زعيم حزب العمال البريطاني إد ميليباند قدم استقالته من منصبه بعد خسارة الانتخابات أمام حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ,أياً كانت الاسباب وراء الخسارة لكنه اعطى صورة رائعة بتركه زعامة الحزب لأخفاقه في النجاح في الانتخابات .
ليس عيباً على المرء أن يقدم استقالته أذا أخفق في ادارة أي موقعاً للمسؤولية لأسباب عديدة يطول ذكرها ,لكن المهم انه يتخلى عن المنصب ليفسح الطريق امام من يستطيع الصمود بأن يتحمل المسؤولية ,ليقدم لنا نجاحاً باهراً ومثمراً وهو نكرانه لذاته متخلياً عن غروره بأنه هو الأعلم ومن حوله لايعرفون أي شيء ,أفضل من التشبث بالسلطة وجلب ويلات الفشل المترتبة عليه ,وكرسي الوجاهة لأياتي لأن الكرسي وجيه ,بل لأنه يحمل فكراً تجسد بمن يجلس عليه ويعطيه الاستحقاق الذي يستحقه ,أين تكمن فلسفة مبدأ ان نأتي بمن لايعرف قيمة المنصب وسيتعلم بمرور الوقت ؟ هذه ثقافة الفوضى يجب مغادرتها والتخلي عنها فطبيعة الاوضاع التي يعيشها العراق على كافة الصعد لاتتحمل المجازفة ,وخصوصاً هنالك مد أسود تنصل عن كل القيم الانسانية في قتاله معنا ,واعني معنا نحن الذين نؤمن بالتغيير وبالعملية الديمقراطية الجديدة برغم الاخفاقات التي تعترضها هنا وهناك ,نحن بحاجة لنشر هذه الثقافة التي تعمق وتكرس معايير بناء دولة المؤسسات التي هي ليست حكراً على (س ,وص )انما المسؤولية هي وظيفة انسانية وأخلاقية يمارسها الشخص ليؤدي خدمة للوطن والموطن الذي يجد بمن يتبوء المنصب بأنه يمثل الدولة التي توفر احتياجاته الاجتماعية والنفسية لأنتمائه أليها ,كيف يمكن ان نروض انفسنا على شجاعة الاعتذارفي ظل جنون عشق حب السلطة والمنصب الذي لم يبسق له مثيل منذ تأسيس الدولة العراقيىة الحديثة ؟ وقول سيد البلغاء الامام علي (ع) : لوكانت الأمارة جرة لحركت أذنيها .
حب التسلط من عبيد السلطة سيدفع بالتسقيط المعنوي والافتراءات والكذب ,وهي اسلحة وقحة يستخدمها الوقحين تدل على مستوى الانحطاط الخلقي الذي يعملون به في دائرة هي على شاكلتهم لغرض بقائهم ,ضد من يريد الاصلاح والعمل به ,فالاصلاح يحتاج لمقومات وأهمها هو المجيء بمن لديه القدرة على التغيير نحو الاحسن والأفضل .