7 أبريل، 2024 3:09 ص
Search
Close this search box.

ثقافة الخارج وبؤس الداخل

Facebook
Twitter
LinkedIn

على مدى اكثر من عقد من الزمن اخفقت واجهاتنا الدبلوماسية والثقافية في الخارج بالتفاعل مع محيطها واماكن تواجدها في هذا البلد او ذلك وفشلت في نقل وتسويق الرسالة العراقية لاستقطاب الاخرين والاحتفاء بالمنجز الثقافي العراقي من خلال التواصل مع المبدعين والمثقفين العراقيين وبما يليق بحضورهم الفاعل في المحافل والاوساط المختلفة ذلك لادامة الصلة على الاقل معهم ليدركوا ان ثمة في البلد من يتذكرهم فضلا عن عكس صورة ايجابية انه مازلت مساحة ثقافية نابضة وبارقة في المشهد والحراك المعرفي والابداعي العراقي وسط قتامة وسوداوية الحال الا ان ذلك لم يحدث للاسف الشديد بفعل تخلف وعدم دراية من تصدى لتلك المواقع من المسؤلية وقصورالنظرة الى فاعلية الفن والثقافة وتأثير شخوصها ورموزها في المجتمع ولربما لذلك السبب عمدت وزارة الثقافة اخيرا الى الغاء المراكز الثقافية في الخارج والتي كلفت الدولة مبالغ طائلة دون جدوى ونشاط يذكر فلم تكن في حقيقتها الا مراكز للعوائل ومنافع وامتيازات المناصب ولاشأن لها بغير ذلك 0

وازاء ذلك الحال البائس لم تجد منظمات ومؤسسات ثقافية عراقية خاصة مناصا الا بالتحرك الجاد والفعال وبامكاناتها المالية الذاتية البسيطة لاقامة فعاليات وانشطة وتنفيذ برامج حققت نجاحا ملحوظا ويكفي ان نشير الى بعضها وخصوصا في السويد والدنمارك التي نشطت ولفتت الانتباه بعمل جاد ومكثف خلال فترة لاتتعدى الشهر من متابعة انجازها الذي اشادت به شخصيات برلمانية وسياسية من تلك الدولتين حرصت على حضور ايام الاحتفال بالثقافة العراقية ومبدعيها في الخارج فقد احتفت مؤسسة ننارالتي يشرف عليها الزميلين حسن السوادني واسيل العامري في مدينة مالمو جنوب السويد باستضافة الفنان التشكيلي ستار كاووش والفنان المسرحي كريم رشيد والشاعر نصيف الناصري والفنان التشكيلي علي النجار والفنان جعفر حسن الى جانب اقامة انشطة سينمائية وموسيقية كما كان لمركز ومؤسسة النور الثقافية التي يشرف عليها الزميل احمد الصائغ بصمة واضحة في المشهد التفافي العراقي ومنها فعاليات مهمة ومنها تنظيم مهرجان وكرنفال شعري داعم للعراق ضد الارهاب وكذلك الحال ما اقدمت عليه شبكة الاعلام العراقي في الدنمارك التي يديرها الزميل رعد اليوسف بتفعيل الوسط الثقافي العراقي من خلال الورش والمنتديات الثقافية ولم تغب الجمعية الثقافية العراقية وهي اقدم جمعية اسست في السويد عن تسجيل حضورها بمد جسور الابداع بين المثقفين العراقيين والوطن وللتخفيف من وجع الغربة ذلك الى جانب ماتنهض به مؤسسات اعلامية وصحفية ومواقع ووكالات وصحف الكترونية في مواكبة الشأن الثقافي والابداعي العراقي بدأب ومسؤولية مهنية ووطنية فاعلة عجزت عنه مؤسسات حكومية التي لم تتعدى انشطتها غير اقامة مهرجانات دعائية فاشلة اتاحت مجال لانصاف مثقفين واشباه شعراء لارتقاء منصة الثقافة وارتداء لبوسها زيفا ولم تكن تلك المهرجانات البائسة الا بوابة للفساد وسرقة المال العام0

ولا نريد هنا ان نعيد مرة اخرى عقدة مثقفي الداخل والخارج التي سادت في تسعينيات القرن الماضي الا ان واقع الثقافة العراقية الان والقصدية بتهميش مريدها واغفال دورهم في بناء الدولة والمجتمع يجعل المقارنة جلية وواضحة عن ما بلغه الحال بثقافة الداخل وتالق ثقافة وانجازات ونتاجات واصدارات مثقفي الخارج الذين لاشك ان عيونهم ستبقى شاخصة على الوطن حالمين بعودة الرونق والجمال وازدهار الثقافة وتدفق الابداع والسلام في ربوعه وخلاصه من مخالب التخلف والارهاب

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب