23 ديسمبر، 2024 5:12 ص

ثقافة أحزاب العوائل إلى أين ؟

ثقافة أحزاب العوائل إلى أين ؟

سمعنا بمناسبه قرب المصادقه البرلمانيه على قانون الأحزاب كما يقال ( تلاطيش كلام ) من اصطدام مشروع القانون بعقبه الأحزاب العائليه من حيث الهيمنه المزمنه لعائله ما وهذا ما يتناقض مع الديمقراطيه من خلال المؤتمرات الانتخابيه للأحزاب والتداوليه ( والذي منه ) .

وبكل صراحه هذه المره نرجوا أن لايصطدم القانون المذكور ، لأنهم أي العوائل قادره على أعادته إلى الارشيف الذي خرج منه أو بصياغه عائليه بحيث تصبح العائله شرطاً لضمان وحدة الحزب ، لذلك نرجو أن لا يتعرقل بهذه الحجه لأننا مع بقيه العالم المتقدم والمتأخر والمتوافق والمتحاصص ( في الهوى سوى ) يمتد غرباً من عائله بوش وكندي وعائله بيرون في الارجنتين حتى عائله كيم ايل سونك في كوريا الشماليه مروراً مع الفارق بعائله غاندي / نهرو و مايشبها في سريلانكا أو العوائل في الباكستان وبنغلاديش التي يهيمن على العمليه السياسيه هناك وصولاً إلى عوائل لبنان من حزب الكتائب وآل جميل والاشتراكي وآل جمبلاط وهكذا العوائل الشيعيه والسنيه آل كرامي وآل بري….الخ .

ولذلك ليس غريباً أن نكون كذلك فأننا من هذا العالم ما عدا الاوربين أو الروس أو الصينيين أو اليابان حيث هذه الدوله حصاد ومنابع الاشعاع واثقافه الحديثه التي مرت بمراحل ربما لم نمر بها حسب ظروف كل بلد لا يسع المقام للتوسع فيها ربما بعد أن أفلست عوائلها وتفككت .

ولكن العقدة كيف تكون ديمقراطياً في العمليه السياسيه وأنت ليس كذلك داخل حزبك أو مجلسك أو تيارك ، ولا أنت قائد روحياً أو فخرياً ؟

وكما يقال لكل عقده حلال ولكل قاعدة استثناء ولا يشكل ذلك عقبه حديديه أمام حسن النوايا ومطابقه القول والفعل كما لا حظناها في التجربه الهنديه ، بحيث لا تمثل العائله شريحه محدده أو طبقه معينه أو مصالح وأن كان كذلك فلا ضير ألم تمثل عائله بوش مجمع النفط والسلاح وهذا يجوز بالمذهب الأمريكي ومستحب في غيرها من دول الغرب وهذه لعبة الديمقراطيه ، ولكن قد يكون ( كراهه ) في أو ساطنا نحن أبناء العامه من بني البشر ! .

ولكن العائله الأمريكيه المتزعمه للحزب الجمهوري تمثل مصالح معينه وهم مساهمين كبار في هذه المصالح ولها جمهورها ومنظريها . وهكذا الهنديه من خلال حزب المؤتمر فأنه يمثل البرجوازيه الوطنيه بالمفهوم الماركسي . أي أن هذا النمط ينعكس أفقياً يمتد من الشمال إلى الجنوب والشرق والغرب في البلاد وهذا سر ديمومه النموذج الهندي أو الأمريكي ومن يشبههما في الباكستان أو

سريلانكا ولكن النموذج اللبناني قدوة أحزابنا العائليه لا يمثل مصالح عريضه تغطي مساحه البلد فهي أما تغطيه طائفياً بفقرائه واغنيائه أو مناطقياً أي زعامه عموديه تعيش في كانتون وأحد وهذا سر كارثه لبنان بأن تحولت إلى حديقه خلفيه أو ساحه صراع لآن الاستقواء على الباقين يتم من خلال الدول التي تتعاطى مع ممثليها ( إيران / حزب الله ، السعوديه / الحريري ، فرنسا / الكتائب ) وهذه ليست إسرار بل فضحتها الحرب الأهليه ( 1975 ) وما قبل وما بعد .

نعود لعراقنا في ضوء هذه المعادلات فهل نحن نقترب من النموذج الأمريكي أو الهندي ؟

في مرحله معينه يمكن قبول الزعامات العائليه وقد تمتد لهذه الفتره وما بعدها حيث يتحول الزعيم العائلي لزعيم قومي كما في التجربه الكرديه والمشروع القومي الكردي لم يكتمل في المستقبل القريب ومع ذلك تأثرت هذه الزعامه ولجأت للائتلاف مع العائله الطالبانيه بسبب ضغط الظروف الحاليه أو وحدة الهدف التي ينافس الطرفين عليها حزب العمال الكردستاني التركي . وهكذا فلا ضير في زعامه كهذه الآن حيث على الأقل تغطي أغلب كردستان العراق .

فهل الأحزاب والمجالس والتيارات الشيعيه كذلك وهي ليس لديها مشروع يجمعها معلن بموجب برنامج حيث عجزوا لحد الان من انتخاب رئيس كتله نظراً لعدم وجود برنامج متكامل عراقياً أو على الأقل فيما يخص مناطق نفوذهم فتوزعتهم العوائل والأحزاب المتشظيه حزب الدعوه نموذجاً .

أما الأحزاب السنيه فلا يوجد غير الحزب الإسلامي الذي نأمل أن يكون على الاقل حسب النمط التركي وليس المصري حتى لا تطاله تهمه الأرهاب ونأمل من المنظمات السنيه ذات القوائم الانتخابيه أن لا تتخذ من البعث وعاء خصوصاً بعد تجريمه . والانصراف نحو النفس الوطني الذي ينشدونه كمواطنين لا أبناء طائفه . أما أحزاب الأقليات فلا تزال موحده وهذا يدعوا للتفاؤل خصوصاً بنفسها الوطني التعددي .

أما الأحزاب التقليديه الديمقراطيه فايضاً عائليه ( الوطني الديمقراطي الأول / آل الجادرجي ) ، الوطني الديمقراطي / الحميدات آل حاج حمود ) رغم تراثهم المشترك وهدفهم الواحد عجزوا عن التوحد وهذا يعكس الاشكاليه فهل هم يمثلون الطبقه الوسطى الا اعتقد الاشكلاً وعملياً ليست النتائج لصالحهم منذ نصف قرن تقريباً .

الهم الاساس في ضوء هذه الثقافه أن لا نكون بمرجعيه لبنانيه وهذا أمر وارد ولا تنغلق عوائلنا لتفرخ

المزيد سيكونون منافسين لهم بل الانفتاح والخروج من دائره ذات أفق عشائري فالنموذج الخليجي لا يتكرر حتى مع النفط العراقي الاغزر وليس للعراقين ، صبراً أكثر .