23 ديسمبر، 2024 7:15 ص

ثقافةُ مسؤولٍ وغباءُ شعبٍ!

ثقافةُ مسؤولٍ وغباءُ شعبٍ!

ثمة ثقافة فكرية للفرد، وهي تخص الفرد ذاته، وثقافةٌ فعلية للفرد وهي تخص المجتمع، لأن لفعل الفرد أثراً في الخارج، وإنما يقيسُ العقلاء ثقافة الفرد على فعلهِ لا فكرهِ….
المسؤول في الدولة هو فردٌ لا تعنينا ثقافتهُ الفكرية(نحن الشعب) بقدرِ ما يعنينا فِعلُه، ولكن هناك غباء كبير عند الشعب لتقييم عمل المسؤول، فعندما يقوم المسؤول بتوزيع الأراضي للمحتاجين، فهذا لا يعني أن فعلهُ جميل، وإنما هو قام بواجبهِ المُناط بهِ، لأن الأرض ملك عام للجميع، وحين توزيعها يجب أن يُراعي الدقة والحرص(وهذا ما لا يحصل أبداً في بلادنا العربية)…
ما زالت الـ….. تتحدث بتوزيع الاراضي في مدينة الثورة(الصدر حالياً)، من قِبل الزعيم(قاسم)، وكأنهُ منجزٌ عظيم، بالرغم من أن(أبو درع) وزَّعّ أكثر منهُ، وبتصاميم رائعة، ومساحات أفضل وأكبر، وخدمات متكاملة من ماء وكهرباء وشبكة تصريف مياه وتبليط، مثل(حي الكوفة)!!
لقد قام عمدة تكساس(الولاية الأمريكية) بعمل برنامج(المدير المتخفي)، حيثُ يقوم العمدة بتغيير شكلهِ والعمل في مهنة ما ليطلع على مصاعب المهنة، وما هي رؤية العمال في تطويرها، وكيفية علاج مشاكلها، بعد ذلك يستضيف أولئك العمال في مكتبهِ، ويقوم بحل مشاكلهم العامة والخاصة، فأما العامة: فمن خلال وضع خطط لتحسين ألآت وآليات عملهم، وأما الخاصة: فمن خلال جمع تبرعات من الميسورين، ولذا في إحدى حلقات البرنامج حلَّ مشكلة شاب بتبرع أحد الميسورين بمبلغ(8 آلاف$)، ولم يُظهر إسم المتبرع، وهكذا…، وهو بذلك لا يُرهق كاهل ميزانية الدولة، كما وأنهُ يقوم بعملٍ جيد…
هل ننتظر من الأخ(علي محسن عاصي) أن يقوم بما قام بهِ العمدة الأمريكي؟
المشاكل قائمة على قدم وساق، بين أمانةِ بغداد ومجلس محافظة بغداد، ولا ندري أيهما المسؤول عنها وعنا؟! فإذا ذهبنا للمحافظة قيل إذهبوا للأمانة، وإذا ذهبنا للأمانة قيل إذهبوا للمحافظة!!
لا أرى داعياً ولا مبرراً لوجود هذين الكيانيين، إلا لإستنزاف ميزانية الدولة، في رواتب لا داعي لها، وفي مشاريع لن ترى النور أبداً كـ(مشروع متنزه قناة الجيش الكبير)!
المظاهرات بدأت بمطالب صحيحة، ولكنها إنتهت بإنحراف مطالبها، وكشفت للعاقل بأن الشعب غبي…..
بقي شئ…
أُطالب بتعيين(أبو درع) أمينا للعاصمة بغداد، فلعلنا حينها نحصل على سكن، نحنُ موظفوا الدولة! وكما جاء في الأنشودة الشهيرة(أبو درع إجاكم…..ينعل أبو الجاباكم)