بمراجعة بسيطة لحقوق السُنة التي طالب بها الحراك السلمي منذ انبثاقه حتى يومنا هذا لم يرد فيها اي شيء بخصوص الكرد بل على العكس تماماً طالما كان الكرد موقع ثقة وإحترام المنتفضيين بل هم موقع ثقة وإحترام كل سنة العراق وأكثر من هذا وذاك فإن سنة الموصل لجائوا إلى الإقليم هرباً من قصف الأحياء السكنية ولم يقصر الكرد بإحتظانهم وإكرامهم وإستقبلوا ما يزيد على خمسمائة الف مواطن عربي من الموصل فقط!. فلا تهدموا هذه الرابطة الجميلة
ولم يكن إعتراضكم على السلطة المركزية والجيش المركزي إلا لطائفيتهم وتعسفهم وظلمهم ولم يظلمكم الكرد ولم يحاربكم الكرد بل لعل هناك من المشتركات الكثيرة التي تربطكم به ومن تلك المشتركات كونهم سُنة وهو نفس السبب الذي يحاربكم الطائفيون عليه !
والكرد اليوم في خصام واضح مع المالكي وسلطاته المتعسفة الظالمة وهذا مشترك مهم آخر عليكم إستثماره وعدم التفريط به بل وتعزيزه في انتظار تحييد الكرد في الصراع إن لم يكن التحالف معهم وليس محاربتهم وليس من مصلحتكم زيادة أعدائكم وهم كثير (المالكي وقواته ومليشياته المتعددة وإيران وقواتها ومليشياتها ودعمها وأمريكيا وقواتها ودعمها بشار الأسد وطيرانه ودعمه !!!) .
الكرد مهددون من المليشيات الطائفية المتخلفة بشكل مباشر مثل ما انتم مهددون كما أعلن قائد العصائب (قيس الخزعلي) ذلك علناً والكرد اليوم مع أهل السٌنة العرب في خندق واحد فعلام تخرجوهم من خندقكم ؟!
يبقى الإقليم ملاذ لأهلكم والكثير من قادتكم الذين هربوا من بطش المليشيات وجور السلطات ولم يفجروا لكم مسجداً بل سيبنوا معكم ما تم تفجيره بل ستاتي الساعة التي تحتاجون لهم أكثر من حاجتكم لهم الآن !
مهما كانت قوتكم فلن تستطيعوا الصمود في محافظة ديالى على وجه الخصوص أمام تدخل وضغط جيش المالكي ومليشياته وقوات بدر وفيلق القدس والطيران الإيراني و وجود البيشمركة المعترف بها من قبل الحكومة المركزية ومعترف بها دولياً وعربياً في ديالى يمكن ان يكون حائط صد ويحفظ لكم حياة اهلكم أمام بطش وإجرام المليشيات ويحييد كل القوى المعادية ولا يمكن الإعتراض على وجودها من قبل الحكومة المركزية والبرلمان وطالما هم موجودون هناك فإن ذلك يوفر لكم قوة ويغنيكم .
قتالكم للكرد يسقط مشروعيتكم السُنية التي فانتم قاتلتم الطائفية التي إضطهدتكم فلما تقاتلون الكرد ؟
هدنتكم مع قوات البيشمركة سيجعل صوتكم اعلى واكثر إحتراماً ومشروعية بل سيساعدكم في ايصال مظلوميتكم الى العالم .
ليس في ديالى فقط ستحتاجون الكرد بل الثورة ستحتاج القوات الكردية (البيشمركة) لتكون جدار فاصل بين قوات العشائر (قوات عازلة) بين الثوار وقوات المالكي في مرحلة الصراع القادمة.
التفاوض هو المرحلة الأخيرة في أي صراع عسكري (سواء مع حكومة المالكي أو حكومة الإنقاذ الذي تطالبون بها) وعندها ستحتاجون لموقف محايد أو مناصر لكم في مثل هذا التفاوض.
أنا اعرف جيداً أن الكثير من السُنة يرحبون بحكم الكرد المتحضر في مناطقهم على الحكم الطائفي المتعسف الذي القى بشبابهم الى السجون والمعتقلات السرية والقتل على الهوية والإغتيالات والتهجير ودمر مدنهم وشتت عوائلهم ولقد طُرح مشروع إقليم يظم المحافظات السُنية مع الإقليم الكردي (ورفض ذلك من الكرد في حينه) . فكيف يمكن أن تقاتلوهم أفسحوا لهم المجال كي يحموا اهلكم من المليشيات كما تحموهم أنتم !
ختاماً قتالكم للكرد كارثة لا تعوضها كل إنجازاتكم لذا اتمنى على قادة الإنتفاضة كما التمس من فضيلة المفتي وعلماء الدين بذل المساعي والجهود لإيقاف هذا القتال الغير مبرر بل والكارثي!
في حال كان لغير ثوار العشائر قولاً غير هذا فكيف يفرضون رايهم ويفرضون أجندتهم على سُنة العراق وثواره وعلى ثواره إعلان برائتهم من هذه الحرب الكارثية المصطنعة بين السُنة والكرد ويكفي السُنة ما بهم ويكفيهم من يحاربهم . لابد من إيقاف مسعري الحرب مع الكرد عند حدهم أو على الأقل إعلان التبرئوا بوضوح من هذه الكارثة الجديدة على السُنة!
حفظ الله العراق والعراقيين وحقن دمائهم وسلم شبابهم واطفاء نار الحرب وأخمد الله الفتنة الطائفية واعاد العراق واحدا ارضاً وشعباً حراً سعيداً متجانساً وابدلنا بالحب بدلأ عن الحرب والكراهية والتخلف وبصبح مشرق جميل تغرد فيها الطيور آمنة في أعشاشها .