8 أبريل، 2024 3:02 ص
Search
Close this search box.

ثقافة ألقطيع في العراق الجديد !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ذكر في التراث أن جحا كان يتهم بعض الناس بأنهم قطيع ؛وعندما أعترض عليه بعض الناس أجابهم :أنني مستعد أن أثبت ذلك لكم عمليا والموعد يكون في سوق المدينة؛حضر جحا ووقف على مرتفع؛ ونادى بأعلى صوته:ايها الناس هلموا ألي ؛فتجمع الناس من حوله:فقال سمعت من فلان عن فلان عن رسول الله {ص} أنه قال !من أوصل لسانه الى أرنبة أنفه دخل الجنة ؛وأذا بالجموع تخرج ألسنتها وتحاول أيصاله الى أنفها ؛ وهنا ألتفت الى معارضيه ؛فقال لهم :ألم أقل لكم أن بعض الناس يشبهون ألقطيع!!.
جاء في ألقرآن ألمجيد { أن شر الدواب عند الله الصم البكم ألذين لايعقلون }؛يقول أحد المفكرين أن ألناس لايولودون متخلفين ولكنهم يرغمون على ذلك؛يقول فولتير {ألأحرار عندهم تاريخ والعبيد عندهم حكايات }. يقول ألشهيد محمد باقر ألصدر {أن أكثر الناس تعصبا هم أبعد ألناس عن جوهر الدين ألأسلامي}.
في عراقنا الجديد سيطرت على عقول أغلبية الناس ثقافة القطيع بأشراف وتوجيه مباشر من أهل ألعمائم وأهل اللحى الطويلة والثياب القصيرة وتجار السياسة؛ أتحد هذا الثلاثي ألمتخلف في تسخيف عقول الناس وتحويلهم ألى قطيع وألأمثلة التالية تؤشر الى ذلك؛في فضائية ألفرات ظهر معمم يدعى فلاح الساعدي يقول ؛ألتقى أحد الناس في ضواحي بغداد برجل يبدوا عليه الوقار والهيبة فسلم عليه وأخذا يتجاذبان أطراف الحديث ؛ وكان يقف هذا الرجل قرب بئر ؛ قفرأ آيات فأذا بالماء يرتفع من البئر فيشرب منه؛ ثم أخرج من جيبه فاكهة  غريبة وفي غير فصلها فأكلها ؛فتيقنت أنه من أهل ألبيت فسألته: فقال لي أنا ألأمام موسى أبن جعفر !!. ظهر على شاشة ألعراقية ألشيخ علي الكوراني صاحب موسوعة ألأمام ألمهدي يقول :عندما يظهر ألأمام ألمهدي في كربلاء يأتي راكبا على فرس له ثلاثة عيون يوقف بأحداهن كافة ألأتصالات وكافة أنواع ألأسلحة ويخرج قتلة ألأمام ألحسين ويحاكمهم ثم يحرقهم!!.يقول الشيخ جمال الدين ألصغير مخاطبا جمهورا في أحد ألحسينيات ويبث من على فضائية الفرات قائلآ : يجب أن تكون صلاتكم وصومك وزياراتك الى مراقد ألأئمة مهداة الى ألأمام ألمهدي !!أي تجعله قبلتك في كل شيئ ؛ولا تدعوا لنفسك بل تدعو للأمام ألمهدي !! .
يقول وهابي سعودي { الدكتور علي ألربيعي { في أحد قنوات السلفية :يأكل الشيعة أكلا { يدعى ألسبسي !!} وهو طعام يسبب ألأدمان في حالة أكله ؛وقد أثبت أخصائيون  أن القنوات الشيعية تبث ذبابات تؤثر على العقل البشري وخاصة ألأطفال الصغار؛لصغر حجم جمجمتهم ؛أمنعوا أطفالكم من مشاهدة ألقنوات ألشيعية!!.يصف   ألشيخ القرضاوي معارضي {جماعة ألأخوان ألمسلمين } بقوم لوط!!.يبتدأ وعاظ السلاطين في جميع ألمساجد السعودية في خطبة الجمعة باللعنة على اليهود والنصارى والرافضة ويدعون الله بهلاكهم ومحوهم من على سطح ألأرض!!.
أما الساسة في ألعراق لايختلفون تخلفا وتحجرا عن رجال الدين فهذا عضو البرلمان ألعراقي عن كتلة ألحرار أمير ألكناني يقول :‘عندما سأله مقدم برنامج في ألفضائية ألبغدادية عن سبب تاخير حل جيش ألمهدي بعدما خرجت قوات ألأحتلال في العراق وتشكلت حكومة وطنية وأنتم مشاركون فيها فأجاب: لايمكن حل جيش المهدي ألا بفتوى من مجتهد لأنه جيش يخص ألأمام ألمهدي وهو مستعد لنصرته عند ظهوره وهو الذي يقرر بحله من عدمه!!أما حجة ألأسلام والمسلمين ألصدر ؛فيقول:أن سحب ألثقة عن المالكي هو قرار عراقي آلهي!! أمابقية ألمكونات السياسية التي تشكلت بعد ألأحتلال لاتقل تخلفا وجهلا عن حلفائهم الصدريون.فالتنظيمات ألأسلامية ألمشاركة في الحكم لاتختلف عن التنظيمات الشمولية التي  حكمت العراقية سابقا فكلها تتوارى وراء شعارات زائفة للسيطرة على السلطة وألمال والدليل على ذلك مايحصل في  العراق ألآن من هرج ومرج وفوضى عارمة!!.
يستخدم رجال الدين تخدير البسطاء من الناس عن طريق أستغلال بؤسهم وتعاستهم في الحياة ويتم السيطرة عليهم عن طريق أحاديث مكذوبة تخلق فيهم روح ألأستسلام وتنزع عنهم ألأرادة وتجعلهم يعيشون بأحلام وردية وعندما يستيقضون يجدون أنفسهم في العراء .
لقد أستخدم نظام البعث في العراق تخدير الناس عن طريق الرعب لذلك أطلق على دولة البعث {بجمهورية الرعب} سلبت ألأرادة من الناس وجعلتهم دما لاحول ولاقوت لهم فأستطاعت مجموعة من البلطجية أن يسيطروا على ألناس وحولوهم ألى مجرد أرقام يسيرونهم كيفما يشاؤن على نظرية { أجع كلبك يتبعك} .
يستطيع رجال الدين والسياسية أن يسيطروا على الناس بنزع أراداتهم وتحويلهم ألى قطيع وهذا سر نجاحهم في استغلال الناس عن طريق شعارات تستهوي عقول ألمنزوعي ألعقل وألأرادة!!
أترك ألتعليق لكم!!لأن في جعبتي ألكثير ولكن لاأطيل عليكم ؛ولكني أنقل لكم معاناة العراقيون ألبسطاء من حملات ألتجهيل والتسخيف الديني وألسياسي؛في مقابلة في فضائية الرشيد مؤخرا مع المواطنين من أهالي كربلاء الكرام ومن ضواحيها بالذات :يعانون من كثرة الزيارات المليونية والتي قطعت أوصال أحيائهم بالسيطرات وألتقاطعات فلا يستطيعون الخروج الى أعمالهم ولا ألى ألتسوق لأطعام عوائلهم ولا للحصول على لقمة عيشهم ويستغيثون بالمسؤولين بأيقاف هذه الظواهر التي أصبحت يومية ؛حيث أخذ بعض الرعاع يمشون على ألأقدام من بقية مناطق العراق حتى في أيام الخميس والجمعة!! ظهرت طفلة في عمر الزهور لايتجاوز عمرها الحادية عشرة تقوم في تصليح ألمولادات وهي تذرف الدموع لحرمانها من أكمال تعليمها بسبب عدم وجود مكان لها في المدرسة القريبة من محل سكناها ؛وامنيتها أن تعود الى مقاعد الدراسة لأكمال دراستها وتصبح طبيبة وقد أجبرت على ترك الدراسة بعدما أنهت ألدراسة ألأبتدائية؛كانت هذه ألمقابلة في الفضائية ألسومرية!!.
يشكوا غالبية الشعب العراقي مما يعانون منه من تراجع في ألخدمات بأجمعها وتدني القدرة ألمعيشية وأنقطاع الكهرباء المزمن وألعمليات ألأرهابية التي قتلت مئات ألألوف من ألأبرياء ؛ولكنهم يتحملون مسؤولية ذلك لأنهم ساروا وراء مجموعة من المتخلفين والجهلة من رجال الدين والسياسين؛فأذا أتحدوا معا وبيد واحدة وثاروا على هؤلاء الحثالات كما فعلت شعوب الربيع العربي حيث كنست ألديانصورات من الحكام العرب فقد ولى حكم القذافي ومبارك وبن علي وعلي عبد الله صالح وحسني مبارك والبقية ستتهاوى أنشاء ألله في القريب العاجل:
فالشيعة يقضون معظم أوقاتهم في الزيارات ألمليونية ويسيرون مئات الكليومترات في درجات حرارة مئوية تصل الى السبعين ويهدرون المال العام ويجعلون الجيش في حالة أنذار في معظم السنة وتتعطل الحياة وتهدر ألأموال فيما لانفع فيه ولافائدة لهم لافي دنياهم ولافي أخرتهم؛ كما أنهم يجعلون ألملايين الزاحفة طعما للأرهابين مما يؤدي الى أزهاق أرواح البسطاء ؛ بينما يمكن صرف هذه الجهود في بناء محافظاتهم وفرض شروطهم على المافيات التي تسيطر على مجالس ألمحافظات؛ في تحسين الخدمات وتوفير السكن اللائق وألخدمات ألصحية كبقية خلق ألله ؛أورمي هؤلاء في المزابل وأستبدالهم بمن يقوم بخدمتهم ورعايتهم من أهل ألمحافظات الشرفاء.
أما السنة فيوفرون ألدعم ألمادي والمعنوي وألملاذات ألآمنة للعصابات التخريبية في مناطقهم  بموجب فتاوي من رجال دين متعصبين طائفين يحرضونهم على قتل ألأبرياء بحجة الدفاع عن بيضة ألأسلام ألتي أنتهكوها في وضح النهار في ذبح ألأطفال والنساء في كافة مناطق العراق وخاصة في ألمناطق التي تسكن فيها أغلبية شيعية بدعم وأسناد مباشر من مؤسسي ألقاعدة في دول الخليج ودولة آسرائيل الصديقة وبقايا البعث الصدامي!!.
أما دعاة العنصرية وألقبلية بعدما كانوا ضحايا ألأنظمة ألسابقة ألتي أضطهتدهم وأنتهكت حقوقهم ؛تنمروا على ألأقليات التي تعيش بينهم  من ألشبكية وألأيزيدية وألتركمان وألمسيحيون ؛وأخذوا يتمددون على حساب أخوانهم ألعرب في بعض ألمناطق ؛لقد عرف ألكرد بأخلاقهم الكريمة وبساطتهم وعفويتهم ولكن بسبب تسلط مجموعة من ألعنصرين ألذين أستغلوا أضطهادكم في السابق ليتسلطوا عليكم؛ مما جعلوا الرعاع منكم ألى ألأندفاع وراء أهوائهم ومصالحهم ألفئوية ؛ألمطلوب منكم ألأنتباه ألى هذه ألأحابيل والتكاتف مع أخوانكم في بقية أنحاء ألعراق لكنس هذه الوجوه من أرض العراق وأقامة حكم جديد يقوم على المساواة والعدل بين جميع أجزاء العراق بدلا من ألأحتراب وألأقتتال ؛فالجميع في سفينة واحدة فلا تغروقوها. وكما يقول ألصحابي ألقعقاع بن عمرو ألتميمي:
   الفتنة لاتدفن بقطع الرؤوس    بل بتطهير ألنفوس؟!!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب