23 ديسمبر، 2024 9:44 ص

ثقافة الحَرمَنْه .. قراطْ !! 

ثقافة الحَرمَنْه .. قراطْ !! 

محنة سومري مگرودأستعير كمدخل لما أُريد قوله في هذه السطور مفارقة حدثت في عيادة الطبيب الجراح في مدينتي كما رواها هو : اثناء فحص البروستات لرجل كبير راجعه في العيادة والذي يتطلب ادخال الاصبع في فتحة الشرج / إنتفض الرجل وأخذ يشتم ويسب الدكتور الفاحص متهماً إياه بالاعتداء على شرفه وذهبت كل محاولات الدكتور لإفهامه بان عملية الفحص هي هكذا .. وفوجئ الدكتور بعد أشهر وبعد ان  غابت عن ذاكرته صورة الرجل انه يفحص نفس الرجل وبدون أدنى إعتراض .. وسأله بعد ان تَذّكرْ وجهه : ( عمي مو انت الذي راجعتني قبل كم شهر ؟ ) فأجابه الرجل : نعم دكتور ! وسأله مالذي تغيّر وجعلك تقبل بالفحص ؟اجابه المريض : عمي الدكتور تِمولَسِّتْ !والذي تعني سقوط قطرة الحياء كما العاهرة – مع الفارق لان الرجل بسيط ومريض اضطره المرض لقبولها – حين تُمارس البغاء اول مرة .. هذه الواقعة ذكرتني بسلوك ساسة العهد القبيح في العراق حيث اعتادت هذه الزمر على ممارسة رذيلة السرقة واضحت لاتخجل من سماع هتافات الآلاف من جماهير العراق ومنذ سنين وفي كل المحافظات : باگونه الحرامية .. بمعنى انهم تِمولِّسِوْ ! بمعنى انهم إستمرؤوا عبارات حرامي وقشمر ومزوّر شهادة والى آخر قائمة العبارات المخزية .. حتى أصبحت الحَرمَنْه ثقافة غير مَعيبة في مجتمع ساسة العراق !وهي رسالة الى الشعب العراقي المنهوب باستخدام اُسلوب آخر غير إشهار فضائحهم لأنهم لايخجلون من صفة لص او حرامي !والأنكى ان هؤلاء الجوعّيّة لم يكتفوا بالتجاهل والتغافل وإنما ذهبوا لشرعنة لصوصّيتهم بإصدار قوانين في البرلمان لرواتب وامتيازات غير مسبوقة  برصد المليارات وهدر المزيد من ثروة الشعب  في تأثيث مكاتبهم وبيوت سكنهم والعلاج في الخارج وحتى نفخ الشفاه  وترقيع الوجوه الكالحة وتصليح مؤخرات البعض منهم ووصل الاستهتار مداه حين تستهزئ احدى النائبات ان الراتب لايكفيها لعشرة ايام وآخر تافه شيخ النستلة يدعوا الناس ان تعيش بثلاثين الف في الشهر وهو يكلّف الخزينة اكثر من مئة مليون شهرياً.. وختاماً ان الزمر الحاكمة معدومة الحياء تماماً !ورب ضارة نافعة .. حين كشفت الأزمة المالية  هؤلاء اللصوص معدومي الضمير !