انتشرت في الآونة الأخيرة الحملات التطوعية التي يقوم بها الشباب في محافظات عدة لتقديم خدمات عامة للمجتمع، ومنها حملات تنظيف الشوارع وصبغ وترميم المدارس، والملاحظ أن مثل هذه المبادرات في ازدياد مضطرد، وملفت للنظر مما يجعل الآخرين يقفون بإجلال لهذه النخبة التي تؤدي مثل هذه الفعاليات.وجود مثل هذه المبادرات في المجتمع، تعني أنه يسير نحو الرقي والبناء والتنظيم والتعاون، وتحتاج إلى من ينميها، ويقف خلفها ويدعمها لتكون حالة عامة ومألوفة في سلوكيات المجتمع العراقي، ومثل هذه الفعاليات منتشرة في العديد من دول العالم المتحضر، بل انها تُعد احد معايير العمل والوظيفة في تلك الدول، ودائما يُسأل عنها الشخص المتقدم للوظيفة في القطاع الخاص والعام على حد سواء، فضلا عن كونها أحدى نقاط التقييم الاجتماعي للفرد في تلك الدول.وقبل ايام تفاجأ عدد من إدارات المدارس في بغداد بقدوم مجموعة من الشباب لعدد من المدارس في قاطع الكرخ لتزيين جدرانها بألوان ورسوم فنية متميزة، وتم إنجاز العمل فيها بعيداً عن الروتين وفتح العطاءات، وتحليلها والمهندس المقيم وإجراءات الدوائر، وكتابنا وكتابكم والقال والقيل، فقط دخل مجموعة من الشباب المتفاني الرائعين لإدارة المدارس التي تم انتخابها للترميم، معلنين انهم هنا لتغيير واقع هذه المدراس بعيدا عن الضوضاء والضجيج الإعلامي الذي يمارسه بعض من يدعي انه يقدم الخدمات للمجتمع.انها دعوة خاصة من قلبي لدعم مبادرات الشباب في العمل التطوعي وجعلها ثقافة عامة يتسم بها افراد المجتمع العراقي، وانا على يقين ان البلد الذي تكثر فيه مثل هذه الحالات يسير نحو الرقي والسمو والبناء عبر تعزيز مثل هذه النشاطات المجتمعية المهمة.