17 نوفمبر، 2024 12:49 م
Search
Close this search box.

ثقافة التربية .. عبر التمييز بين الخطأ من الصحيح

ثقافة التربية .. عبر التمييز بين الخطأ من الصحيح

من المهم أن ننتبه جيدا لتربية أبنائنا ونحن نجابه أخطار ثورات العلوم والأفكار المتعددة  وغيرها فلا نتركهم عرضة  لمهاويها، التي كثيرا ما تنعكس سلبا على حياتهم بطريقة أو بأخرى فيجب علينا التركيز وباهتمام بكل تفاصيل ودقائق الأمور التي تعنيهم ، وقبل كل هذا هو التوجيه الصحيح والمناسب لهم وهم في بداية أعمارهم لما له من اثر بالغ على مستقبلهم فانه سيحدد اتجاهاتهم وتوجهاتهم وميولهم ورغباتهم وفق القواعد والأصول الصحيحة للتنشئة . من المفترض بنا حماية الطفل من أخطائه عن طريق تعويده على الأمور الصحيحة وان نركز على ترسيخ  مبدأ تجنب الخطأ لأنه خطأ  وغير صحيح لا لأنه حرام ، فلنعمل على تشجيع الواعز الإنساني لديه قبل الديني ، إذ أن الأخير ممكن تأثره بتأثيرات خارجية تبعا لظروف ومواقف معينة لذا وجب التأكيد على معاملته بأسلوب خاص بعيدا عن كل أنانية ، فأحثه على مساعدة أخيه في البيت كي يتعود على إبداء المساعدة لزملائه في المدرسة ذاتياً وهكذا تستمر معه هذه الخصلة الجيدة حتى يكبر وتنمو معه لتشمل كل من يحتك بهم مستقبلا في المجتمع ، وكذلك أحثه على عمل الخير مع الجميع كإبعاد الأذى عن الطريق وغيرها من هذه الأمور الجيدة والتي تنم عن أخلاقيات مجتمع راقٍ بأبنائه إذ يجب علينا بناء ثقتهم بأنفسهم وتعزيزها داخلهم ، بتشجيعنا لهم وتقديرنا لجهودهم التي يبذلون وليس بتقدير النتائج فقط كما يفعل معظمنا ، صحيح  سنواجه بعض المتاعب بدايةً بسبب عناده أو تقلب مزاجه ، إلا أننا في النهاية سنصل إلى مراحل متقدمه معه بالصبر والتحمل لأننا نرجو هدفا ساميا .. بهذا الأسلوب سوف يتمكن الطفل من أن يكتسب مهارات أخرى تولدت لديه من خلال ما اكتسبه في البداية ، ولم نعتمد مبدأ إن هذا الأمر حلال أم  حرام ،  بالتأكيد إن كل خطأ هو حرام من وجهة النظر القدسية والدينية وهو أصل الحرام فعلا أي كل ما من شأنه أن يؤذي الإنسان أو الآخرين على مستوى الجماد والحيوان وحتى البيئة والعكس صحيح الحلال كل مفيد وما يعود بالنفع على المخلوقات .. إلا انه لن يتمسك بها ما لم يعرف انه  إنسان ويجب أن يتعامل مع الجميع بإنسانيته لا بعقيدتهِ أو بعرقهِ أو بغيرها فأنا ازرع بداخله بذرة الشعور بالمسؤولية دون خوف من أي فعل لأنه سيتحكم بأفعاله من خلال تلك البذرة وما ينمو عبرها من مُثل ومبادئ .. فلو جربنا كمثال على ما تقدم  مع فتاة تصرخ بوجه أمها ونريد توجيه اللوم لها أو توبيخها أو تنبيهها كيف يتم ذلك ؟؟ يتم بان أقول لها إن تصرفها هذا خاطئاً وليس صحيحا لا أن أقول لها هذا حرام مع انه فعلا كذلك ومن الكبائر كما تعلمنا } قال تعالى .. وَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ وَلا تَنْهَرهُما { وأحيانا يقولون لها انه عيب مع انه فعلا هكذا !! وهذا لا يأتي بنتيجة صحيحة كيف ؟؟ لو أني أخبرتها انه عيب فإنها سوف تصرخ بوجه والدتها حينما تكن معها ولا يوجد ضيوف أو شخص غريب ، أي ستتعود القيام بهذا الفعل بين أفراد عائلتها وتتجنبه بحضور الغرباء .. هذا شيء والأخر إني لو أخبرتها انه حرام فإنها تتجنبه لغرض الحصول على الثواب فقط والتقرب لله تعالى وأيضا هذا لا يجوز .. أما إذا حاولت افهماها انه خطأ ولا يجوز القيام به بأي حال من الأحوال أو على أي وجه فإنها ستتجنبه بكل تأكيد ذلك لأنه خطأ وليس لأنه عيب أو حرام ..نعم أنا معكم انه أمر غاية في الأهمية رغم بساطته إلا انه يحتاج إلى جهد جبار ووقت كثير لترسيخ ثقافة الإصلاح في نفوس الأفراد عبر التوجيه المستمر والمتابعة الدقيقة كي أجد ثمار ذلك بالحصول على أفراد ذوي شخصية قوية ذات مبادئ سليمة لا تبددها الأهواء والرغبات وهذا مبتغى كل مجتمع ناضج فكريا . إذا يجب العمل على تربية أبنائنا على الحقائق والثوابت لا على المسميات النفعية .

أحدث المقالات