22 ديسمبر، 2024 7:16 م

ان مايشهده العراق من احداث جعلتني أقف مألوماً لما يعيشهُ هذا البلد من حالات الاخفاق والتشرذم , وبالرغم من معرفتي بخفايا الامور إلا انهُ يتبادر الى ذهني سؤال احياناً وهو من المسؤول عما يحدث لهذا البلد ؟ هل هو المشروع الامريكي ؟ ام القصور السياسي للجهات العاملة ؟ ام التدخلات الاقليمية والدولية ؟ وربما جميع تلك الامور كانت سبباً في دخول البلد حالة اللأ أستقرار ؟ فاذا آمنا وسلمنا ان جميع هذه الافتراضات كانت اسباباً مباشرة في تدهور الوضع العراقي فلا بد من طرح سؤال عن دور المواطن في عملية المواجهة للمشاريع الخارجية الاستعمارية ؟ و دور رجالات العراق سواء كان على مستوى العشائر , او رجال دين , او مثقفين , ومن خلال معايشتي للسنين المنصرمة من عمر العراق تكونت لدي بعض القناعات لعل ابرزها هو غياب الولاء للوطن وتحول الى ولاء أشخاص وألامر المؤسف المؤلم في المعادلة إن المجتمع لا يزال يعيش اعرافاً وتقاليد بالية كالثأر والانتقام واقصاء الاخر وحب التسلط والهيمنة ولا تزال الارتجالية منهجاً لدى الكثير ولا زال الغالبية يعيشون الجهل وغياب الحس الوطني وبُعد النظر ويفتقدون التفكير بالغد وماسوف يتمخض عنهُ من آلام واخطار , وحتى من يقف ويتصدى لموقع المسؤلية قد لايعرف للتخطيط سبيلاً ولا للتعاون مسلكاً الا بحدود ضيقة جداً كما لايزال البعض يعيش مفهوم ماقبل الدولة ولا زال المواطن لايعرف النظام فالفوضى منهجهُ والعبث عادتهُ ولايعرف قيمة العمل او الاخلاص وآخر مايخطر في باله الولاء والانتماء للوطن , والامر الاكثر الماً ان البعض لايتعظ من مآسي الطائفية وماخلفتهُ من ويلات اذ لايزال البعض ينوب عن القانون في القصاص من الاخر وكأنها (شريعة غاب) وبالنتيجة يتعمق الجرح وتكبر الهوة ولن تردم الا بدماء مضادة وهكذا , وبعد كل هذه التصرفات اللامسؤلة يعود البعض ليتسائل لماذا لا يستقر العراق ؟ ولماذا لاينتهي مسلسل القتل والتهجير والتفجير؟ ولماذا يستفحل الارهاب ؟ ولماذا لايتفق الساسة ليرجحون مصلحة البلد على مصالحهم الشخصية والحزبية اذن الامر واضح ايها الاخوة انها الثقافة المعدمة ثقافة الانهيار والتي اصبحنا نعيشها ونعتمدها كقانون لكل يوم وفي كافة سلوكياتنا من حيث نعلم او لا نعلم وهذه هي طامتنا الكبرى .