشعب المغيب، الذي بدا يعلو شيئا فشيئا.
وربما، لايصال رسالة اليه، مفادها :
ايها الشعب العراقي، إِما نحن، قدرك الالهي المكتوب عليك، رغم فسادنا وسرقاتنا.
وإِما الفقر والحاجة وغياب الامن بانتظارك، لتغدوا حياتك وكانك تعيش في الخيام، ولا خيار ثالث.
الامر الثاني :
المحرك لهذه الحشود !!…
عمار الحكيم ومقتدى الصدر، انتما تعلمان قبل غيركما، ان الاضواء انما سلطت عليكما، بفضل الوراثة ليس الا.
والا، فاين انتما من :
تاريخ جيفارا الثائر.
او شعبية غاندي النحيف.
او قدسية الام تريزا.
وبالتالي، فالحشود التي تتبجحون بها، جلها ان لم يكن كلها، اصوات مدفوعة الثمن مسبقا.
خصوصا، في بلد غارق بالمشاكل مثل العراق، حيث الاكثرية الساحقة من شعبه تعيش تحت خط الفقر.
وذلك طبعا، في ظل مافيات كل اطراف العملية السياسية التي انتما جزء رئيسي منها، والتي حلت محل القانون.
والا، فلو كان هنالك قانون يضمن كرامة المواطن العراقي وحقوقه.
ليس فقط، لم ولن يكترث بوجودكما الثقيل على القلوب احد، او حتى غيابكما.
بل لوقفتما امام فقرة ( من اين لك هذا )، وباي ثمن تمكنتما من تحريك كل هذه الحشود.
يقول الشاعر محمود درويش في قصيدته الرائعة ( فكر بغيرك ) :
وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ
لا تَنْسَ قوتَ الحمام
وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ
لا تنس مَنْ يطلبون السلام
وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ
مَنْ يرضَعُون الغمامٍ
وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ
لا تنس شعب الخيامْ
وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ
ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام
وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ
مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام
وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك
قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام